ولد فاروق يوسف المؤيد في البيت العود بمدينة المنامة، في قلب البحرين، وهو منزل تقليدي كبير شُيّد على الترابط الأسري القوي واستضافة أفراد العائلة الممتدة. هذا المنزل، الذي ضم نحو 50 إلى 60 غرفة موزعة على 3 طوابق، كان مكانا نابضا بالحياة حيث تعايش الأعمام، العمات، والأبناء تحت سقف واحد، فعمّق هذا النمط من العيش المشترك شعور فاروق بالمسؤولية منذ صغره.
نشأته وتعليمه
كانت طفولته في المنامة مليئة بالذكريات المميزة، إذ كان يلعب في الساحات المفتوحة و الزرانيق مع أقاربه وأصدقائه. وتلقى تعليمه الأولي في مدرسة الشرقية بشارع الشيخ عبدالله في المنامة. لاحقا، انتقل إلى مدرسة رأس الرمان ومن ثم إلى المدرسة الثانوية بالقضيبية، التي كانت الوحيدة آنذاك وتستضيف طلابا من مختلف المناطق والجنسيات.
في منتصف الخمسينات، غادر البحرين إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، فالتحق بمدرسة داخلية قرب لندن، حيث تعلم الانضباط والتأقلم مع الحياة العملية. ودرس، لاحقا، الهندسة الميكانيكية، وتخرج في العام 1966. وكانت دراسته في بريطانيا فرصة لاكتشاف أساليب العمل الحديثة، ما انعكس لاحقا على أعماله التجارية.
الدخول إلى عالم الأعمال
بعد عودته من بريطانيا، تسلم فاروق المسؤولية عن إدارة أعمال العائلة، وكانت تلك فترة صعبة، إذ تعرضت الشركة إلى خسائر كبيرة نتيجة حريق هائل دمر مخزون الشركة من الطلاء في فريق الفاضل، وعلى الرغم من هذا التحدي، استطاع فاروق النهوض بالشركة مرة أخرى، معتمدا على رؤية مبتكرة لإعادة بناء الأعمال التجارية.
استثمر فاروق بشكل كبير في التكنولوجيا الحديثة، إذ كان من أوائل من أدخل أجهزة الكمبيوتر إلى البحرين، ففي العام 1967، اشترى أول جهاز كمبيوتر للشركة، على الرغم من تكلفته العالية (36 ألف دينار)، وساهم في تسريع عمليات الحسابات والمخزون، وكان هذا القرار مثالا على رؤيته المستقبلية ودعمه للتحول الرقمي.
التوسع في الأعمال
تحت قيادة فاروق، شهدت شركة يوسف خليل المؤيد وأولاده توسعا ملحوظا، إذ أصبحت تضم وكالات لعلامات تجارية عالمية. وبدأ فاروق في إعادة بناء الشركة عبر تعزيز قطاعات السيارات، المكيفات، والثلاجات، وتوسعت الشركة لاحقا لتشمل مقاولات التكييف المركزي، تجارة الإلكترونيات، والمعدات الثقيلة.
في السبعينات، استحوذ فاروق على وكالات جديدة، كما تمكن من إدخال العديد من العلامات التجارية المرموقة إلى السوق البحرينية، مستفيدا من العلاقات القوية التي بناها مع الموردين العالميين.
الأزمات والتحديات
واجه فاروق المؤيد العديد من التحديات في مسيرته، ومن أبرزها المقاطعة العربية لإسرائيل في السبعينات، التي أثرت على نشاط الشركة في توزيع منتجات فورد ، ودفع هذا الأمر فاروق إلى البحث عن بدائل ووكالات جديدة، ما يعكس مرونته في التعامل مع الأزمات......
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة البلاد البحرينية