تفدُ العمالة المنزليَّة من بيئات مختلفة، تتقاطع في مجموعها في نفس ظروف المعيشة المتدنِّية، التي يعيشونها في بلادهم، وهي ذات الظُّروف التي دفعتهم للمجيء إلينا، مع فارق المستوى المعيشي بين هنا، وهناك، وهو ما يحتِّم أنْ تكون العمالة أكثر حرصًا على التَّوفير، وعدم الإسراف، وذلك تبعًا لظروف معيشتهم، إلَّا أنَّ الحقيقة تقول -وبالفم الملآن- أنَّ ذلك لا يحدث، بل تجدهم مع كلِّ تجربة استقدام ينهجون نهج ذات الإسراف، وكأنَّهم قد (تواصوا) به.
يدرك ذلك كلُّ مَن عايشهم، ورأى بعينه، وشهد على ذلك (جيبه)، أنَّ العمالة المنزليَّة جاءت إلى هنا دون أنْ يكون في اعتبار أيٍّ منهم الحرص على مال مَن استقدَمه، هذا إنْ لم يكن يمارس ذلك (الإسراف) مع سبق الإصرار، والترصُّد.
يشهد على ذلك أرقام الميزانيَّة قبل استقدام العاملة المنزليَّة، وبعده، وأيضًا في أثناء وجودها، وبعد رحيلها، وهي أرقام تؤكِّد على حجم (الإسراف) في كلِّ شيء: الماء، والكهرباء، وأدوات النَّظافة... إلخ؛ ممَّا انعكس على جودة الحياة في محيط كلِّ أُسرة تعاني من ذلك.
ومن العجيب أنْ يأتي على لسان حالهم جميعًا تلك المقولة الدَّارجة فيما بينهم: (سعودي فلوس كثير، ما في مشكلة)، هذه المقولة التي تسوِّغ لهم ما يقومُون به من إسراف، فتلك المياه التي تنساب في الشَّارع، وإلى مسافة بعيدة، يقف خلفها عامل منزلي اعتاد على أنْ يمارس ذلك الهدر، دون أيِّ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة