أثار الاحتياطي الفدرالي الأميركي حالة من الاضطراب في الأسواق، يوم الأربعاء 18 ديسمبر/ كانون الأول، بعد رفع توقعاته للتضخم وتقليلها لعدد مرات خفض أسعار الفائدة العام المقبل، مما ترك المستثمرين يتدافعون لتقييم مدى تأثيره على أسعار الفائدة العالمية في المستقبل.
وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، إن التضخم كان يتحرك بشكل عرضي هذا العام، وأشار إلى أن الفدرالي قد يخفض أسعار الفائدة مرتين فقط في العام 2025 - أي أقل مرتين مما كان متوقعاً في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبينما تصر البنوك المركزية العالمية على الاستقلال في قرارات السياسة النقدية، فإن الدولار الأميركي الأقوى على خلفية أسعار الفائدة المرتفعة - والتعرفات الجمركية المحتمل تطبيقها من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ذات الضغوط التضخمية - يجعل توقعات تخفيف السياسة في جميع أنحاء العالم أكثر غموضاً، بحسب شبكة CNBC.
وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في Vanguard، تشيان وانغ: "عندما يكون لديك بنك احتياطي فدرالي أكثر تشدداً، فإن هذا سيؤدي إلى دولار أميركي أقوى وتشديد الظروف المالية العالمية".
وأضافت أن هذا الأمر صحيح بشكل خاص في الكثير من الأسواق الناشئة. "أعتقد أن البنوك المركزية في آسيا تتجه عموماً نحو التيسير، ولكن نظراً لأن الاحتياطي الفدرالي سيبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول، فسيكون هناك مجال أقل للتيسير".
فيما يلي أبرز التوقعات لما قد ينتظر السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية خلال العام 2025 بعد التقديرات المعلنة من الفدرالي.
بنك اليابان
أبقى بنك اليابان يوم الخميس على سعر الفائدة القياسي ثابتاً عند 0.25%، واختار أن يأخذ الوقت الكافي لتقييم تأثير الأسواق المالية وأسواق الصرف الأجنبي على النشاط الاقتصادي والأسعار في اليابان. وقال بنك اليابان في بيانه إن أغلب أعضاء لجنة السياسة النقدية كان مع قرار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، عدا عضو مجلس الإدارة ناوكي تامورا الذي دعا إلى زيادة قدرها 25 نقطة أساس.
:
وفقاً لرئيس قسم الاقتصاد الياباني في Oxford Economics، شيغيتو ناغاي، فإن موقف بنك الاحتياطي الفدرالي الأكثر حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة في العام 2025 سيزيد من خطر زيادة قوة الدولار.
وقال ناغاي: "قد يعود الين الضعيف كمحرك رئيسي لقرار بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة في العام 2025 إذا تعزز الدولار الأميركي بشكل أكبر مع حصول الأسواق المالية على فكرة واضحة عن سياسات ترامب".
وأضاف: "سيظل الين الأضعف يشكل خطراً على بنك اليابان في العام 2025 لأنه سيعيق ديناميكيات التضخم المدفوعة بالأجور من خلال الضغط على الدخل الحقيقي".
بنك الشعب الصيني
فاجأت القيادة العليا للصين السوق هذا الشهر بالإشارة إلى تحول في موقف سياستها النقدية بعد 14 عاماً. ويتطلع ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى تحويل موقف سياسته العام المقبل إلى "متساهل بشكل معتدل" من "حكيم" - وهي العبارة التي لم تستخدمها منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وقال محللون إن النظرة المنقحة لمجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على مسار تخفيف السياسة من قبل البنك المركزي الصيني، على الرغم من أنها قد تضع ضغوطاً على اليوان الصيني.
:
وقال رئيس الدخل الثابت الصيني في Abrdn، إدموند جوه: "يحتاج بنك الشعب الصيني إلى التركيز على مكافحة الانكماش (في الأسعار). لا نعتقد أن سياسة أسعار الفائدة المحلية ستتأثر بشدة بقرار أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي - سواء في الأمد القريب أو الطويل".
وأضاف: "سيكونون قلقين بشأن ضعف الرنمينبي (اليوان) ولكن إذا كان انخفاضاً بشكل محكوم مقابل الدولار الأميركي إلى جانب العملات الأخرى، فمن المرجح أن يسمحوا للرنمينبي بالانخفاض ببطء".
وذكر كبير الاقتصاديين في Guotai Junan International، هاو تشو، إن بنك الشعب الصيني قد يرغب في التركيز على العوامل المحلية. "إذا خفض بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بشكل أكثر عدوانية، فإن بنك الشعب الصيني لديه مساحة أكبر لخفض أسعار الفائدة".
بنك الاحتياطي الهندي
في اجتماعه الأخير للسياسة هذا الشهر، أبقى بنك الاحتياطي الهندي على سعر إعادة الشراء دون تغيير عند 6.50%.
يتباطأ الاقتصاد الهندي أكثر مما توقعه معظم خبراء الاقتصاد ويتوقع المحللون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم للسياسة النقدية في فبراير/ شباط. ومن بين العقبات المحتملة انخفاض قيمة الروبية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم المتفشي بالفعل.
ومع ذلك، قال استراتيجي النقد الأجنبي الهندي وخبير الاقتصاد في بنك ANZ، ديراج نيم، إن البنك المركزي قد يستخدم احتياطياته من النقد الأجنبي لدعم الروبية أثناء المضي في خفض أسعار الفائدة.
وأضاف: "التحذير هنا هو أنه، على الأقل في الماضي القريب، كان بنك الاحتياطي الهندي قاطعاً للغاية في التمييز بين أدوات صنع.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة CNBC عربية