في خضمّ النقاشات المستمرة بشأن إصلاح التعليم، وتطوير مناهجه، يبرز مدير المدرسة بصفته قائداً أساسيّاً، بل عنصراً محوريّاً لا غنى عنه في قيادة التحول الجوهري المطلوب، ولكنْ برغم الأهمية الكبيرة للمدير، وحيوية دوره في سير العملية التعليمية وإنجاحها؛ فإنه أحياناً ما يُقيَّد بصلاحيات محدودة تُفقِده القدرة على إحداث التأثير المطلوب في بيئة المدرسة، فتتحوّل مهمته من قيادة مؤسسة تعليمية إلى مجرد تنفيذ سياسات مركزية صارمة؛ ولهذا لا بدَّ من إعادة النظر في دور مدير المدرسة وصلاحياته، والسعي الجاد إلى تمكينه؛ لأنه لا يقلّ أهمية عن مدير أي مؤسسة أخرى؛ ذلك أن المدرسة -بمواردها البشرية والمادية وتحدياتها المتنوعة- ليست أقل شأناً من المؤسسات الاقتصادية الكبرى؛ بل هي مؤسسة تربوية ضخمة، تُبنى على كاهلها أجيال المستقبل.
مدير المدرسة ليس إداريّاً فحسب؛ بل هو قائد أكاديمي وإداري ينبغي أن يُمنح الأدوات الكاملة التي تؤهله لأداء مهمته بكفاءة عالية، فكيف لمدير أن يدير بيئة تعليمية حيوية وهو لا يملك الصلاحيات الكافية لاتخاذ قرارات مؤثرة في مسار الطلاب، أو تشكيل هيئة تدريسية مبدعة، أو ضبط برامج التعليم وفق احتياجات مدرسته الخاصة؟ إن تمكين المديرين، ومنحهم الاستقلالية الحقيقية لا يُعدان أمرين ثانويين، بل هما شرطان أساسيان لتمكينهم من أن يصبحوا صنّاع قرار في مجتمعهم المدرسي، قادرين على الابتكار، وصوغ تجربة تعليمية متفردة تتناسب مع متطلبات المدرسة.
ولإعداد قادة تعليميين مؤثرين، يجب أن توفر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية