هل تعود "صفقة القرن" إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

يعود دونالد ترامب للبيت الأبيض من جديد مستأنفاً فترته الرئاسية السابقة والكثير من الملفات التي عمل عليها آنذاك، ومن أبرزها مقترحه للسلام في الشرق الأوسط الذي لم يُعمل به في حينه.

تأتي ولاية ترامب الثانية على وقع حرب تجاوزت العام في قطاع غزة خلفت واقعاً مختلفاً عمّا كان الأمر عليه منذ 4 أعوام، لتطرح تساؤلات عما إذا كانت خطته المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن" قابلة للتطبيق مستقبلاً.

لم يرض الفلسطينيون بالخطة ورأوا فيها تناقضاً مع الحقوق الفلسطينية المستندة إلى القانون الدولي بخاصة في مسائل الحدود واللاجئين والقدس، لكن ترامب اعتبر أن الخطة "ربما تكون فرصة أخيرة" للفلسطينيين، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال حين الإعلان عن الخطة: "صفقة القرن هي فرصة قرن، ولن نفوتها".

وتذهب ترجيحات محللين سياسيين باتجاه إعادة ترامب طرح خطته للسلام في الشرق الأوسط في ولايته المقبلة، لكن النقاشات تكثر حول إمكانية إعادة طرحها بصيغة جديدة.

وأعطت الخطة الفلسطينيين الحقّ بإقامة دولة، إنما بشروط منها الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" و"الرفض الصريح للإرهاب بكل أشكاله".

والدولة المقترحة "منزوعة السلاح"، وتمتلك إسرائيل مسؤولية الأمن ومراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، في حين ستكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "منزوعة السلاح".

ووفق الخريطة المقترحة في ذلك الوقت، فإن الدولة الفلسطينية لن تقام على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عام 1967، ولن تكون متصلة.

وتؤكد الخطة على أنّ القدس "ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل"، أما العاصمة الفلسطينية فيجب أن تكون في جزء من القدس الشرقية، وترى الخطة أن "العاصمة الفلسطينية يمكن أن تكون في كفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط وأبو ديس، ويمكن تسميتها بالقدس أو أي اسم آخر تحدده دولة فلسطين".

ولم تنص الخطة على حق اللاجئين الفلسطينيين في "العودة إلى ديارهم"، واقترحت ثلاثة خيارات وهي العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، أو الاندماج في الدول المضيفة لهم، أو توزيعهم على دول راغبة في منظمة التعاون الإسلامي.

وفيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف في القدس فسيبقى "الوضع كما هو وستواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى، ويحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس".

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى غير متاح

Twitter اطلع على المزيد في بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية. "صفقة القرن 2" يرى الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي في مقابلة مع بي بي سي أن احتمالات عودة الخطة كبيرة، لكن ليس بالضرورة أن تعود بنفس الشكل والمضمون.

أما الأستاذ في في معهد الشرق الأوسط في واشنطن حسن منيمنة فيقول "سنشهد عودة لصفقة القرن بصيغة مجددة معدلة و ترامب سيقدم ما قد يسوق على أنه صفقة القرن 2".

ويرى منيمنة في حديثه لبي بي سي، أن مضمونها سيسعى إلى "الانتهاء بشكل قاطع ونهائي وجذري من مسألة الحقوق السياسية للفلسطينيين، والاكتفاء ببعض الحقوق الاقتصادية".

من جهته، يعتقد المحلل السياسي عامر السبايلة أن الخطة بصيغتها القديمة "لم تعد صالحة"، والمتغيرات على الأرض حالياً يمكن أن تكون أساساً في طروحات جديدة.

ووفق رؤية مجلي، فإن "ترامب يفكر فقط بطريقة الصفقات، ويفترض أنه درس الأمور بشكل أفضل وسيدخل في نقاشات وسيتأثر بمجموعة المساعدين الذين بغالبيتهم مؤيدين للفكر الصهيوني".

ويشير مجلي لوجود أطراف أخرى تؤثر في الخطة وهم الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية، والوضع على الأرض، والتدهور الذي يهدد السلام الإقليمي والعالمي.

"لا نتحدث عن خطة سلام، وإنما عن صفقة والتي غالباً ما تأخذ بعين الاعتبار الأمور كما هي على الأرض"، وفق السبايلة الذي يرى أن أحداث السنة الأخيرة ستكون أساساً في حال رغبت إدارة ترامب في طرح صفقة جديدة.

"انتهت حقبته" مجلي المختص بالشأن الإسرائيلي، يرى أن "حل الدولتين هو الحل الأمثل، فمسألة حل الدولتين لا تزال الحل الواقعي والملائم، رغم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي ليست حكومة سلام".

ويقول مجلي إن حل الدولتين يقبله العالم، ويجب ألا يجري التنازل عنه، لأن "التنازل عنه يعد خدمة لأصحاب فكر أرض إسرائيلية كاملة، الذين لا يعترفون بأي حق للشعب الفلسطيني".

ويؤيد الكاتب والباحث السعودي مبارك العاتي الطرح ذاته، قائلاً لبي بي سي إن "حل الدولتين هو الخيار الذي لا يزال مطروحاً، نظراً لأنه راعى مصالح الجميع، وينص صراحة على مبدأ وجود الدولة الفلسطينية، وهي النقطة الأهم بالنسبة للجانب العربي".

"أعتقد أنه الحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به الدول العربية، وتحديداً السعودية"، وفق العاتي الذي يرى أنه "سيكون الأرضية التي ستنطلق منها أي مفاوضات سعودية أمريكية جديدة في قضية تطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي".

في المقابل، يشير السبايلة في حديثه لبي بي سي إلى أن حل الدولتين هو حل يتشبث به سياسياً، لكن على الأرض لم يكن موجوداً، ولن يكون، وبالتالي بشكله المطروح انتهى، وحقبته انتهت، وبالتالي أي حلول قادمة ستكون مرتبطة جداً بجغرافيا المنطقة في المرحلة القادمة".

يقول السبايلة إن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 5 ساعات
قناة الغد منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات