يضج عالم التقنية بأصوات كثيرة تبشر بأننا سنبلغ مرحلة دونالد ترمب ليكون أول رئيس في عصر الذكاء الاصطناعي العام.
حتى الآن، تبدو مقاربة ترمب المزمعة للتعامل مع هذا التحوّل التاريخي مشرذمة ومرتبكة. فقد وصف الذكاء الاصطناعي الخارق عبر بودكاست مع نجم اليوتيوب لوغان بول في يونيو قائلاً: "إنه ذكاء اصطناعي رائع"، فيما أعرب عن شيء من القلق حيال التزوير العميق، مستخدماً نعوتاً على شاكلة "مخيف... مقلق... مكدّر".
لكنه كان مبتهجاً حيال النماذج اللغوية الضخمة التي أذهلته حين أنتجت نصاً لخطاب، ووصف عملها بأنه "لا يُصدق... وسريع جداً"، وقال إن "صياغتها بالغة الجمال"، وأضاف الرجل المعروف بالخروج عن النص في خطاباته مازحاً إن الذكاء الاصطناعي أصبح جيداً لدرجة أنه قد يغنيه عن كاتب خطاباته.
تعجل وتؤدة
في وادي السيليكون، تبلورت معسكرات متعاكسة من حيث تعاملها مع الذكاء الاصطناعي وباتت هنالك مصطلحات تعرف عنها. من جهة، هناك حركة "التسريعيين" أو (e/acc)، التي تعارض القيود التنظيمية. ومن جهة أخرى، هنالك دعاة نموّ الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الأمان، ومنهم ناشطون يعملون عبر ما يعرف بمجال "اتساق الذكاء الاصطناعي"، وهم معنيون بتطوير ذكاء اصطناعي يلتزم بالقيم الإنسانية.
في أوساط "التسريعيين"، يُسمى من يخالفهم الرأي "المبطئون" (decels)، فيما يُشار إلى من يخشون أن يقضي الذكاء الاصطناعي على البشرية على أنهم "المرجفون".
تشير التوقعات إلى أن ترمب وفريقه سيكونون من "التسريعيين"، لأنهم سيتجنبون فرض قيود ناظمة جديدة على هذه التقنية، وقد يسعون إلى إلغاء بعض الساري منها. كتب صاحب حساب (bayeslord@)، وهو أحد مؤسسي هذه الحركة، في تعليق عبر منصة "إكس" فيما كانت نتائج الانتخابات الأميركية تتكشف: "قد نكون على أعتاب عصر جديد من تسارع تقني غير مسبوق، دون عوائق في الأفق على طريق مفتوح أمامنا... يبدو هذا كما لو كان جدولاً زمنياً إلهياً".
المنافسة مع الصين
أعلن ترمب عزمه إلغاء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس جو بايدن في 2023 بشأن الذكاء الاصطناعي، ووضع عبره إطاراً بغرض تفادي بعض المخاطر المرتبطة بهذه التقنية. وقد انتقد الجمهوريون بشكل خاص الطريقة التي يتعامل بها هذا الأمر التنفيذي مع تأثير الذكاء الاصطناعي على زيادة التحيز والتمييز في قرارات التوظيف.
قال دين بال، الباحث في مركز "ميركاتوس" بجامعة "جورج ميسون" إن هذه الفكرة "أثارت نفور" بعض الناس في الأوساط المتخوفة من تنامي حركة "الووك" (اليقظة).
كذلك، يتوقع محللو السياسات أن يعمل ترمب على تفكيك أو إعادة تشكيل معهد أمان الذكاء الاصطناعي الأميركي الذي أنشئ العام الماضي، ويديره الباحث بول كريستيانو، المعروف بتركيزه على اتساق الذكاء الاصطناعي.
انتقد ترمب أيضاً قانون الرقائق والعلوم، وهو المبادرة الرئيسية التي أطلقتها إدارة بايدن بغرض إعادة تنشيط صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. إن سلسلة توريد الرقائق ذات أهمية بالغة بالنسبة للذكاء الاصطناعي، الذي تعتمد أنظمته على رقائق عالية التطور تُصنع في تايوان.
رغم ذلك، يظلّ الأمل قائماً لدى البعض في المعسكرين بأن يكون انتقاد ترمب للقانون مجرد تهديد فارغ، ويعقدون رهاناتهم على أنه سيتقبل الحجج التي تؤكد ضرورة الحفاظ على التفوق على بكين في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد قال ترمب في مقابلته مع بول: "يجب أن نكون في الصدارة... وينبغي أن نكون متقدمين على الصين".
مخاوف الجمهوريين
من جهتهم، يرى دعاة الأمان في الذكاء الاصطناعي أن إدارة ترمب قد تكون أكثر انفتاحاً على أفكارهم مما يعتقده خصومهم "التسريعيون". قالت سنيها ريفانور، مؤسسة منظمة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg