تفوقت إيرادات شركة إنفيديا على توقعات وول ستريت خلال الأرباع الثمانية الماضية، ولكن تباطؤ وتيرة نمو أعمال الشركة هذا الربع وتأخيرات التسليم وأزمات سلاسل التوريد الخاصة بأحدث شرائح الذكاء الاصطناعي من المُرجح أن يؤثر في نتائج الشركة وسعر سهمها.
من المتوقع أن تعلن شركة صناعة الرقائق، القلب النابض لطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ارتفاع مبيعاتها في الربع الثالث بنسبة 82.8 في المئة إلى 33.13 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة مجموعة بورصات لندن.
سيمثّل هذا أبطأ نمو في ستة أرباع، لأن مبيعات الشركة كانت تتضاعف (على الأقل) وفق نتائج أعمال الخمسة أرباع السابقة.
تعلن إنفيديا نتائجها المالية للربع الثالث غداً الأربعاء.
ومن المرجّح أن يتباطأ نمو الربع الرابع المنتهي في ديسمبر إلى 67.6 في المئة نتيجة تباطؤ مبيعات شرائح بلاكويل الجديدة من إنفيديا.
وتسببت عيوب التصميم في تأخير عمليات إنتاج المعالجات الجديدة، ما هزّ ثقة المستثمرين في قدرة إنفيديا على الوفاء بوعودها بتحقيق «عدة مليارات من الدولارات من إيرادات بلاكويل».
وقال هانز موسيمان، المحلل في روزنبلات «الأمر كله يتعلق ببلاكويل الآن من منظور المستثمر».
ويتوقع محللو مورغان ستانلي أن تتراوح إيرادات بلاكويل بين 5 مليارات و6 مليارات دولار في الربع الرابع، في حين يتوقع محللو بايبر ساندلر نطاقاً يتراوح بين 5 مليارات و8 مليارات دولار من الإيرادات من الرقائق التي تتجاوز سرعة معالجتها للبيانات ثلاثين ضعف سرعة الرقائق السابقة.
إيفانا ديليفسكا، مديرة الاستثمار في سبير إنفست، التي تمتلك أسهم لإنفيديا في صندوق نشط في البورصة، كانت أكثر تفاؤلاً، وتتوقع أن تحقق هذه الرقائق ما بين 12 مليار دولار و13 مليار دولار في الفترة نفسها.
لكن قدرة إنفيديا على إنتاج هذه الرقائق قد تكون محدودة بسبب ضغوط سلسلة التوريد.
قالت شركة تصنيع الرقائق المتعاقدة مع إنفيديا، TSMC، في يوليو، إن القدرة على إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي ستكون محدودة للغاية بحلول عام 2025.
وسيتسبب تأخر الإمدادات، ولو لمدة أسبوع واحد في الجدول الزمني لتسليم رقائق بلاكويل، في تأثير كبير على الإيرادات.
تواجه نتائج إنفيديا الفصلية مقارنات صعبة على أساس سنوي بعد زيادة الاستثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بعد إطلاق تشات جي. بي. تي. من أوبن إيه. أي. في أواخر عام 2022، والذي تم تدريبه وتشغيله على آلاف معالجات الرسومات المُوردة من إنفيديا.
وستكون النتائج في إنفيديا، الشركة الأكثر قيمة في العالم، مفيدة في دفع أو إضعاف نمو طويل المدى في قيمة الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وقد تضاعفت قيمة أسهم إنفيديا نفسها ثلاث مرات تقريباً هذا العام.
ومن المتوقع أن ينخفض هامش الربح لشركة إنفيديا بأكثر من ثلاث نقاط مئوية إلى 73.6 في المئة في الربع الرابع، متأثراً بالتكلفة العالية لتطوير وزيادة إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي الجديدة، ومن المتوقع أن تكون تكاليف البحث والتطوير ونفقات التشغيل المعدلة هي الأعلى على الإطلاق في تلك الفترة.
لكن المحللين والمستثمرين يتفقون على أن الطلب على وحدات معالجة الرسومات الرائدة من إنفيديا سيظل قوياً في المستقبل المنظور.
ومن المرجح أن يستمر مزودو الخدمات السحابية بما في ذلك مايكروسوفت وأمازون في استثمار مليارات الدولارات لبناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم شرائح إنفيديا، حيث يتسابقون لتطوير أسرع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية وأكثرها تطوراً.
كما يساعد إطار عمل «CUDA» الخاص بشركة إنفيديا والذي يستخدمه المطورون لبرمجة معالجاتها في الهيمنة على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، حيث يسيطر على نحو 80 في المئة من حصة السوق.
وقال جون بيلتون، مدير المحفظة في شركة جابيلي فاندز التي تمتلك أسهم إنفيديا، إن إطار عمل «CUDA» أصبح «قطاعاً مستقراً يدر إيرادات بمليارات الدولارات، ويعمل على نطاق واسع، وينمو بنسبة تزيد على 100 في المئة سنوياً».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية