قد يبدو أن الجيل الجديد من الشباب لا يهتم بالقراءة أو متابعة الأخبار، أو بالمناخ، أو الانتخابات الأميركية، أو بالأحداث العالمية.. ولكن هذه نظريات بناها "كبار في السن" وتحطمها دراسات وإحصائيات جديدة. فالجيل زد، المولود بين 1997-2012، لم يتخل عن الأخبار كليا، ولكنه أعاد تشكيل طريقة استهلاكها ومشاركتها، حسب ما نشر مركز أبحاث الإعلان العالمي WARC.
جيل يعيش على الإنترنت هذا الجيل هو أول جيل يكبر مع الإنترنت كجزء من الحياة اليومية، ويستخدم 50% أو أكثر من أفراده السوشيال ميديا يوميا للاطلاع على الأخبار.
وبالنسبة للأخبار الرياضية، فيوتيوب هي المنصة المفضلة، حيث يفضلها 31% من الجيل زد مقارنة بالقنوات التلفزيونية التقليدية.
أما تيك توك، الذي يظن الكبار أنه للرقص فقط، فكشفت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث أن حوالي نصف مستخدمي التطبيق الصيني الشهير من الشباب يتابعون من خلاله الأخبار السياسية، وبالرغم من السمعة السيئة التي كوّنها الكبار عن أن هذا الجيل لا يقرأ، فالشباب يقرؤون في المتوسط 6 مقالات إخبارية على الأقل يوميا.
الإنفلونسرز مصادر للأخبار أصبح المؤثرون، الإنفلونسرز، على السوشيال ميديا أكثر من مجرد شخصيات ترفيهية، بل أصبحوا شخصيات رئيسية في نقل الأخبار، ويُظهر مركز بيو للأبحاث أن 37% من البالغين تحت سن 30 يحصلون على أخبارهم من المؤثرين، مقارنة بـ16% فقط من الصحافيين المحترفين على هذه المنصات.
تيك توك يتميز في هذا السياق: حيث يعتمد 57% من مستخدمي جيل زد على تيك توك على المؤثرين للحصول على الأخبار، في حين يعتمد 34% فقط على الصحافيين المحترفين، بينما يستهدف "إنفلونسرز الأخبار" مستخدمو إكس بنسبة 85%، لكن العديد منهم يتواجدون أيضا على إنستغرام، حيث يمتلك 50% منهم حسابا، و44٪ يمتلكون حسابات على يوتيوب.
ثقة عمياء؟ رغم اعتمادهم على المنصات الرقمية، يبقى جيل زد حذرا بشأن المعلومات المضللة على الإنترنت.
ويشير مركز أبحاث الإعلان العالمي إلى أن 13% فقط من جيل زد يشعرون "بثقة كبيرة" في قدرتهم على اكتشاف الأخبار المزيفة، بينما يشعر الباقي بالقلق بشأن مواجهة معلومات خاطئة على السوشيال ميديا. ومع ذلك، تظل الصحافة التقليدية مصدرا موثوقا، و85% من جيل زد يثقون في وسائل الإعلام أكثر من السوشيال ميديا فيما يتعلق بتقديم معلومات دقيقة.
وبحسب الدراسة السابقة، فإن اهتمامات هذا الجيل الشاب تتجاوز الترفيه بكثير، ومن خلال النظر إلى كل عنوان إخباري من بين أكثر من 10 آلاف عنوان، كان هناك 13 مجموعة مميزة من المحتوى الإخباري الذي كان يقرأه الشباب، بما في ذلك:
السياسة.
الحروب في غزة وأوكرانيا.
الصحة.
تغير المناخ.
شؤون المال.
الأخبار الرياضية.
ولا يكتفي أبناء هذا الجيل باستهلاك الأخبار بشكل سلبي فقط، بل يتفاعلون معها، وتُظهر الدراسات أن 8 من كل 10 من جيل زد يعتقدون أن البقاء على اطلاع يلهمهم لإحداث تغييرات إيجابية، سواء من خلال المقاطعة أو التطوع أو المشاركة في حملات التوعية.
ووفقا لاستطلاع WARC، يرغب 60% من قراء جيل زد في أدوات تشرح القصص الإخبارية المعقدة، بينما يجذب 44% المحتوى الذي يركز على الحلول، و43% يريدون المزيد من القصص الإنسانية الملهمة.
المزيد مثل هذا
هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس