ثلاثة مليارات دولار المبلغ الذي استثمرته ذراع صندوق الثروة السيادية في أبوظبي، مبادلة، في نخلة الماكوبا بالبرازيل لاستخراج وقود حيوي يرى رؤساء الشركة أنه سينافس الوقود الأحفوري من حيث التكلفة.
وفي مقابلة مع سي إن إن الاقتصادية على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل، قال أوسكار فالغرين، الرئيس التنفيذي للاستثمار، ورئيس شؤون الاستثمار في البرازيل في مبادلة كابيتال وهي شركة تابعة لمبادلة الإماراتية، إن تكلفة إنتاج برميل واحد من الوقود الحيوي المستخرج من نخلة الماكوبا، أقل من تكلفة إنتاج برميل من الوقود الأحفوري بأكثر من النصف.
ويتوقع فالغرين أن يكون هذا الوقود مصدر الطاقة الأساسي لقطاع الطيران، حيث إنه يستخرج من الماكوبا بشكلٍ أساسي وقود الطيران المستدام ووقود الديزل.
يتركز المشروع في ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل، وتنشئ مبادلة مصفاة متوقع أن تبدأ باستخراج الوقود عام 2027، حيث يتطلب المشروع زراعة 80 مليون نخلة ماكوبا في الولاية.
وقال فالغرين، «نعتقد أننا قادرون على إنتاج هذا الوقود بأقل من 50 دولاراً للبرميل، ما يجعله تنافسياً للغاية مقارنة ببدائل الوقود الأحفوري.. كما تعلمون، يتم تداول وقود الطائرات اليوم بسعر 140 دولاراً للبرميل ووقود الطيران المستدام، وهو ما ننتجه من خلال تداول الحوافز الضريبية بسعر 240 دولاراً».
المشروع واسع النطاق، حسب فالغرين، حيث تم استثمار ثلاثة مليارات دولار فيه حتى الآن في المرحلة الأولى، وحسب فالغرين، سيتم استثمار المزيد في المراحل القادمة.
وكشف فالغرين، «قسّمنا المشروع إلى خمس مراحل، ونقوم بتصنيع 20 ألف برميل يومياً من وقود الطيران المستدام لكل مرحلة، وبذلك يصل الإجمالي بعد كل المراحل إلى 100 ألف برميل يومياً».
ما هي نخلة الماكوبا؟
إذاً، كيف يمكن استخراج الوقود من هذه النخلة؟ ولماذا تم اختيار الماكوبا تحديداً؟
تطرح الماكوبا ثماراً تحتوي على زيت هو أساس عملية استخراج الوقود الحيوي، وتنتج الثمار من النخلة خلال مدة تتراوح بين ثلاث إلى خمسة أعوام. وعند استخراج الزين من الثمار في المراحل الأولى من المشروع، يتم دمجها مع الزيوت النباتية مثل الفول والصويا، ولكن في المراحل المتقدمة تتوقع الشركة استخدام زيت الماكوبا كاملاً لإنتاج وقود الديزل المتجدد ووقود الطيران.
والماكوبا هي نخلة برازيلية شهيرة نظراً لقدرتها الكبيرة على إنتاج وقود الديزل الحيوي، فيمكن أن تنتج الماكاوبا ما يصل إلى 26 مرة من الزيت أكثر من فول الصويا، ووفقاً لبحث أجراه معهد زراعي في ساو باولو، يمكن أن يصل إنتاج الزيت من ثمار الماكوبا إلى ثلاثة آلاف كيلوغرام للهكتار الواحد من نخيل الماكوبا المزروع.
ومن المتوقع أن يقلل هذا الوقود الحيوية من نسبة الانبعاثات الكربونية بـ80% مقارنة بالوقود الأحفوري، كما يقول الخبراء إن زراعة آلاف الهكتارات من النخلة ستؤدي إلى التقاط عشرات الملايين الأطنان من الكربون.
ولي عهد أبوظبي يطلع على تقدم المشروع
وخلال زيارة له على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل، التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، فريق عمل مبادلة كابيتال، واطلع على تقدم المشروع وغيره من مشاريع تديرها الشركة في البلاد لدفع عجل النمو الاقتصادي.
وتمت مناقشة مبادرة مستقبلية خلال الزيارة، بالتزام شركة أسيلين البرازيلية التابعة لمبادلة كابيتال والمشرفة على مشروع الماكوبا، بقيمة 13.5 مليار دولار لبناء خمس مصافٍ كبيرة لإنتاج الوقود الحيوي من الماكوبا في البرازيل.
ومن المتوقع أن يوفّر هذا المشروع نحو 400 ألف فرصة عمل للمجتمعات المحلية في البرازيل.
يذكر أن مبادلة كابيتال تستثمر في البرازيل منذ عام 2012 وتدير أصولاً بقيمة 5.7 مليار دولار.
وقال فالغرين، «لدينا مجموعة واسعة من الاستثمارات تتراوح من البنية التحتية إلى الوقود الحيوي إلى برجر كنج والموانئ.. مجموعة واسعة جداً من الأصول.. وأعتقد أننا مرة أخرى نعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة للاستثمار في البرازيل».
أما بالنسبة لربحية مشروع الماكوبا، يقول فالغرين إن الشركة تتوقع ربحا كبيرا منها.
وأضاف، «أعتقد أن أحد معتقداتنا بشأن مبادلة للاستثمارات المالية هو أنه إذا كنت تريد التحول إلى الطاقة الخضراء والقيام بذلك بشكل جيد وعلى نطاق واسع، فيجب عليك القيام بذلك بطريقة مستدامة اقتصاديًا، فهي الطريقة الوحيدة التي يمكنك جذبها مبالغ كبيرة حقيقية من رأس المال للمشروع.. لذا هناك هامش ربح لا يصدق في المشروع، وأعتقد أن هذا ما يجعله مثيراً.. وجزء من السبب هو أن البرازيل تتمتع بالميزة التنافسية الطبيعية».
ومن قمة مجموعة العشرين، قال وزير الطاقة البرازيلي إن البرازيل تجري محادثات بالفعل مع الإمارات بشأن اتفاقات في مجال الطاقة.
ورداً على سؤال سي إن إن الاقتصادية، قال «ويبدو أن دولة الإمارات منفتحة للغاية للاستثمار في الوقود الحيوي.. ويريدون توقيع صفقة وأنا أدرس معهم مذكرة تفاهم لإنشاء أداة لاستكشاف المعادن المهمة بشكل مناسب».
وأضاف، «إنهم يريدون أن يفعلوا ذلك بنفس الطريقة التي فعلت بها المملكة العربية السعودية مع شركة «Vale» في المعادن، ويريدون الاستثمار في المعادن المهمة في البرازيل لتطوير صناعة إزالة الكربون».
أما بالنسبة لمبادلة كابيتال، فكانت قد أعلنت العام الماضي مليار دولار سنوياً في البرازيل.. وقال فالغرين إنه يتوقع أن تفوق استثمارات الشركة هذا الرقم عام 2025.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية