محتوى من شركائنا: تنمو سوق التعهيد الخارجي للأعمال عالمياً بوتيرة سريعة، ومن المتوقع أن تصل قيمة هذه السوق إلى 477.7 مليار دولار بحلول عام 2030

ملخص: نمت سوق التعهيد الخارجي عالمياً بسبب عدة عوامل أسهمت في توسيع نطاقها ونجاحها، فقد عزز الطلب المتزايد على الخدمات من نمو هذا النظام والإقبال عليه، فضلاً عن قلة التكاليف وتحسين جودة الخدمات التي يقدمها الطرف الآخر. وأسهمت التوجهات التكنولوجية أيضاً في نمو سوق التعهيد الخارجي عالمياً، إذ أدت الحوسبة السحابية دوراً مهماً في مساعدة مشغّلي خدمات التعهيد الخارجي سواء من ناحية تنظيم الوقت أو تحسين عمليات مراقبة الجودة. يسلّط هذا المقال الضوء على خصائص التعهيد في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية، مع نموذج من شركة "عهد" التي تُعد رائدة في هذا المجال، ويُبيّن إسهامات التعهيد في تحقيق مستهدفات رؤية 2030: 1. الكفاءة وتقليل التكاليف، 2. التحوُل الرقمي، 3. تحسين جودة الخدمات، 4. المرونة والقابلية للتوسع.

ظهر التعهيد (Outsourcing) عالمياً عام 1989، عندما بدأت دور النشر بشراء بعض الخدمات مثل الطباعة وغيرها من الجهات الخارجية، ومن ثم انتشر مفهوم التعهيد الخارجي (Business Process Outsourcing) ليعتمد عليه العديد من الشركات، وهو اتفاق بين طرفين يقدم بموجبه الطرف الثاني أنشطة مختلفة للطرف الأول، ليسهم هذا الأسلوب في توفير الأموال للشركات، كما يتيح لها توسيع دائرة البحث عن الموظفين والوصول إلى أصحاب المواهب.

وتُعد تجربة شركة آبل الأميركية في اتباع نظام التعهيد الخارجي من أنجح الأمثلة عالمياً، التي حققت من خلالها التوازن بين الطلب والتكلفة، وأصبح نظام التعهيد الخارجي أساس التصنيع للشركة التي تتجاوز قيمتها السوقية الحالية 3.3 تريليونات دولار، ومن ثم، برز اسم شركة فوكسكون (Foxconn) الصينية، التي أصبحت الشريك الرئيسي لتصنيع منتجات آبل، ووصلت قيمتها السوقية إلى أكثر من 81.5 مليار دولار بحلول آخر يوليو/ تموز 2024، إذ تعهد إليها آبل في بعض الأعمال الخاصة بالتصنيع الفعلي، بعد أن تطور أجهزتها وتصمّمها وتدير العلامة التجارية.

نظام التعهيد الخارجي عالمياً

نمت سوق التعهيد الخارجي عالمياً بسبب عدة عوامل أسهمت في توسيع نطاقها ونجاحها، فقد عزز الطلب المتزايد على الخدمات من نمو هذا النظام والإقبال عليه، فضلاً عن قلة التكاليف وتحسين جودة الخدمات التي يقدمها الطرف الآخر. وأسهمت التوجهات التكنولوجية أيضاً في نمو سوق التعهيد الخارجي عالمياً، إذ أدت الحوسبة السحابية دوراً مهماً في مساعدة مشغّلي خدمات التعهيد الخارجي سواء من ناحية تنظيم الوقت أو تحسين عمليات مراقبة الجودة.

من هنا، انتشر التعهيد الخارجي للأعمال على مستوى العالم، على سبيل المثال، شهدت سوق تفويض عمليات الأعمال في جنوب إفريقيا نمواً مستمراً، ما وفّر فرص عمل جديدة وأسهم في التنمية الاقتصادية للبلاد، لتصبح مدينة كيب تاون وجهة مفضلة للتعهيد الخارجي، وفي الفلبين أيضاً، بدأ قطاع التكنولوجيا الأكثر توظيفاً للمحترفين بنظام التعهيد الخارجي يجني ثمار نجاحهم، إذ يشهد نمواً ملحوظاً، ومن المتوقع أن تصل إيراداته إلى 40 مليار دولار في 2024.

ويضمن نظام التعهيد الخارجي للأعمال، الوصول إلى الخبرات الخارجية إذ يمكن للشركات الاستفادة من خبرات متخصصين خارجيين في مجالات بعينها بما يسهم في تطوير المنتجات والخدمات. وعليه، انتشر هذا النظام بأنواعه المختلفة سواء التعهيد المهني أو التعهيد بالتصنيع أو تعهيد الأنشطة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات بما انعكس على نمو هذه السوق، فقد بلغت قيمة هذه السوق نحو 312.2 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 477.7 مليار دولار بحلول عام 2030، مع معدل نمو سنوي مركّب قدره 6.3%. ومن المتوقع أيضاً أن تصل سوق التعهيد الخارجي للأعمال إلى 739.4 مليار دولار بحلول عام 2033، مع معدل نمو سنوي مركب قدره 8.9% خلال الفترة بين عامي 2024 و2033.

التعهيد الخارجي في الشرق الأوسط

يتطلب نظام التعهيد الخارجي للأعمال عدة مهارات، من التواصل وخدمة العملاء إلى حل المشكلات والقدرة على التكيف، ومع وجود الكوادر في المنطقة العربية، فقد أصبحت خدمات التعهيد واعدة في الشرق الأوسط، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، وينتشر العديد من الشركات التي تقدم خدمات التعهيد الخارجي في قطاعات متعددة منها المبيعات والتجارة الإلكترونية والألعاب وتطوير البرمجيات وحلول التسويق الرقمي. وتملك مصر حصة كبيرة من مراكز الخدمات العالمية، إذ تتخذها شركات تعهيد خارجي عديدة مقراً لها، وتقدم خدماتها في تحليل البيانات والتكنولوجيا إضافة إلى الخدمات التسويقية.

ومع النمو العالمي لسوق التعهيد، فإن منطقة الشرق الأوسط تحتل حصة كبيرة من حجم سوق خدمات التعهيد الخارجي للأعمال. ووفقاً لتقرير كوغنيتيف ماركيت ريسيرش (Cognitive Market Research) تبلغ حصة منطقة الشرق الأوسط من الإيرادات العالمية لخدمات التعهيد نحو 2% بما يعادل 5.6 مليار دولار. ومن المتوقع أيضاً أن تنمو سوق التعهيد الخارجي للأعمال في المنطقة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.3% خلال الفترة بين عامي 2024 و2031، بحسب التقرير نفسه.

وتزداد فرص نمو شركات التعهيد الخارجي في دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المتوقع أن تنمو بنسبة 4.2% خلال 5 أعوام فقط بين عامي 2024 و2029، ما يعزز من الحجم الإجمالي للسوق ليبلغ نحو 2.6 مليار دولار في 2029. وتقدّر التوقعات سوق التعهيد الخارجي في المملكة العربية السعودية بـ 0.59 مليار دولار في عام 2024. و من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب 3.7% بحلول 2029. ومن المرجح أن يصل متوسط الإنفاق لكل موظف في سوق تعهيد العمليات التجارية في السعودية إلى 35.8 دولاراً بحلول نهاية عام 2024.

التعهيد الخارجي في السعودية: شركة عهد كنموذج رائد

شهد قطاع التعهيد الخارجي في المملكة العربية السعودية نمواً كبيراً، مدعوماً بالمبادرات الحكومية والتكاليف التنافسية وتوافر القوى العاملة الماهرة، ما أسهم في بروز شركات سعودية متخصصة تقدم خدمات تعهيد متكاملة. إحدى أبرز هذه الشركات هي شركة "عهد"، التي تؤدي دوراً حيوياً في تقديم حلول تعهيد عالية الجودة للقطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء، مع التركيز على تبني أفضل الممارسات العالمية لمساعدة عملائها على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية.

وتُعد شركة "عهد" اليوم من الشركات البارزة في مجال التعهيد الخارجي للأعمال في السعودية، علماً أن هذا القطاع نشأ من الخدمات الاحترافية التي تعتمد على رأس المال البشري والكفاءات المتخصصة. تتنوع خدمات الشركة بين نوعين رئيسيين من التعهيد: الأول هو تعهيد العمليات التجارية (Business Process Outsourcing)، والذي يركز على تحويل المهام التشغيلية إلى طرف ثالث متخصص لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. أما النوع الثاني فهو تعهيد العمليات القائمة على المعرفة (Knowledge Process Outsourcing)، والذي يشمل الاستشارات المتخصصة والخدمات التي تعتمد على المعرفة، ما يجعل "عهد" خياراً للشركات التي تبحث عن دعم شامل في مجال الأعمال. ووفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، ياسر الجميعة، فإن هذا النموذج الفريد من الخدمات يعزز قدرة الشركات على تحقيق التحول الرقمي وتحسين كفاءتها التشغيلية.

وأضاف الجميعة تأسست "عهد" في البداية بصفتها قسماً لخدمات الأعمال ضمن شركة "ثقة" عام 2012. ومنذ البداية، ركزت الشركة على تقديم حلول رقمية وحلول بيانات مبتكرة لدعم الشركات في التغلب على التحديات التشغيلية والتقنية التي تواجهها. مع مرور الوقت، تزايد الطلب على خدمات التعهيد الخارجي في المملكة، خاصة في ظل التطورات السريعة التي شهدها الاقتصاد السعودي، والحاجة المتزايدة إلى الكفاءات البشرية المؤهلة والبنية التحتية اللازمة لدعم التحول الرقمي. وقد استغلت "عهد" هذه الفرصة من خلال تطوير وتوسيع نطاق خدماتها بشكل يتناسب مع احتياجات السوق، ويواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030.

دور خدمات التعهيد الخارجي في تحقيق مستهدفات رؤية 2030

تستهدف رؤية 2030، تحقيق تنمية اقتصادية شاملة وتحوُل رقمي واسع النطاق، لذلك تؤدي خدمات التعهيد الخارجي للأعمال دوراً حيوياً في تسريع تحول الكيانات الحكومية، بالتماشى مع رؤية السعودية 2030. فهناك بعض الميزات التي تقدّمها هذه الخدمات بما يعزز من وتيرة تحوُل الكيانات الحكومية، وهي:

الكفاءة وتقليل التكاليف: تساعد خدمات التعهيد الخارجي الكيانات الحكومية على تحسين عملياتها، وتقليل التكاليف، وزيادة الكفاءة من خلال تعهيد الوظائف غير الأساسية، ما يسمح لها بالتركيز على أهدافها الأساسية والمبادرات الاستراتيجية.

التحوُل الرقمي: تجلب شركات التعهيد الخارجي تقنيات متقدمة وخبرات في الحلول الرقمية، ما يمكن الكيانات الحكومية من الانتقال إلى عمليات أكثر أتمتة، ما يتماشى مع مستهدفات الرؤية.

تحسين جودة الخدمات: يمكن للكيانات الحكومية تحسين جودة تقديم خدماتها وتسريع أعمالها، من خلال الاستفادة من خدمات التعهيد الخارجي. يشمل ذلك معالجة طلبات المواطنين إلى إدارة الموارد.

المرونة والقابلية للتوسع: توفر خدمات التعهيد الخارجي القدرة على التكيف بسرعة مع التغيرات وتوسيع العمليات حسب الحاجة. وأصبحت هذه المرونة ضرورة للتعامل مع المتطلبات الديناميكية لبرامج التحول الوطني في السعودية.

مع دخول رؤية المملكة 2030 حيز التنفيذ، بدورها شهدت "عهد" زيادة ملحوظة في الطلب على خدماتها، ما دفع الشركة إلى توسيع قاعدة موظفيها وشبكة عملائها. في عام 2016، كان لدى الشركة نحو 600 موظف، ولكن هذا العدد تضاعف تقريباُ ليصل إلى 5,000 موظف في الوقت الراهن. ويعكس هذا النمو السريع التزام الشركة بتلبية الطلب المتزايد على خدماتها المتنوعة، والتي تشمل تقديم حلول تشغيلية واستشارية للقطاعين العام والخاص.

قاعدة عملاء واسعة تواكب زيادة الطلب على الخدمات

في عام 2018، تأسست "عهد" رسمياً بصفتها كياناً مستقلاً، يتبع لشركة "ثقة" من حيث الهيكلة. جاء هذا الاستقلال نتيجة لتوسع قاعدة العملاء وزيادة الطلب على الخدمات، ووفقاً لنائب رئيس الشركة، فراس المطرفي، فإن تأسيس "عهد" الرسمي سمح لها بتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال التعهيد الخارجي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد طلباً متزايداً على هذا النوع من الخدمات.

لضمان استمرارية نجاح أعمال "عهد"، فإنها حرصت على الالتزام بتنمية مواردها البشرية وتطوير قدراتهم. إذ تؤمن الشركة بأن الموظفين هم العنصر الأساسي لنجاح أي مؤسسة، ولذلك تولي "عهد" أهمية كبيرة لتعزيز روح الانتماء وتحفيز الموظفين على تحقيق الأداء الأفضل.

أما تقنياً، فقد شهدت الشركة تطورات كبيرة في بنيتها التحتية الرقمية، إذ تبنت استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف، بما يعكس رؤية الشركة نحو الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الأداء وتحقيق الأهداف المرجوة. وأسهم هذا التحول الرقمي في تحسين كفاءة عمليات التوظيف، ما أدى إلى توفير الوقت والموارد اللازمة لاختيار أفضل الكفاءات البشرية.

من هنا، لم تكتفِ الشركة بتقديم خدمات تعهيد العمليات التجارية فقط، بل ركزت أيضاً على تقديم حلول رقمية واستشارية متكاملة، ما مكّنها من العمل في مجموعة متنوعة من القطاعات، وبناء علاقات مستدامة مع أكثر من 50 عميل، مع توفير حلول تأسيسية وتشغيلية متميزة، فضلاً عن العروض التي تقدمها للشركات العالمية التي ترغب في التوسع داخل السعودية.وتقدم "عهد" خدماتها للقطاعين الحكومي والخاص، مع التركيز على تحسين كفاءة العمليات التشغيلية وتعزيز قدرات المؤسسات على التكيف مع التحولات الرقمية، وتتعاون الشركة مع أكثر من 330 شريك استراتيجي

مع النمو الديناميكي لقطاع التعهيد الخارجي في السعودية، تعتبر "عهد" من الشركات التي تسهم في هذا المشهد، بفضل تبنيها لأحدث التقنيات واستراتيجيات التوظيف المبتكرة. وأصبحت الشركة قادرة على دعم الكوادر البشرية بصورة فعّالة، ما ساعدها في تقديم خدمات عالية الجودة للشركات المحلية والدولية على حد سواء. ومن خلال التركيز على الاستفادة من التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والتزامها القوي بتنمية موظفيها، تمكنت "عهد" من تحقيق التوازن المثالي بين التكنولوجيا والعنصر البشري، وهو ما يجعلها في طليعة الشركات التي تقود مستقبل التعهيد الخارجي في المنطقة.

في الختام، أثبتت شركة "عهد" نفسها كشركة رائدة في قطاع التعهيد الخارجي للأعمال في المملكة، مع تركيزها على تحقيق التحول الرقمي ودعم الشركات في تحقيق أهدافها. بفضل نموها السريع واعتمادها على الكفاءات البشرية والتكنولوجيا المتطورة، ستظل "عهد" في المقدمة، مستمرة في تقديم حلول تعهيد مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتزايدة في المملكة وخارجها.


هذا المحتوى مقدم من هارفارد بزنس ريفيو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من هارفارد بزنس ريفيو

منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 26 دقيقة
منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 13 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 دقيقة
منصة CNN الاقتصادية منذ 5 ساعات