في زمنٍ مضى، عاش الناس حياةً مقيدة، ليس فقط في ظاهرهم بل حتى في أعماق أحلامهم، كانت القيود أقوى من الحرية، تحكم المجتمعات كانت قوانين مفروضة تراقب حتى الخلوات، كانت أصوات الوعاظ تشكل إيقاع الحياة اليومية، محددة مسارات صارمة، لا يمكن الحياد عنها دون التعرض للتوبيخ أو الإقصاء.
الحياة حينها كانت بلا خيارات، والفرح نادرًا ما يمر بسهولة، الحلم إن تجرأت على امتلاكه، كان يتوارى خلف ستار الخوف؛ خوف من المجتمع، العائلة. اللباس كان رمزًا صارخًا لتلك القيود، فلا يمكنك الخروج إلا بملابس معينة، وكان التخلي عن الشماغ جريمة اجتماعية تُلاحقك نظرات الإدانة بسببها.
في المدارس، لم يكن هناك مجال للخطأ أو التهاون، حيث كانت العصا حاضرة دائمًا، تُطبق على الأجساد وفق قانون «اللحم لكم والعظم لنا»، كان الأطفال يعانون التعنيف والتنمر، في تجربة تعكس قسوة المجتمع ككل، ومع ذلك، لم يكن هناك وقت للراحة؛ كانوا يمشون إلى مدارسهم في الصيف الحارق والشتاء القارس، حيث تعليق الدراسة لم يكن خيارًا متاحًا.
بعد يوم دراسي شاق، لم يكن الأطفال يعودون للراحة، بل يتحولون إلى عمال صغار في مزارع آبائهم أو مع الحلال والمواشي، يسابقون الوقت لإنجاز واجباتهم قبل حلول الليل، لم تكن الكهرباء متوفرة، وكان السراج مصدر الضوء الوحيد لحل الواجبات و مراجعة الدروس.
الحياة كانت تُدار برقابة اجتماعية صارمة؛ أداء الصلوات في المسجد كان إلزاميًا، والتغيب عنها يُعتبر إخفاقًا تستحق العقاب، حتى الأكل في المطاعم كان يُفسر كضعف في الروابط العائلية، حيث لم يكن المجتمع يسمح بخيارات شخصية تخالف ما اعتاد عليه.
أما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية