ينطلق الباحث في الثقافة الإسلامية الكاتب محمد محفوظ، من منهجية قائمة على احترام الثوابت، و الانفتاح وفق مرجعية معرفية على المتغيرات، وفي ظل الجدل حول مصطلح الدِّيني، يصدر كتابه (التجديد الدِّيني والتحوّل المدني) ليضع لبنة إضافية في بناء مشروعه الفكري والفلسفي الممتد على مدى أربعة عقود.
ويرى في الكتاب الجدلي، أن الدين الإسلامي بقيمه ومبادئه وتاريخه، حافل بالغنى والاتساع والتعدد. إذ إنه شكّل علامة فارقة ومنعطفًا ضخمًا في التاريخ الإنساني قاطبة، والعمل على حصر هذه القيم والمبادئ بفهم بشري واحد، من الخطايا والأخطار الكبرى التي تواجهنا اليوم. وكلفنا توجه بعضنا إلى فرض رؤيتهم وتفسيرهم الخاص للدين على المجتمع الكثير من المآزق والمخاطر. وعدّ الفهم الآحادي للدين مفقرًا لقيم الدين، ويحرم المسلمين من مساحة تواصل رحبة مع كل قيم وآفاق الدين الواسعة، علمًا بأنه لا يمكن اختزال الإسلام بقيمه ومبادئه وثرائه المعرفي والإنساني والحضاري بفهم واحد ورؤية واحدة، لا تمتلك القدرة المنهجية والمعرفية على إدراك واستيعاب كل قيم الدين. وثمّن خطوات الإصلاح الديني في مجالنا الوطني: والقبول والاعتراف ولو ضمنيًا بوجود قراءات متعددة، وتفسيرات ثرية لقيم الدين، نحتاج فسح المجال لنتاجها ومنهجها للعمل في الاجتماع الوطني في مختلف الدوائر والمستويات. ويرى أن الوعي الديني السائد في كثير من صوره وأشكاله، مسؤول عن الاحتقانات الاجتماعية والسياسية في عالمنا الإسلامي، وعملية الإصلاح، بحاجة إلى ممارسة قطيعة فكرية وعملية مع مقولات الوعي الديني التي تغرس الفرقة والتشتت بدعاوى مذهبية أو طائفية، أو تمارس دور الوصاية والاحتكار لفهم قيم الدين، واختزال فهم الإسلام في طريقة واحدة، وإصرار البعض على ذلك، وممارسة القهر والفرض والإكراه في سبيل ذلك، ساهم بشكل مباشر في تفاقم التوترات وازدياد المشكلات في الحياة الإسلامية ذات الطابع المذهبي والطائفي. وكلف هذا النهج.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ