تشهد روسيا، أحد أكبر مصدري القمح عالمياً، ظروفاً جوية غير معتادة مع حلول فصل الشتاء، ما يثير قلقاً متزايداً بشأن إنتاج محصول الحبوب وتأثيراته المحتملة على الأسواق العالمية.
ووفقاً لوكالة الأرصاد الجوية الروسية، فإن درجات الحرارة الدافئة في الجزء الأوروبي من البلاد خلال ديسمبر، تؤثر سلباً على المحاصيل الشتوية التي تُعتبر حجر الزاوية في الإنتاج الروسي للحبوب، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 37% من المحاصيل الشتوية في حالة سيئة، أو لم تنبت، وهو أسوأ مستوى تم تسجيله على الإطلاق وفقاً لتقرير صادر عن مركز بروزيرنو.
الأرقام تكشف الأزمة
تشير بيانات «سوفيكون»، شركة الاستشارات الزراعية، إلى أن المساحة المزروعة بالحبوب الشتوية هذا العام بلغت 17.6 مليون هكتار، مقارنة بـ18.6 مليون هكتار العام الماضي، ويُعد القمح الذي يمثل نحو 90% من إجمالي المحاصيل الشتوية، من أهم المحاصيل الزراعية في روسيا، حيث تنتج الحبوب الشتوية إنتاجاً أكبر، وتحقق أرباحاً أعلى للمزارعين مقارنة بالحبوب الأخرى.
تراجع في الإنتاج والصادرات
رغم أن روسيا واصلت تصدير القمح بمعدلات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، فإن التوقعات للموسم المقبل تشير إلى انخفاض كبير في الصادرات؛ فقد خفضت «سوفيكون» توقعاتها لصادرات القمح الروسية خلال موسم 2025-2026 بنسبة 17% مقارنة بالموسم الحالي، مُرجعة ذلك إلى انخفاض الإنتاج الناجم عن الظروف المناخية القاسية.
التأثير العالمي
لكون روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، فإن أي انخفاض في الإنتاج أو الصادرات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الدول المستوردة الرئيسية مثل تركيا ومصر وإيران والسعودية والجزائر، وقد يؤدي هذا الانخفاض إلى ارتفاع أسعار القمح عالمياً، ما يزيد الضغط على الدول التي تعتمد بشكل كبير على الواردات الروسية لتلبية احتياجاتها الغذائية.
يمثل الطقس الشتوي الدافئ تحدياً كبيراً لإنتاج الحبوب في روسيا، ما يُنذر بعواقب محتملة على أسواق القمح العالمية، ومع تزايد المخاوف بشأن الأمن الغذائي، يبقى من الضروري مراقبة تطورات الموسم الشتوي وتأثيراته على الإنتاج والصادرات الروسية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية