نسيم الخوري يتمطى الزمان اللبناني دموياً على خطى «البطّة العرجاء» الثقيلة بين رئيس أمريكي مُغادر هو جو بايدن ورئيس أمريكي مُبادر وسيبادر هو دونالد ترامب، حازماً حقائبه وينتقي فريقه مهندساً خطوط ولايته الثانية نحو البيت الأبيض. تشغل «البطّة العرجاء» أولادنا وطلابنا بعلامات الاستفهام من حولنا وعبر لعبة «الأون لاين» في العائلات والمدارس والجامعات؟
شهران من ترهل السير على الليبرة إذاً، حتى ما بعد الجمعة العظيمة وسبت النور وعيد الميلاد عبوراً نحو الاحتفالات البشرية برأس السنة 1/1/ 2025 وبعدها 20 يوماً من السنة القادمة «الجديدة» ولربما بعد ذلك بكثير. يا للبنان المحظوظ في الدنيا!!
يمكث الرئيس الأمريكي جو بايدن متلذذاً بخطى بطيئة، لكأنه سها كلياً عن القيامات اليومية المهندسة ونيران الحرائق بلبنان. هو الزمان العظيم طبقاً للقانون الأمريكي، إذ سيتمتع الرجل مودعاً صلاحياته الدستورية ولو أن اللبنانيين المسكونين بالرعب سيبقون واقفين بثياب «السبور» مصلوبين على حافة جحيمهم أو راكعين على ركبتيه مبتهلين في انتظار عاموس هوكشتين. ها هو وقد وصل أمامي على الشاشة مع أننا توسّدنا الأخبار ليل أمس بأنه ألغى زيارته. وصل ومعه سبعاً وبرفقة السفيرة الأمريكية إلى عين تينة وأراهم يحصون لا الكلام وحسب، بل كيفية حركات الأنفاس في الصدور عبر المفاوضات، وخصوصاً الرئيس نبيه برّي الصابر المُفاوض الوحيد أطال الله بعمره. اللبنانيون بعجرهم وبجرهم وطوائفهم وانقساماتهم والغرب والشرق يصلّي ويتفرّج بانتظار ما قد ينشلنا من الخرائب الوحشية فوق جبهة القرن المُعاصر.
لنقرّ بأن لبنان السياسي والشعبي هو البطّة المقعدة لا العرجاء الفاقدة سلطاتها الدستورية وتفاهمات ممثلي أحزابها وطوائفها وشحمهم ولحمهم وريشهم بصفته المساحة العالمية المتعددة الهويات والتوجهات التي خلقها الله ليتابع قاطنوها تهديمها بالصواريخ قبالة المتوسط.
يمكننا الجزم بالإجماع بأن صور المذابح تتجاوز طاقات البشرية على هضمها أو فهمها أو إحصائها أو حتى تصديقها منذ يوم السبت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عندما استيقظ العالم على ما عُرف ب«حرب غزّة» الحافل بطوفانات من صواريخ حماس المُفاجئة لإسرائيل، لكأننا في أيام القيامة لينتقل الطوفان والطوفان المُضاد إلى «حزب الله» بعد يوم واحد فقط أي في 8 أكتوبر مسانداً غزّة المسنود بدوره بشكل كبير إلى إيران في ما يتجاوز لبنان الرسمي والعلاقات الدولية لأحكام المفاجآت والتفرّد في اتخاذ القرارات.
سيبقى اللبنانيون جميعاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية