أظهر استطلاع رئيسي اليوم الأربعاء أن المستهلكين الألمان يشعرون بمزيد من التشاؤم مع اقتراب شهر ديسمبر كانون الأول بسبب عدم اليقين المتزايد في أكبر اقتصاد في أوروبا والمخاوف بشأن التوظيف.
وقال باحثو استطلاعات الرأي في جي إف كيه ومعهد نورمبرغ لقرارات السوق، إن الثقة انخفضت بشكلٍ حاد في أحدث إصدار من الاستطلاع الذي شمل نحو ألفي شخص، بعد ارتفاعها في الشهرين السابقين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالوا في بيان إن المؤشر المستقبلي انخفض بمقدار 4.9 نقطة إلى -23.3 نقطة، وهو مستوى لم يُشاهد منذ أواخر عام 2023، وتوقع المحللون الذين استطلعت آراءهم شركة البيانات المالية فاكت سِت انخفاضاً أكثر تواضعاً.
أُجري الاستطلاع من أواخر أكتوبر تشرين الأول إلى 11 نوفمبر تشرين الثاني وانتهى بعد أيام فقط من انهيار الحكومة الألمانية، ما مهّد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير شباط، وفوز دونالد ترامب بفوز ساحق في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال خبير شؤون المستهلك في المعهد الوطني للأسواق المالية رولف بويركل «إن الأسابيع القليلة الأخيرة من العام سوف تنتهي بانتكاسة كبيرة في معنويات المستهلكين».
وأضاف «أن المخاوف بشأن (الوظائف) في ألمانيا تتزايد، ومن المؤكد أن أسباب ذلك هي تخفيضات الوظائف التي أعلنت عنها الصناعة ونقل الإنتاج إلى الخارج».
وقد أعلنت مجموعة من الشركات الصناعية الكبرى تخفيضات في الوظائف، من شركة بوش للسيارات إلى شركة تيسينكروب لصناعة الصلب. وفي الوقت ذاته، حذّرت شركة فولكس فاغن العملاقة لصناعة السيارات من أنها قد تغلق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها.
وأظهر المسح انخفاضاً كبيراً في توقعات المستهلكين بشأن الدخل على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة وانخفاضاً طفيفاً في احتمالات قيامهم بعمليات شراء.
وعندما يتعلق الأمر بالتوقعات للاقتصاد الألماني على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، فقد تعمق التشاؤم للشهر الرابع على التوالي.
في مواجهة تباطؤ التصنيع وضعف الطلب ومجموعة من التحديات العميقة الجذور الأخرى، كانت ألمانيا الاقتصاد المتقدم الوحيد الذي انكمش في عام 2023، وأصبحت في طريقها إلى انكماش آخر هذا العام، إذ تتوقع الحكومة انخفاض الناتج بنسبة 0.2 في المئة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
