توجد مفارقة غريبة في مسيرة السويسري، كريستيان غروس المدير الفني لنادي الزمالك، على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها خلال مسيرته حيث توج بأكثر من 15 لقبًا في مسيرته، فالملاحظ في مسيرته أن البداية دائمًا ما تكون متعثرة.
ومع ظهوره الأول مجددًا كمدرب للزمالك في المباراة التي جمعته مع سيراميكا كليوباترا ضمن الجولة الخامسة من الدوري المصري الممتاز لموسم 2024-25، انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ليؤكد غروس مرة أخرى على عادته في مبارياته الأولى مع الفرق التي قادها.
البداية المتعثرة في ولايته الأولى مع الزمالك
لا تزال جماهير الزمالك تتذكر الولاية الأولى للمدرب كريستيان غروس مع الفريق في موسم 2018-19، حين تولى السويسري تدريب الفارس الأبيض، وكانت مباراته الأولى أمام بتروجيت في افتتاح الدوري المصري الممتاز.
ورغم الآمال الكبيرة، انتهت تلك المباراة بالتعادل (0-0)، وهو ما أثار حينها قلق الجماهير، قبل أن يتحول القلق لاحقًا إلى فرحة بعد نجاح غروس في تحقيق بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية في نهاية الموسم.
كريستيان غروس لا يعرف الفوز في الظهور الأول!
بالنظر إلى مسيرة كريستيان غروس التدريبية، نجد أن بداياته مع الأندية التي أشرف على تدريبها تكررت فيها نفس السمة، حيث في شالكه الألماني، لم ينجح المدرب السويسري في تحقيق الفوز في مباراته الأولى، حيث بدأ مشواره مع الفريق بخسارة على يد هيرتا برلين (3-0).
وكذلك في الولاية الثالثة له مع الأهلي السعودي، كانت المباراة الافتتاحية له عبارة عن اختبار صعب لم يحقق فيه الفوز، حيث تلقى الهزيمة أمام الحزم (2-1) في موسم 2019-20.
الزمالك ضد سيراميكا كليوباترا.. تعثر في أول ظهور للمدرب غروس اقرأ المزيد
أما في سويسرا، عندما قاد نادي يونغ بويز، فلم تختلف الأمور كثيرًا، إذ تعثر في مباراته الأولى أيضًا، وتعادل إيجابيًا مع بازل (1-1)، وحتى مع نادي بازل، الذي خاض معه أنجح تجاربه التدريبية، لم يتمكن غروس من تحقيق الفوز في اللقاء الأول، حيث تعادل سلبيًا في يونيو/حزيران 1999 أمام فريق إن كيه كوروتان.
بين غراهسبور وإف سي ويل.. الصورة تتكرر
تلك المفارقة الغربية ظهرت مع غروس، خلال مشواره في الدوري الإنجليزي، عندما كان يقود توتنهام هوتسبير، وتلقى هزيمة على يد كريستال بالاس بهدف نظيف في 1997.
في رحلته مع غراهسبور وإف سي ويل، وهما فريقان أقل بريقًا مقارنة بأسماء الأندية الكبرى التي دربها غروس، استمر السويسري في نفس النهج. البدايات لم تكن موفقة، لكن العبرة دائمًا بما يحدث بعد ذلك، فغروس يمتلك قدرة نادرة على قلب الموازين، وتحقيق النجاح بعد البدايات المتعثرة.
ويُظهر التاريخ أن كريستيان غروس يعرف كيف يتدارك الأمور بعد البدايات المتعثرة، ويبدو أنّ أسلوبه التدريبي يعتمد على البناء التدريجي، وإرساء هوية الفريق والتي تتطلب وقتًا، حيث في ولايته الأولى مع الزمالك، تمكن غروس من تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وصنع فريقًا تنافسيًا أحرز لقبًا قاريًا غاليًا.
ومع ذلك، لم تحدث تلك المفارقة الغريبة للمدرب السويسري في ولايته الأولى مع الأهلي السعودي من 2014 حتى 2016، حيث انتصر على الحزم (0-1) قبل أن يغادر في يونيو/حزيران 2016. ثم عاد في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وفي ولايته الثانية مع "الراقي" من 2016 حتى 2017، انتصر على القادسية (2-0). ومع شتوتغارت، فاز على فريق جامعة أورزيسيني (3-1) في أولى مبارياته.
هذا المحتوى مقدم من winwin