رند الخراشي شابة سعودية تبلغ من العمر 22 عاماً، شقت طريقها في علوم الاقتصاد المشفر لتحقق رؤيتها في إعادة تعريف إمكانات العملات الرقمية بهدف خلق نظام مالي أكثر شفافية وكفاءة وقيمة.
عملت الخراشي الحائزة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود ومؤهلات في هندسة وتصميم الرموز المشفرة من أكاديمية توكن إنجينيرينج على تطوير بروتوكول «كوانتس» الذي تعتبره بروتوكولاً منافساً وقادراً على تحقيق قفزة نوعية في عالم التمويل اللامركزي من خلال عملتها الرقمية «كوانتس».
وعلى عكس الاعتقاد السائد تؤمن الخراشي بأن «تحقيق القيمة الاستثنائية المستمرة هو أمر ممكن في عالم العملات الرقمية».
وقالت في مقابلة حصرية لـ«CNN الاقتصادية» إن «بروتوكول أنكور الذي كان يبدو آنذاك واعداً، قدّم عوائد سنوية تصل إلى 20%، وفي ذلك الوقت كانت قيمة رأس مال المستخدمين تصل إلى 16 مليار دولار، ولكنه واجه عيوباً في التصميم أعاقت من قابليته للتطوير أو للاستقرار».
وكان انهيار هذا البروتوكول قوة دفع إضافية للخراشي جعلتها تخضع لبرامج تدريب مكثفة بهدف تحفيز العقل والاستفادة من إمكاناته.
وقالت الخراشي «لا يمكن اعتبار هذه القدرات بالقدرات الخارقة إنما أراها قدرات طبيعية أكسبتني المزيد من التركيز والوضوح والعزم وساعدتني على تجاوز أصعب التحديات لابتكار بروتوكول «كوانتس» بالتعاون مع أصحاب الخبرات والباحثين والذي يعتمد قيم الاستدامة والاستقرار والأخلاق في عالم التمويل الرقمي اللامركزي».
بروتوكول «كوانتس»
يعتمد بروتوكول «كوانتس» على تقنيات متطورة تجعل من العملة الرقمية «كوانت» أول أصل رقمي يضمن ارتفاعاً مستداماً في قيمته يتراوح بين 18% و30% سنوياً، ووفق الخراشي.
وبحسب الخراشي، يعتمد البروتوكول على عدة استراتيجيات أساسية أبرزها التغطية المالية الزائدة بأصول تزيد على 200 في المئة باستخدام عملات مستقرة، ويمنح هذا الاحتياطي الكبير استقراراً وقدرة لتحمل التقلبات، ويساعد على تحقيق النمو السنوي المتوقع بين 18 و33 في المئة.
كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل الآلي يسمح للبروتوكول بإجراء تعديلات ديناميكية في الاستراتيجيات الاستثمارية بناءً على تغيرات السوق إلى جانب إدارة العرض والطلب وحوافز الاحتفاظ الطويل الأجل والتدقيق بواسطة مؤسسات خارجية متخصصة في التكنولوجيا المالية وفق وصف الموقع.
ووفق الخراشي، سجل البروتوكول أداءً إيجابياً في ظروف السوق المتجهة للهبوط ضمن اختبار محاكاة أجرته مؤخراً.
وتوّج هذا الإنجاز برأي الخراشي كثمرة جهود سنوات من البحث المكثف في مختبر Kitabq Research Lab الذي أسسته بنفسها، وضم فريق العمل مهندسين متمرسين وعلماء بيانات على غرار كونسينس وبايتتس وألغوراند ومورغان ستانلي.
ولحماية ابتكارها تقدمت الخراشي بطلب حماية براءات الاختراع عبر المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهي تتحضر لجعله مفتوح المصدر في المستقبل، وقالت «لا يهدف هذا الابتكار فقط إلى تقديم أداة استثمارية مستقرة، بل يسعى أيضاً إلى تغيير مفهوم الاقتصاد الرقمي عبر توفير أصول رقمية لا تتأثر بالتقلبات السوقية الحادة».
سر النجاح.. العقل قبل التقنية
أمام التحديات التي اعترضتها، لجأت الخراشي إلى تطوير قدراتها الذهنية من خلال إنعاش العقل عبر تقنيات قراءة متقدمة وأبحاث مكثّفة لتحفيز التفكير النقدي وتحقيق مستويات أداء استثنائية. وعلى الرغم من أنها لا تعتبر نفسها «ذات قوى خارقة»، فإن استراتيجيتها لزيادة التركيز والوعي كانت العامل الحاسم في تطوير هذا الابتكار
ومن خلال «كونتس» تأمل الخراشي في إرساء معايير جديدة في مجال التمويل اللامركزي، فهي ترى أن الابتكار الرقمي يمكن أن يحقق توازناً بين العائدات المرتفعة والاستقرار الاستثماري، ما يعالج القضايا الأساسية التي طالما أرهقت مستثمري العملات الرقمية.
وقالت «أطمح ليس فقط إلى تقديم عملة رقمية متميزة، ولكن إلى إلهام الجيل الجديد من المبتكرين السعوديين والعالميين لدخول هذا المجال بثقة وإبداع».
ورغم تشكيك البعض بقدرة «كوانتس» على تحقيق الاستقرار في عالم الأصول الرقمية المعروف بالتقلبات، يبقى نجاحه الطويل المدى رهن عوامل مثل تبني المستخدمين والتطورات التنظيمية وقدرة البروتوكول على الوفاء بوعوده.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية