دعاء السيدة فاطمة لاذهاب الهم والغم.. ردده كل يوم صبح وليل

دعاء السيدة فاطمة لاذهاب الهم والغم، من الأدعية العظيمة التي لها نفع كبير على من واظب عليه، حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته بهذا الدعاء.

دعاء السيدة فاطمة لاذهاب الهم والغم

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن دعاء فاطمة الزهراء ياحي يا قيوم دعاء عظيم النفع لمن واظب عليه 3 مرات في الصباح، و 3 مرات في المساء، حتى يحظى بخيري الدنيا والٱخرة .

ولفت في شرحه دعاء فاطمة الزهراء ياحي يا قيوم، أنه جاء عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

وأوضح أن هذا الحديث أخرجه النَّسائي في "السنن الكبرى" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وغير هؤلاء، وقال عنه المنذري: إسناده صحيح وجاء في صحيح الجامع: إسناده حسنٌ .

وبين أن هناك حديثٌ قريبٌ من هذا اللَّفظ، وهو عن أنسٍ أيضًا -رضي الله تعالى عنه-، لكن ليس في أذكار الصَّباح والمساء، وإنما في الكرب، فهو بلفظٍ مُوجَزٍ مُختصرٍ، وليس كهذا اللَّفظ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث.

دعاء فاطمة الزهراء ياحي يا قيوم

ولفت في بيان (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به )، قوله هنا ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ هذا فيه تحفيزٌ للسَّامع، وتنشيطٌ له، من أجل أن يستمع، وأن يقبل ما يُلقى إليه: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟، وليس هنا ما يمنعها -رضي الله عنها-، بل هي في غاية القبول.

وتابع الوصية: هي ما يُطلب من الإنسان فعله أو تركه، مع التَّأكيد عليه بالفعل أو الترك، يعني: بالامتثال، هذه هي الوصية، فالأمر والنَّهي المقرون بالتأكيد يُقال له: وصية، والأمر الذي يكون معه ما يدفع على الفعل والامتثال يكون ترغيبًا، وما يكون فيه الزجر عن الفعل يكون ترهيبًا، لكن الوصية هي الأمر أو النَّهي المؤكد.

فهنا: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

معنى يا حي يا قيوم

و (الحيّ، القيّوم) ؛(الحيَّ) هو ذو الحياة الكاملة من كل وجهٍ، ليست مسبوقةً بعدمٍ، ولا يلحقها عدمٌ، ولا يعتريها نقصٌ، وأنَّ النوم نقصٌ، والهمّ والغمّ والحزن والمرض كلّ ذلك نقصٌ في الحياة، فالله له الحياة الكاملة.

وهو (القيّوم)، و (القيوم) هو القائم بنفسه، القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم، فهو قائمٌ بنفسه، مُقيمٌ لغيره، لا قيامَ لهم إلا به، فلو تخلَّى عنه طرفةَ عينٍ لكان ذلك هلاكًا مُحقَّقًا لهم.

فحينما يتوسّل الدَّاعي بهذين الاسمين، ويدعو بهما: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث ففيه استغاثةٌ بالرحمة، وهي صفةٌ من صفات الله ، وأوصافه تابعةٌ لذاته، فهي غير مخلوقةٍ، فيجوز الاستغاثة بالصِّفة، والاستعاذة بها: أعوذ بعظمتك، وأعوذ بنور وجهك، وأعوذ بعزَّة الله وقُدرته. هذا في الاستعاذة، لكن في السُّؤال والدُّعاء والطَّلب: لا يصحّ سؤال الصِّفة استقلالاً؛ لأنَّ الصِّفات مُلازمة للذات، فلا يقول: يا رحمةَ الله، ولا: يا عزةَ الله، أعزيني، ولا: يا قوّة الله، انصريني. وإنما يقول: يا الله، يا قوي، انصرني. فالصِّفة لا تُدْعَى، وإنما الذي يُدْعَى الموصوف، يُدْعَى بهذه الأسماء المتضمنة لهذه الأوصاف الكاملة في كل مقامٍ بما يُناسبه، وبما يصلح لمثله.

فهنا يقول: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث فهذه الرحمة صفةٌ ثابتةٌ لله -تبارك وتعالى-، وهي مُتعلَّق الاستغاثة هنا، ولا يكون ذلك بمخلوقٍ بحالٍ من الأحوال، فهو يتوسّل إلى الله -تبارك وتعالى- بحياته وقيّوميته، ويستغيث برحمته.

فضل الدعاء بالحي القيوم

هذان الاسمان: (الحيّ، القيّوم) إليهما يرجع عامَّة الأسماء الحسنى، بل قال بعضُ أهل العلم: يرجع إليهما جميع الأسماء الحسنى؛ لأنَّ مَن له الحياة الكاملة، والقيّومية الكاملة، ينبغي أن يكون هو الإله، الربّ، الخالق، الرازق، القادر، المحيي، المميت، إلى غير ذلك.

ومن هنا قال بعضُ أهل العلم -وهو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله-: بأنَّ (الحيَّ، القيّوم) هما الاسم الأعظم

ومن المعلوم أنَّ هذا من أقوى الأقوال، وهو يلي القول بأنَّ الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة (الله)، وأنَّ هذا عليه الجمهور، وأنَّ دلائله أكثر وأوضح، ثم يلي ذلك في القوّة: (الحيّ، القيّوم)، فابن القيم -رحمه الله- يرى أنَّ الاسم الأعظم هو (الحيّ، القيّوم)،

وهذا سبقه إليه جمعٌ من أهل العلم: كالإمام النَّووي -رحم الله الجميع.

وذلك -كما سبق- أنَّ صفةَ الحياة والقيّومية ترجع إليهما الصِّفات؛ فصفة الحياة يقولون: ترجع إليها جميع صفات الأفعال، وهذا يذكره مثل الحافظ ابن القيّم -رحمه الله-، وأنَّ الحياةَ الكاملةَ تُضاد جميع الأسقام والآلام؛ ولهذا كملت حياة أهل الجنَّة؛ حيث لا همَّ، ولا غمَّ، ولا مرضَ، ولا حزن، ولا غير ذلك من الآفات، بخلاف حياتنا في هذه الدَّار، ونقص الحياة لا شكَّ أنه يُنافي أيضًا القيومية[، فهناك مُلازمة بين الحياة والقيّومية؛ فإنَّ كمال القيومية يكون بكمال الحياة؛ لأنَّه لا يكون قائمًا بنفسه من كل وجهٍ، وهو المقيم لغيره بأرزاقهم،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من موقع صدى البلد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من موقع صدى البلد

منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 12 ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
موقع صدى البلد منذ ساعتين
صحيفة المصري اليوم منذ 7 ساعات
موقع صدى البلد منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 17 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
قناة الغد منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 15 ساعة