التقى محمود عدي وشين شن في الفريق نفسه بوادي السيليكون قبل 10 سنوات، وكانت هذه بداية رحلتهما الملهمة. وُلد شن في كوريا الجنوبية ونشأ فيها، ودرس في كندا، ثم عمل في نيويورك قبل توجهه إلى وادي السيليكون للانضمام إلى شركة (GlobalFoundries) المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية، والتي تدعمها "مبادلة". أما عدي، فقد انضم إلى الشركة قبل أسبوع واحد من انضمام شن، وذلك بعد انتقاله من موطنه أبوظبي للدراسة في كلية ستانفورد للأعمال. وبتعارفهما، تبيّن أن لديهما الطموح ذاته، ورؤية واضحة للمستقبل.
بداية شركة إدارة الاستثمارات البديلة "شروق بارتنرز" في عام 2017، وبعد 3 سنوات على لقائهما، أسس عدي وشن شركة إدارة الاستثمارات البديلة "شروق بارتنرز" في الإمارات. بدأت الشركة بفريق مكون من شخصين حالمين دون مكتب، لكنها نجحت خلال 7 سنوات بزيادة أصولها المدارة من مليوني دولار إلى نحو 500 مليون دولار. واليوم، لدى الشركة مكاتب في دبي وأبوظبي والسعودية ومصر وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى خطط للتوسع في قطر، وفريق إقليمي يضم نحو 30 شخصًا.
ومن بين 82 شركة في محفظتها، تبرز شركات عدة كشركة اليونيكورن السعودية تمارا للتكنولوجيا المالية، ومنصة بريدفاست للبقالة الإلكترونية في مصر، وشركة التكنولوجيا الزراعية بيور هارفست ومقرها الإمارات، التي يعد عدي من مؤسسيها. كما تشمل قائمة مستثمري شروق بارتنرز: شركة مبادلة في أبوظبي، وصندوق الصناديق "الواحة" في البحرين، وصندوق الصناديق جدا في السعودية، وشركة (Lunate).
ربط ممرات الاستثمار بين آسيا والشرق الأوسط يُعد شين سفيرًا عالميًا للاستثمار في كوريا الجنوبية، وتتمتع شروق بارتنرز بعلاقات قوية في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، في إطار مهمتها لربط ممرات الاستثمار بين آسيا والشرق الأوسط. في يونيو/ حزيران 2023، أطلقت السعودية وكوريا الجنوبية صندوقًا مشتركًا بقيمة 160 مليون دولار، بدعم من 10 صناديق ثروة سيادية من الشرق الأوسط. وفي ديسمبر/ كانون الثاني 2024، أعلنت شروق بارتنرز عن شراكة جديدة مع الشركة الكورية الجنوبية للتأمين (Hanwha Life). وصرح عدي في بيان صدر حينها: "تتوافق هذه الشراكة مع رؤيتنا لتحويل المشهد الاستثماري من خلال دعم الشركات المبتكرة التي ستشكل مستقبل القطاعات الرئيسية في المنطقة".
يعد نجاح الشريكين التجاريين اليوم، تتويجًا لما بدأ في وادي السيليكون من اهتمام مشترك بالأسواق الناشئة. يستذكر شن قائلًا: "رغبت حقًا في تعلم المزيد عن الشرق الأوسط، واستمتعت بالتعرف إليه من خلال عدي، حيث تحدثنا باستمرار عن سبب عدم استثمارنا في هذه المنطقة. وقد أوصلتنا تلك المحادثات إلى الأسس الجوهرية لشروق: قيمنا، وكيفية بناء ثقافة الشركة، وآلية اتخاذ قراراتنا، واستراتيجيتنا الاستثمارية". من جانبه، أعرب عدي عن إعجابه الكبير بالتزام شريكه، قائلًا: "إذا تعرفت إلى شين، ستجد أنه شغوف ومجازف وذو رؤية، فعندما انتقل إلى المنطقة، حجز تذكرة ذهاب فقط".
سوق تمويل الشركات الناشئة بالديون وبينما يحققان النجاح في قطاع رأس المال الاستثماري، يدرك المؤسسان أن نقاط قوتهما تكمن في المجالات التي يمكن لشروق أن تتصدر فيها المنطقة. في عام 2021، دخلت الشركة سوق تمويل الشركات الناشئة بالديون أو ما يعرف بالديون المغامرة في الشرق الأوسط، بإطلاق "صندوق النهضة 1"، أول صندوق ائتماني، بالشراكة مع شركة (IMM Investment Global) الكورية.
يوضح شن: "كان إقراض شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة فكرة غير منطقية في ذلك الوقت، حيث كانت قروض البنوك للشركات الكبرى فقط. لذا، قررنا إنشاء منصة وصندوق مخصص لإقراض الشركات الناشئة والصغيرة ومتوسطة الحجم. كما أصبح الصندوق اليوم قابلًا للتوسع، ويولّد عائدات مالية لمستثمرينا شهريًا. وفي ذلك العام أصبحنا شركة متعددة الأبعاد".
كان التوسع في قطاع الائتمان الخاص، بعد 4 سنوات فقط من تأسيس شركة شروق بارتنرز، سببًا في جعلها من الشركات الرائدة في هذا المجال. ووفقًا لبيانات منصة (MAGNiTT) شهدت سوق تمويل الشركات الناشئة بالديون في الشرق الأوسط ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث نمت من نقطة الصفر قبل 5 سنوات. وتشير البيانات إلى أن المنطقة لم تشهد صفقات تمويل بالدين حتى عام 2019، لكن في عام 2020 شهدت 4 صفقات بقيمة إجمالية قدرها 15 مليون دولار.
وفي العام التالي، ارتفعت إلى 10 صفقات بقيمة إجمالية بلغت 266 مليون دولار، ثم شهدت في عام 2022 تنفيذ 18 صفقة بقيمة 260 مليون دولار. أما في عام 2023، فقد سجلت السعودية صفقات تمويل بالدين بقيمة إجمالية قدرها 400 مليون دولار، مقارنة بالإمارات التي سجلت 353 مليون دولار.
في عام 2023، أطلقت شروق بارتنرز "صندوق النهضة 2"، وهو صندوقها الثاني للائتمان الخاص بقيمة 100 مليون دولار، بالتعاون مع شركة (IMM Investment Global) الكورية. وفي مايو/ أيار 2024، أعلنت الشركة عن الإغلاق الأول للصندوق، الذي يهدف إلى دعم الشركات الناشئة متوسطة الحجم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن قطاعات عدة تشمل التصنيع والصناعة والتمويل وخدمات البرمجيات.
"بلاكستون الشرق الأوسط" ويتمثل الهدف الأوسع للمؤسسين في تطوير الشركة لتصبح مدير استثمار بديل متعدد الأبعاد، إذ يطمحان إلى جعلها "بلاكستون الشرق الأوسط". وقد أسست شركة بلاكستون، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، كشركة استشارية متخصصة بعمليات الدمج والاستحواذ في عام 1985. كما تعد من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، بأصول مدارة تتجاوز قيمتها 1.1 تريليون دولار حتى سبتمبر/ أيلول 2024. وهي اليوم رائدة عالميًا في مجال الأسهم الخاصة والعقارات والاستثمار متعدد الأصول والائتمان. فيما تشكل محاكاة نجاح بلاكستون جزءًا من رؤية طويلة المدى تمتد حتى 40 عامًا لشركة شروق.
يقول عدي: "هدفنا ليس محاكاة بلاكستون لمجرد الإعجاب بما حققته، لكن نعتقد أنه عند تطبيق ممارسات الاستثمار الرئيسية في بيئة اقتصادية ملائمة، يمكن أن يخلق قيمة كبيرة من الفرص ذاتها. وهناك فجوات في رأس المال الخاص المخصص للمرحلة المتوسطة، بالإضافة إلى نقص في التمويل الموجه لدعم النمو".
ويضيف: "في الشرق الأوسط بشكل عام، ليس لدينا العديد من المستثمرين الرئيسيين الموثوقين، وهذا يوفر فرصة يمكن استغلالها. وبدلًا من انتظار مجيء بلاكستون من الخارج، لماذا لا يأتي أشخاص من هنا، من سكان المنطقة، لبناء ذلك من الداخل إلى خارج حدودها؟"
مسيرة الشركاء المؤسسين كان تطوير شركة شروق بارتنرز حصادًا لرحلة استمرت لأكثر من عقد. وُلد عدي في أبوظبي ونشأ فيها، ودرس هندسة الميكانيكا في المعهد البترولي في الإمارات قبل نحو 20 عامًا. يستذكر بقوله: "لم أتقن اللغة الإنجليزية قبل دخولي الكلية. وكان حينها قطاع النفط والغاز الخيار الوحيد والمنطقي في أبوظبي".
لكن سرعان ما أدرك رغبته باستكشاف مجالات أخرى، فبعد تخرجه، انضم إلى صندوق الثروة السيادية للإمارة،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط