تركيا يمكن أن تكون الداء وكذلك الدواء بالنسبة لسوريا الجديدة. إذ أنها يمكن أن تواصل إبقاء الجزء الشرقي من البلاد منطقة حرب وعدم استقرار في معركتها مع أكراد سوريا، كما يمكنها في نفس الوقت تهدئة الوضع الملتهب هناك ومواصلة دعمها «هيئة تحرير الشام» التي تحكم سوريا الآن، ومساعدتها على استقرار الوضع السوري.
من الواضح أن أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) يحظى بدعم واسع من أطراف عديدة وعلى رأسها أنقرة. إذ أنه ورفاقه في «هيئة تحرير الشام» أدار النظام الذي أقاموه في إدلب تحت مسمى (حكومة الإنقاذ السورية) بكفاءة مشهودة؛ حين تركوا قوى مدنية وتكنوقراط يديرون شؤون تلك الحكومة. وأقاموا عدالة مقبولة باحترام النساء والأقليات في المنطقة التي حكموها، وذلك منذ سبع سنوات حتى دخولهم دمشق. وراقب الأمريكيون والأوروبيون كيف كانت مجموعة «هيئة تحرير الشام» تدير شؤون الملايين من السوريين الذين كانت تحكمهم، وأعجبوا بذلك. وهو الأمر الذي يدفع هؤلاء بالتعاون مع تركيا لبحث سبل مساعدة «الهيئة» على نشر الاستقرار على الساحة السورية.
يتمتع أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) بشخصية قوية جذابة وكسب احترام الناس في المناطق التي حكمها، ويتصف بالذكاء، ويقول من يوثقوا له أنه رجل صادق. وبدأ نشاطه كمقاتل (أجنبي) في حرب العراق في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق بقيادة أبومصعب الزرقاوي، وبعد أن اعتقل وأفرج عنه تم اختياره (أميراً) لقطاع (نينوي) غرب العراق، مع الدولة الإسلامية (التي تحولت إلى داعش). وأقنع الجولاني قائده أبوبكر البغدادي بإقامة تنظيم جديد في سوريا، حيث أنشأ (جبهة النصرة)، عند قيام الثورة السورية،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة