بعد تسعة أيام من كوب 29.. التمويل متعثر و«هارمونيا» تنتصر للمزارعين

بينما تتعثر المفاوضات الخاصة بالتمويل المناخي في مؤتمر الأطراف كوب 29 المقام حالياً في باكو-أذربيجان، يجد ملف الزراعة والمزارعين مع التكيف حلولاً مبتكرة.

إذ أعلن رسمياً عن «إطلاق مبادرة باكو هارمونيا للمناخ للمزارعين التي تهدف إلى تمكين المزارعين من التكيف مع المناخ».

المبادرة تشكلت بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين ووزارة الزراعة الأذرية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، وتهدف إلى تعزيز التكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة في الزراعة وأنظمة الغذاء وإدارة المياه.

من جهته قال رئيس مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، مختار باباييف، إن مؤتمر المناخ الدولي الذي تستضيفه باكو شكل مبادرات عالمية ودعوات للمجتمع الدولي، كما هو الحال في مؤتمرات الأطراف الأخرى.

ما دور هارمونيا؟

فيما قال وزير الزراعة الأذربيجاني ماجنون محمدوف إن المنصة ستلعب دوراً لا يقدر بثمن في اكتساب المزارعين للمعرفة العملية، والوصول إلى الأدوات الرقمية، والتعرف على أفضل الممارسات والابتكارات العالمية، ودعم تحويل النظم الزراعية وتمكين تعبئة الاستثمارات الداعمة للزراعة المستدامة.

وأكد الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لأوروبا وآسيا الوسطى، فيوريل جوتو، إن تغير المناخ أثر على العديد من قطاعات الاقتصاد في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الزراعة.

وسلط الضوء على أهمية دعم المجتمعات الريفية، وأنشطة المرأة والشباب، وإيلاء اهتمام خاص لتمويل المناخ في إطار تدابير التخفيف.

وأكد متحدثون في مناقشات جماعية حول الزراعة والمجتمعات الريفية، ومن بينهم المدير العالمي للزراعة والأغذية في البنك الدولي شوبا شيتي، ورئيسة قسم التمكين الاقتصادي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة جيميما نجوكي، والأمين العام لمنظمة المزارعين العالمية أندريا بورو، وآخرون، على أهمية التعاون العالمي في مكافحة تغير المناخ وأعربوا عن دعمهم لمبادرة باكو هارموني للمناخ للمزارعين، التي تتضمن نهجاً شاملاً في هذا الصدد.

مبادرة مهمة الابتكار الزراعي

وفي سياق ذات صلة أعلنت مبادرة مهمة الابتكار الزراعي للمناخ AIM for Climate، أكبر تحالف عالمي لتعزيز الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ، بقيادة الإمارات وأميركا، عن زيادة قاربت الضعف في حجم استثماراتها وعدد شركائها وقفزاتها الابتكارية.

جاء هذا الإعلان أيضاً على هامش الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 29 المنعقدة في باكو، تحت شعار «التضامن من أجل عالم أخضر».

وشهدت المبادرة تطوراً كبيراً منذ انعقاد مؤتمر الأطراف كوب 28 العام الماضي، إذ ارتفعت قيمة التزاماتها الاستثمارية من 17 مليار دولار إلى 29.2 مليار دولار، وهي قيمة غير مسبوقة مقارنة بعام الأساس 2020.

ويعمل شركاء مبادرة «مهمة الابتكار الزراعي للمناخ» على تحويل الطموحات إلى إجراءات فعلية من خلال حفز الابتكار بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، من أجل معالجة أزمة التغير المناخي، وبناء المرونة المناخية، وتحقيق الفائدة للناس والكوكب في الوقت ذاته.

وسجلت المبادرة إضافة 52 قفزة ابتكارية جديدة، ليصل مجموعها إلى 129 قفزة ابتكارية، وتوسع عدد شركائها من 600 إلى أكثر من 800 شريك.

وشملت الزيادة في الاستثمارات 16.7 مليار دولار من الشركاء الحكوميين، و12.5 مليار دولار استثمارات من شركاء القفزات الابتكارية الـ129.

وتستهدف هذه الاستثمارات دفع عجلة التغيير بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، وسيثمر الارتفاع في عدد هذه المشاريع عن حلول ناجعة للتحديات المناخية والغذائية التي تواجه العالم اليوم.

وتسعى كل قفزة ابتكارية إلى دعم واحد أو أكثر من المجالات المحورية للقفزات الابتكارية، وهي المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والتكنولوجيات الناشئة، وبحوث الزراعة الإيكولوجية، وخفض انبعاثات غاز الميثان، وتتماشى هذه الأهداف مع أولويات مؤتمر الأطراف كوب 29 المتمثلة في حشد التمويل المناخي، وخفض الانبعاثات، وتطوير حلول للتكيف مع الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ.

طريق مسدود أمام التمويل في كوب 29

وصلت المفاوضات بين الدول الغنية والفقيرة إلى طريق مسدود خلال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين للمناخ في باكو كوب 29، ما يعقّد عمل وزراء من نحو 200 دولة يتوقع وصولهم في الأسبوع الأخير للمؤتمر، تزامناً مع انعقاد قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

أكثر من تريليون دولار في السنة

هذا العام، من المفترض أن يُختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي تستضيفه أذربيجان، بتحديد «هدف جماعي كمي جديد».

وسيحل هذا الهدف ابتداء من 2025 محل الهدف السابق الذي نص على تقديم الدول الغنية 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة العالم النامي على مواجهة التغيّرات المناخية.

لكن العديد من الأسئلة ما زالت محل نقاش: ما هي الدول والجهات التي عليها أن توفر التمويل؟ وما هي أنواع التمويل التي يجب احتسابها في الإجمالي؟ وما هو المدى الزمني؟.. وقبل كل شيء، كم هو المبلغ؟

وتقف الدول الغنية في مواجهة البلدان النامية المطالبة بتخصيص 1,3 تريليون دولار سنوياً لتمويل مكافحة تغير المناخ حتى العقد الثالث من القرن الحالي.

وتطرقت بعض الأطراف الغربية إلى مبلغ الـ1,3 تريليون دولار سنوياً الذي تطلبه الدول النامية، لكنها تؤكد أن الموازنات العامة للدول لن تكون قادرة سوى على تغطية جزء صغير من هذا المبلغ.

وهي تعول على القطاع الخاص أو البنوك متعددة الأطراف أو جهات جديدة مثل الصين للمساهمة أيضاً.

وأجرى المبعوث الصيني لشؤون المناخ ليو تشن مين، ونائب وزير البيئة تشاو ينغمين، مناقشات خلف أبواب مغلقة السبت مع المفوضية الأوروبية وألمانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا، وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 4 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 11 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات