لماذا سوريا ومعظم الدول العربية دول مصطنعة؟ وهل ستصبح طبيعية؟

تغيّر عدد من الحضارات على أراضي الصين وتركيا وسوريا ومصر والعراق وغيرها، لكن أحدا لا يستطيع القول إن الدولة التركية الحالية هي دولة الحثيين أو من يقطن مصر هم من بنوا الأهرامات.

بمعنى أن وجود ثقافة قديمة بأراض معينة في بعض الأزمنة من الماضي لا يعد حجة الآن.

والتركيب الجيني للسكان المحليين في ذلك الوقت والآن ليس أيضا معيارا، بل الهوية الذاتية هي ما يهم. وعلى سبيل المثال، فإن جميع سكان كرواتيا والبوسنة وصربيا هم وراثيا من الصرب، ولكن في كرواتيا اعتنق الصرب الكاثوليكية، وفي البوسنة اعتنقوا الإسلام وغيروا هويتهم الوطنية بالكامل. كذلك فمن الناحية الوراثية، فإن 90% من المصريين قد يكونون متطابقين مع سكان بلاد عصر الفراعنة، لكن دولة الفراعنة ضاعت، ولم تعد موجودة، ونشأ بدلا منها شيء آخر.

والتطور المنطقي لهذه الفكرة أنه إذا كان من الوارد فقدان الدولة، فلن ينشأ الاستبدال بالضرورة في هذه المنطقة من قبل سكان هذه المنطقة. وقد تكون دولة أجنبية أنشأتها شعوب أخرى. على سبيل المثال، كانت سوريا لعدة قرون تخضع لسلطة الإمبراطورية العثمانية.

وبعد انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية، تم إنشاء عدد من الدول حول العالم، معظمها، إن لم يكن كلها، كانت مصطنعة، وذات حدود مصطنعة. وبعد خروج الأتراك، قامت في سوريا دولة مصطنعة، بل مصطنعة ثلاث مرات. لماذا ثلاث؟ أولا، تم رسم حدود الدولة بشكل مصطنع، بإرادة المستعمرين. وأعتقد أن أحدا لن يجادل في هذا. ثانيا، لم تكن الدولة نتاج مجموعة عرقية واحدة (في الشرق الأوسط، غالبا ما يتزامن هذا مع المجموعة الدينية)، والتي من شأنها أن تبذل جهودا مضاعفة للحفاظ عليها، وغالبا ما تقدم التضحيات من أجل ذلك. ثالثا، كانت المجموعة الدينية التي تبوأت هذا الموقع، العلويون، صغيرة جدا من حيث العدد، ولم تظهر المهارات الكافية لإنشاء الدولة والحفاظ عليها.

ونرى في التاريخ حالات يتم فيها إنشاء دولة على يد أقلية غريبة، ولكن تلك الأقلية تذوب بعد ذلك في الأغلبية، ويتم إنشاء شعب واحد. كان هذا هو الحال في بلغاريا، حيث استولت قبيلة البلغار التركية، التي جاءت من أعماق روسيا المستقبلية، على السلطة، لكنها اختفت بين السكان السلافيين. لكن البلغار فيما بعد تمكنوا من إنشاء دولة حملت اسمهم.

لكن، في الشرق الأوسط يتميز الجميع بالعنصرية، وكراهية الآخر، فلا يختلط أحد بأحد، والكل يقطع حناجر الآخر بدلا من التسامح والاختلاط مع بعضهم البعض!!

والأمر لا يقتصر على أن العلويين كانوا أقلية صغيرة في سوريا، وحتى لو وصلت الأغلبية إلى السلطة بعد المرحلة الاستعمارية، فإن هذا لم يكن ليعني تلقائيا أن هذه الأغلبية ستتولى مهمة إنشاء هذه الدولة أو على الأقل الحفاظ عليها داخل حدودها الحالية.

على سبيل المثال، حصل الأوكرانيون، بحكم نزوة تاريخية، على دولة معقدة متعددة الأطياف والأعراق ذات حدود مصطنعة. وفي إطار الإمبراطورية الروسية والاتحاد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة روسيا اليوم

منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
بي بي سي عربي منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة