مع الاحتفال باليوبيل الفضي لذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، تبرز إنجازات مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لجلالته في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، ومساهمة أبناء البحرين رجالا ونساء في مسيرة التنمية الشاملة التي أطلقها جلالته وتشهد يوما بعد يوم مزيدا من الإنجازات على مختلف الأصعدة، بما فيها الصعيد الدولي، حيث تسجل المرأة البحرينية حضورا متميزا وفعالا.
وقد بادر المجلس الأعلى للمرأة منذ انشائه بوضع استراتيجية وطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، جنبا إلى جنب مع تطويره المؤسسي، حيث قام بمراجعة ما هو قائم من تشريعات، والتوصية باستحداث تشريعات جديدة تلبي طموحات المرأة، كما اعتمد آلية للمشاركة والتعاون مع كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ووثَّق هذه الشراكات باتفاقات ومذكرات تفاهم قام بتفعيلها من خلال لجان مشتركة تتابع تنفيذ ما ورد فيها، وأخضع استراتيجية وخطة النهوض بالمرأة للتقييم والمراجعة المستمرة ليصل الى درجة متقدمة من التخطيط الذي يواكب تقدم المرأة.
التزامات دولية
وتزامنا مع توجهات المملكة نحو النهوض بحقوق المرأة البحرينية والتي جاء في أعقابها تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، وفي إطار الاهتمام الملكي الكبير الذي أولاه جلالة الملك المعظم لتحقيق قفزة نوعية في مسيرة تعزيز حقوق المرأة البحرينية وإضفاء مزيد من الضمانات لهذه الحقوق، لتشمل كل الحقوق التي أتت بها المواثيق الحقوقية الدولية، فقد انضمت مملكة البحرين وصادقت على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق المرأة، وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو"، ومنهاج عمل بيجين فضلا عن العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حماية الطفولة، واتفاقية رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، واتفاقيات منظمة العمل الدولية بما فيها الاتفاقية رقم 100 الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر لدى تساوي قيمة العمل، والاتفاقية رقم 111 الخاصة بالتمييز في مجال الاستخدام والمهنة، إلى جانب الحرص على العمل بتوصيات المنظمة التي تكفل حق المرأة في العمل وحقوقها وواجباتها في بيئة العمل، فضلا عن المواثيق الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان الصادرة عن الجهات والمنظمات المعنية بهذا الشأن، حتى صارت هذه المعاهدات والاتفاقيات والصكوك جزءا من التشريع الوطني، ومنذ تصديق المملكة عليها فإن الجهات المعنية تقوم بتقديم تقارير وطنية تبين مدى التزامها بالتنفيذ، وفضلا عن ذلك فقد أبرم المجلس الأعلى للمرأة منذ قيامه العديد من اتفاقات ومذكرات التفاهم الخارجية للتعاون وتبادل الخبرات بما يعزز قيامه بتنفيذ اختصاصاته، ومع نجاح المجلس الأعلى للمرأة في استراتيجياته، تحقق للمرأة البحرينية في قرابة ربع قرن العديد من المكاسب التي تدعو للفخر ليؤكد الدور الذي تحرص عليه مملكة البحرين دائما.
وقد أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في مناسبات عديدة، لدى لقائه "المجلس الأعلى للمرأة"، أهمية التعاون والشراكات الإقليمية والدولية في رفد الكوادر النسائية الوطنية بالمهارات والخبرات الداعمة لنهوض المرأة، ولهذا كان توجه المجلس إلى التعاون وعقد شراكات متعددة على هذين المستويين؛ لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والمنظمات والوكالات والهيئات الأممية والدولية المتخصصة، ومن أهمها: هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO).
مشاركة دولية فاعلة
وبمقتضى الرؤية الاقتصادية 2030، التي أناطت بالقطاع الخاص القيام بالنشاط الاقتصادي، وانسجاما مع أهداف منظمة العمل الدولية، فيما يخص زيادة التشغيل، وكذلك تعزيز مشاركة المرأة في المجال التجاري والاستثماري، فقد فازت لأوّل مرة في تاريخ منظمة العمل الدولية"، سيدة عربية بعضوية مجلس إدارتها - الذي يعتبر أعلى هيئة دستورية في المنظمة بعد مؤتمرها العام- وهي سيدة الأعمال البحرينية الشيخة "هند بنت سلمان آل خليفة"، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة، وصناعة البحرين، واستطاعت البحرينية السيدة سونيا محمد جناحي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الوصول لمنصب عضو أصيل في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية ونائب رئيس المنظمة الدولية لأصحاب العمل عن قارة آسيا، بصفتها أول سيدة أعمال عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة.
كما اختيرت الأستاذة دلال الزايد عضو مجلس الشورى وعضو المجلس الأعلى للمرأة، عضواً في لجنة احترام القانون الدولي الإنساني بالاتحاد البرلماني الدولي ممثلة للمجموعة العربية، وذلك من قبل المجلس الحاكم للاتحاد خلال اجتماعات جمعيته العامة 146 بمملكة البحرين في عام 2023.
واستمر الدعم الملكي في مساندة الحضور الإقليمي والدولي للمرأة البحرينية يتواصل حصاده من خلال حضورها كعنصر فاعل في مؤسسات منظمة الأمم المتحدة، فكما كان تولي الشيخة "هيا بنت راشد آل خليفة"، منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، علامة بارزة على المكانة التي غدت تحتلها المرأة البحرينية، فإن ترشح المملكة لعضوية أكبر كيانين مختصين بشؤون المرأة على مستوى العالم، وهما: لجنة المرأة بالأمم المتحدة (CSW) لأربع سنوات للفترة من (2017 2021)، وكذلك عضوية المجلس التنفيذي التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للفترة من (2017 2019)، يعد أحد الثمار البارزة للجهود الوطنية للارتقاء بالمرأة البحرينية، ودلالة على أن أجهزة الأمم المتحدة المعنية، باتت على قناعة بالتجربة البحرينية الغنية على صعيد دعم وتمكين المرأة.
مبادرات رائدة على المستوى العالمي.. جهود نحو تمكين المرأة دوليا
في سابقة كانت بمثابة شهادة دولية على النجاح، الذي حققته المملكة في سبيل تمكين المرأة استراتيجيا وبرامجيا، والتقدير العالمي للنموذج البحريني في هذا المجال، جاءت مبادرة المجلس الأعلى للمرأة بالتواصل مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في يونيو 2016؛ لإطلاق جائزة لتمكين المرأة على المستوى العالمي، وهي "جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة" لإبراز ما تحقق من نجاحات تعكس تقدم وضع المرأة على المستوى الوطني، وتعميم أفضل الممارسات الفاعلة لتعزيز مركز المرأة على المستوى العالمي، والسعي نحو تحقيق الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بتحقيق العدالة بين الجنسين.
تعاون مثمر عبر القارات لتوحيد الجهود في دعم تقدم المرأة
واستطاع المجلس الأعلى للمرأة أن يحقق شراكات فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعقد اتفاقات ومذكرات تفاهم مع مؤسسات أخرى ساهمت في تنفيذ العديد من برامج ومشاريع الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة، وتوفير.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية