الفكرة التي أشار إليها الرئيس المنتخب ترمب قبل فترة قصيرة تقترح التخلص من الدين البالغ حجمه نحو 35 تريليون دولار من خلال بيتكوين، فيتم تصفير الدين بسهولة تامة! هل بالإمكان تحقيق هذه الفكرة المجنونة؟ وهل المقصود إصدارعملات بيتكوين جديدة ودفعها للجهات المقرضة مباشرة أم بتحويلها إلى دولار أولاً؟ أو أن المقصود استخدام رصيد من العملة موجود في مكان ما واستخدامه لهذه الغرض؟ وهل لذلك علاقة بالمقترح الآخر للقضاء على مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشكل كامل، أو بجعله خاضعاً لسلطة الرئيس وليس مستقلاً كما هو بشكله الحالي؟.
حجم الدين العام يقارب 36 تريليون دولار الآن، فهو يزيد بنحو 10 مليارات دولار يومياً لو استمر على الوتيرة نفسها من الارتفاع، وذلك بسبب العجز المستمر في الميزانية الفيدرالية، والتي يخطط ترمب وشركاؤه إلى خفض نفقاتها السنوية البالغة 6.2 تريليون دولار بمقدار تريليوني دولار سنوياً.
فمسألة السيطرة على الدين بالطرق التقليدية أمر مفهوم، حتى وإن كان صعباً تحقيق مثل هذا الخفض، أما القضاء على الدين عن طريق بيتكوين فهو أمر مختلف تماماً، فإما أن يكون لدى الحكومة كمية كافية من العملة للقيام بذلك، أو أن تقوم بالتلاعب بمنظومة العملة للاستيلاء على عملات خاصة بها، تستخدمها لاحقاً لسداد الدين.
أول إشكالية أن القيمة السوقية الحالية لجميع العملات المشفرة لا تكفي لسداد الدين، فقيمة بيتكوين قرابة تريليوني دولار وبقية العملات الأخرى نحو 1.5 تريليون دولار، بينما الدين العام 36 تريليون دولار، ثم على الحكومة أولاً شراء كمية من العملات بالدولار، وهذا سيرفع الدين العام الحالي ومن ثم الانتظار على أمل أن يرتفع سعر بيتكوين لعدة آلاف وربما ملايين الدولارات ليصبح لدى الحكومة رصيد كاف لسداد الدين.
تلك بلا شك مغامرة كبيرة لا يمكن القيام بها، ناهيك عن عدم وجود التشريعات الكافية للقيام بذلك. ماذا عن سلك الطريق المختصر والتلاعب بمنظومة بيتكوين، بحيث يتم الاستيلاء على عدد من قطع بيتكوين بطريقة أو أخرى؟ لا يوجد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية