بعثت جماعة الحوثيين في اليمن رسائل إلكترونية إلى مالكي السفن الألمانية التي تبحر في مياه الشرق الأوسط متوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بهدف «الترهيب»، كما أكد اتحاد مالكي السفن الألمانية يوم الاثنين، وأوضح الاتحاد في بيان له أن هذه السفن تُعتبر «أهدافاً محتملة» بسبب علاقتها المفترضة مع إسرائيل.
وجاء في الرسائل الإلكترونية التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس أن السفن الألمانية التي تتجه نحو الموانئ الإسرائيلية «ستُستهدف مباشرة» و«ستعاقب»، وتستهدف هذه التهديدات السفن التي تبحر في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي.
وأكد الاتحاد أنه يتعامل مع هذه التهديدات بجدية، مشيراً إلى أنه على اتصال دائم مع أعضائه والسلطات المعنية، مديناً «محاولات الترهيب» التي تواجهها السفن.
تم إرسال الرسائل إلى عناوين عامة وأخرى محددة، بما في ذلك الاتحاد الألماني لمالكي السفن وشركات الشحن الألمانية، كما أكدت البحرية الألمانية والغرفة الدولية للشحن صحة هذه الرسائل.
يُذكر أن الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن، وهم جزء من «محور المقاومة» المناهض لإسرائيل الذي تقوده إيران في المنطقة، إلى جانب حركة حماس وحزب الله اللبناني، وبدأ المتمردون في نوفمبر 2023 شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، مستهدفين السفن التي يعتقدون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار دعم الفلسطينيين في قطاع غزة خلال النزاع القائم بين إسرائيل وحركة حماس.
وأشار اتحاد مالكي السفن الألمانية إلى أن نحو 200 سفينة تجارية تعرضت للهجمات قبالة السواحل اليمنية منذ أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل «العديد من البحارة».
ومن جانبها، تتجنب شركات الشحن الألمانية، مثل مجموعة هاباغ-لويد، منطقة الخطر عبر تغيير مسار سفنها والالتفاف حول قارة إفريقيا، ما يؤدي إلى تأخير الرحلات لأسبوعين إضافيين ورفع التكاليف بشكل ملحوظ.
ألمانيا هي عضو في التحالف البحري الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة في يناير، بالإضافة إلى مشاركتها في مهمة «أسبيدس» الأوروبية لضمان سلامة الملاحة البحرية وحماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية.
وفي الفترة بين فبراير وأبريل، رافقت الفرقاطة الألمانية «هيسن» 27 سفينة تجارية، ونجحت في صد أربع هجمات شنها الحوثيون في البحر الأحمر.
لكن السفينة «هامبورغ»، التي كان من المقرر أن تحل محل «هيسن» في أغسطس، بقيت في البحر الأبيض المتوسط بسبب التوترات المتزايدة في المنطقة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية