هل من الممكن أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في الإبداع الفني، حيث إن كثيراً ما يؤكدون مثلاً أننا لم نعد بحاجة إلى كتّاب يملأون الصحف بمقالات، من الممكن - بكبسة ذر - أن تطلب من جهاز الكومبيوتر أن ينتحل شخصية الكاتب الكبير، وتزوده بعدد من مقالاته القديمة، ليلتقط مفرداته، وتطلب منه مثلاً أن يكتب مقالاً عما يجري الآن في فلسطين ولبنان، ويجيبك أيضاً عن سؤال المشهد الأخير للحل في بداية ولاية ترمب؟ وقبل أن تكمل الجملة، سوف يأتي إليك المقال عليه توقيعك.
شاهدت حواراً قبل نحو 45 عاماً، بين الموسيقار محمد الموجي والإعلامي طارق حبيب، حيث طلب طارق من الموجي أن يقدم لحنه الشهير الذي غناه عبد الحليم منتصف الخمسينات «يا قلبي خبي»، بصوته على العود، بعد ذلك يتخيّل أن هذا اللحن، لو قدم بإيقاع غربي كيف يكون الحال، وماذا لو أعطيت هذه الكلمات مثلاً للملحن الكلاسيكي الشيخ زكريا أحمد كيف يتم أداؤه؟
وهو ما سبق أن قدمه قبل نحو 70 عاماً الملحن الموهوب منير مراد، حيث تخيل رائعة عبد الوهاب «لأ مش أنا اللي أبكي» بتلحين فريد الأطرش ومحمد فوزي وكمال الطويل، وبالفعل قدم كل من الموجي ومنير ألحاناً تشبه روح هؤلاء الكبار، استعادوا من مخزونهم القديم، مفرداتهم.
استمعنا مؤخراً إلى صوت يشبه أم كلثوم، وكلمات تحاكي أشعار أحمد رامي، وموسيقى تنتحل صفة ملحن أم كلثوم الأثير رياض السنباطي، تكتشف أن كل ما يتردد في أسماعنا تنطبق عليه أداة التشبيه «كأن».
فهو كما يبدو جيد الصنع كأنه الأصلي، إلا أنه ليس أصلياً، يظل في المعادلة شيء ناقص، اسمه الوجدان، لا يمكن انتحاله... نعم قدمت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط