تواصل شركة «إنفيديا»، التي تعد أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، الاعتماد بشكل كبير على مجموعة صغيرة من العملاء المجهولين، الذين ساهمت مشترياتهم بشكل كبير في نمو الشركة اللافت في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.. التفاصيل في

تواصل شركة «إنفيديا»، التي تعد أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، الاعتماد بشكل كبير على مجموعة صغيرة من العملاء المجهولين، الذين ساهمت مشترياتهم بشكل كبير في نمو الشركة اللافت في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لتقرير الشركة الأخير المقدم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، فإن إيرادات «إنفيديا» مركزة بشكل كبير بين عدد قليل من الحسابات الرئيسة، حيث ساهم كل منها بما يزيد على 10% من إيرادات الشركة العالمية.

في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، أنفق ما لا يقل عن ثلاثة عملاء، الذين من المرجح أن يكونوا من عمالقة التكنولوجيا، ما بين 10 مليارات و 11 مليار دولار على رقائق الذكاء الاصطناعي من «إنفيديا».

وأفاد تقرير لمجلة «فورتشن» بأن هذه النفقات الكبيرة تبرز زيادة الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، في ظل تسارع الشركات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

قيود العرض والعلاقات مع العملاء

على الرغم من حجم الطلبات الكبيرة، أشار الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ إلى أن الشركة لا تزال تواجه قيوداً في العرض، إذ إن اعتماد «إنفيديا» على شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» لتصنيع رقائقها، بدلاً من امتلاك منشآت إنتاج خاصة بها، يحدّ من قدرتها على زيادة الإنتاج لتلبية الطلب.

وتسببت هذه القيود في حصول العملاء الرئيسين لشركة «إنفيديا» على الحد الأقصى من حصة الرقائق المتاحة لهم، حتى مع تزايد الطلب على الأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لمانديب سينغ، رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا في «بلومبرغ إنتليجنس»، من المستبعد أن يشهد هيكل «إنفيديا» السوقي في مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي تراجعاً على المدى القريب. ويرى سينغ أن سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد يصل حجمه إلى تريليون دولار، مع استمرار «إنفيديا» في تحقيق نصيب كبير من هذه الإيرادات، رغم احتمال انخفاض أسعار أسهمها.

من هم الحيتان؟

بحسب التقرير، أنفق العملاء الرئيسون لشركة «إنفيديا» المرمزون بـ«العميل أ» و«العميل ب» و«العميل ج» مبالغ ضخمة على منتجات الشركة، حيث بلغ إجمالي مشترياتهم 12.6 مليار دولار من السلع والخدمات.

وشكل هؤلاء العملاء الثلاثة أكثر من ثلث إيرادات «إنفيديا»، التي بلغت 35.1 مليار دولار خلال الربع المالي الثالث المنتهي في أواخر أكتوبر. وقد ساهم كل عميل بنسبة 12% من إجمالي المبيعات، ما يعكس تخصيص «إنفيديا» رقائق الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتهم مع إدارة قيود العرض بعناية.

وتبقى هويات هؤلاء العملاء الرئيسين طي الكتمان لأسباب تنافسية، حيث تشير إليهم «إنفيديا» باستخدام تسميات بالأحرف فقط. وتثير التكهنات من قبل محللي الصناعة احتمالية أن يكون هؤلاء العملاء من عمالقة التكنولوجيا مثل «مايكروسوفت» و«ميتا» وربما «سوبر مايكرو»، رغم امتناع «إنفيديا» عن التعليق على هذه التوقعات.

المخاطر المتغيرة وآفاق المستقبل الطويلة

بالرغم من احتفاظ «إنفيديا» بموقعها المهيمن في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، أشار التقرير إلى وجود مخاطر محتملة قد تؤثر على هذا الوضع. فمع تزايد الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي، قد يتجه بعض العملاء الرئيسين للشركة إلى تقليص طلباتهم مستقبلاً، مما قد يؤدي إلى تراجع حصتها السوقية.

على سبيل المثال، تمتلك شركة «ألفابيت» رقائق ذكاء اصطناعي خاصة بها تُعرف بوحدات معالجة (TPUs)، مما قد يقلل من اعتمادها على منتجات «إنفيديا» مستقبلاً.

ومع ذلك، لا تزال المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي محصورة بين عدد محدود من الشركات القادرة على تحمل التكاليف الهائلة المرتبطة بتدريب النماذج اللغوية الكبيرة. وعادةً ما تكون هذه الشركات هي عمالقة الحوسبة السحابية مثل «مايكروسوفت».

كمثال على ذلك، أعلنت «أوراكل» مؤخراً عن خطط لبناء مركز بيانات من طراز «زيتاسكيل»، يضم أكثر من 131,000 شريحة تدريب «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي من «إنفيديا». ويُتوقع أن يكون هذا المركز من بين الأقوى عالمياً، متفوقاً على أي منشأة فردية أخرى موجودة حتى الآن.

ومما يبرز ضخامة هذه المنشآت، أن استهلاكها المتوقع من الكهرباء لتشغيل مجموعة الحوسبة هذه يعادل الإنتاج الإجمالي لنحو عشرين محطة للطاقة النووية، مما يسلط الضوء على التحديات البيئية والبنية التحتية التي تواجه مشاريع بهذا الحجم.

علاوة على ذلك، يواجه الهيكل المهيمن لشركة «إنفيديا» في سوق رقائق تدريب الذكاء الاصطناعي منافسة متزايدة في سوق الاستدلال، الذي يتضمن تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية بعد تدريبها.

وبحسب التقرير، لا تتطلب رقائق الاستدلال القدر نفسه من التكنولوجيا المتطورة التي تتطلبها رقائق التدريب، مما يعني أن «إنفيديا» تواجه منافسة ليس فقط من منافسيها مثل (AMD)، ولكن أيضاً من الشركات التي تطور شرائح مخصصة لهذا الغرض، مثل «تسلا».

ويلاحظ سينغ أنه بينما لا يزال موقع «إنفيديا» في رقائق التدريب آمناً في الوقت الحالي، فإن سوق الاستدلال يمثل خطراً متزايداً مع تزايد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي.

وقال سينغ: «هناك العديد من الشركات التي تركز على فرصة الاستدلال لأنه لا تحتاج إلى شريحة معجّل (GPU) عالية الجودة لذلك»، مضيفاً أن التحول إلى الاستدلال قد يصبح تحدياً أكبر لشركة «إنفيديا» على المدى الطويل.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات