تصدرت كلمة «بلوسكاي» (BlueSky) وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وأصبحت الأكثر تداولاً خلال اليومين الماضيين. يعود سبب هذا الانتشار إلى اشتراكات المستخدمين في التطبيق بعد البحث عنه والتعرف على تفاصيله وماهيته.
وشهدت منصة التدوينات القصيرة «بلوسكاي» نمواً سريعاً، حيث جذبت نحو مليون مشترك جديد في يوم واحد، مما يعكس الاهتمام المتزايد وقبول المستخدمين للمنصة. ليصل إجمالي عدد المستخدمين إلى 18 مليوناً، بعدما كان عند 9 ملايين في سبتمبر 2023.
ومن المتوقع أن يتزايد هذا الرقم بشكل سريع في الأيام المقبلة، وفقاً للرئيسة التنفيذية للشركة جاي غرابر، التي أكدت تزايد عدد المستخدمين بمقدار 10 آلاف كل 10 إلى 15 دقيقة.
ومع ارتفاع أعداد المشتركين، من المتوقع أن يشهد السوق منافسة حادة بين إيلون ماسك، الذي استحوذ على منصة «إكس» المعروفة سابقاً بتويتر مؤخراً، وجاك دورسي، مؤسس تطبيق «بلوسكاي».
وكجزء من خطتها التسويقية، تواصل «بلوسكاي» جذب عدد كبير من المستخدمين حول العالم عبر فتح التطبيق ليصبح مجانياً، ما جعله الأكثر تحميلاً في متجر أبل في المملكة المتحدة، متفوقاً بذلك على تطبيقات منافسة قوية مثل «ثريدز» من ميتا، و«تشات جي بي تي».
وبحسب بيانات موقع (Similarweb)، فإن عدد المستخدمين النشطين يومياً لتطبيق «بلوسكاي» على الهاتف ارتفع بنسبة 73% في الأسبوع الذي تلى الانتخابات الأميركية في نوفمبر.
نجاح سريع
ويعزو موقع (TechCrunch) المتخصص النجاح السريع للمنصة إلى الانقسام السياسي الذي أثاره الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بسبب تأييده للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مما دفع العديد من المستخدمين إلى مغادرة منصة (X) احتجاجاً، لينضموا إلى منصة «بلوسكاي».
ويقول المستخدمون الذين انضموا حديثاً إلى المنصة إنهم وجدوا فيها بيئة تواصل بديلة وأكثر تفاعلية عن منصة (X)، نظراً لما حققته من تشابه في الأداء.
وأكد تقرير (Wired) أن العديد من معجبي المغنية تايلور سويفت، وهم المجموعة التي كان لها حضور كبير في منصة (X)، انتقلوا إلى «بلوسكاي» بعد إعلان فوز ترامب، وذلك بسبب دعم تايلور لكمالا هاريس في الانتخابات وتهديد ترامب لها.
ويرى خبراء أنه على الرغم من النمو السريع الذي حققته منصة «بلوسكاي»، فإنها ستحتاج إلى المزيد من الوقت للتنافس مع منصة (X) التي يقدر عدد مستخدميها بمئات الملايين.
نشأة «بلوسكاي»
انطلق تطبيق «بلوسكاي» - الذي أنشأه جاك دورسي، مؤسس تويتر- في عام 2019، ليبرز كمنافس جديد في ساحة مواقع التواصل الاجتماعي، على أن يتم إطلاقه للمستخدمين للاختبار التجريبي قريباً.
وكان دورسي قد أعلن في 18 أكتوبر 2022 عن بدء البحث عن مختبرين تجريبيين لتطبيقه الاجتماعي اللامركزي الجديد، وعقب ذلك بيومين فقط، حصل التطبيق على 30 ألف طلب في قائمة الانتظار من أشخاص متحمسين لتجربة التطبيق.
ويُروج لتطبيق «بلوسكاي» على أنه تطبيق تواصل اجتماعي لامركزي منافس أو بديل لتويتر أو منصة (X)، كما يعتقد الخبراء أنه سيشكل تحدياً كبيراً لمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل: «فيسبوك» و«إنستغرام» و«سناب شات».
كيف يعمل التطبيق؟
يعمل «بلوسكاي» ببروتوكول موزع لا مركزي يُسمى (AT Protocol)، الذي يتيح للمستخدمين التحكم الكامل في خوارزمياته والسيطرة على بياناتهم.
يعني هذا أن بيانات المستخدمين ستكون بعيدة عن التأثير الحكومي وسيطرة الشركات التي تستغلها في الأنشطة التسويقية، وهي خطوة قد تحدث ثورة في اقتصاد البيانات الشخصية.
وسيسمح التطبيق بنقل بيانات حساب المستخدم من منصة إلى أخرى، حيث سيتمكن مستخدمو «بلوسكاي» من استخدام حساباتهم لتسجيل الدخول إلى أي تطبيق تواصل اجتماعي يعتمد البروتوكول الجديد.
وبذلك، سيمنح حساب واحد للمستخدم إمكانية الوصول إلى جميع منصات التواصل الاجتماعي المفضلة لديه. وعلاوة على ذلك، لن يتحكم مالكو هذه التطبيقات في بيانات مستخدمي «بلوسكاي».
والتطبيقات اللامركزية هي تطبيقات مفتوحة المصدر تعتمد في عملها على البلوكتشين أو شبكة «النظير إلى النظير» (P2P)، وليس لها ملكية مركزية، والهدف منها هو منح المستخدمين جميعهم سيطرة متساوية. وبالتالي، هي عكس تطبيقات التواصل العادية التي ينشئها فرد أو شركة، وتصبح ملكاً لهم تحت سيطرتهم الكاملة.
وتقدم التطبيقات اللامركزية العديد من المزايا مثل: حماية خصوصية المستخدمين، وعدم وجود رقابة من سلطة واحدة، ومرونة التطوير. ولكنها بالطبع تحتوي على بعض العيوب مثل: صعوبة التوسع، والتحديات في تطوير واجهة المستخدم، وصعوبات في إجراء تعديلات على الكود.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس