يمر قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمرحلة حيوية تكشف عن تحديات وفرص بارزة في مجال رأس المال الاستثماري. ففي أول 9 أشهر من عام 2024، سجل سوق رأس المال الاستثماري في المنطقة استثمارات بقيمة 1.3 مليار دولار عبر 352 صفقة، مما يمثل انخفاضًا بنسبة %13 في إجمالي التمويل مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة (MAGNiTT). ومع هذا التراجع، شهدت الصفقات الصغيرة، التي تقل قيمتها عن 100 مليون دولار، نموًا بنسبة %7، مما يعكس استمرار الاهتمام بالشركات الناشئة في مراحلها الأولى، وثقة المستثمرين في الإمكانات الريادية للمنطقة.
السعودية في الصدارة تتصدر السعودية مشهد الاستثمار في المنطقة، حيث استحوذت على %39 من إجمالي التمويل في قطاع الشركات الناشئة، مما يرسخ مكانتها كلاعب رئيسي. وتبرز جولات تمويل رئيسية، مثل جمع منصة سلة تمويلًا بقيمة 130 مليون دولار، جاذبية المملكة المتزايدة. بينما يعود ذلك إلى الإصلاحات التنظيمية الطموحة، والمبادرات الحكومية الداعمة، والاهتمام الدولي المتنامي بالسوق السعودية. تقول أمل دخان، الشريكة الإدارية في شركة (500Global) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومقرها الرياض: "أصبحت السوق السعودية سوقًا اقتصادية عميقة للغاية، بفضل البنية التحتية القوية التي تتيح للشركات تحقيق النمو والتوسع".
وتتميز المملكة ببنية تحتية قوية، وسياسات تقدمية، وقاعدة مستهلكين متنامية، مما يجعلها وجهة جذابة للشركات الناشئة. وتصف دخان المملكة بأنها سوق يمكن للشركات الناشئة "الانضمام إليها والانطلاق في أعمالها" بفضل سهولة الوصول إلى الموارد مثل منصات معرفة العملاء (KYC) والأنظمة المدعومة من الحكومة.
مع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة؛ إذ تواجه الشركات الناشئة تكاليف بدء تشغيل مرتفعة، ونقصًا في المواهب الفنية بتكاليف معقولة، مما يشكل عوائق أمام العديد من المؤسسين. تؤكد دخان: "نحن بحاجة إلى المزيد من نماذج التخارج الناجحة، لتشجيع تدفق رؤوس الأموال الجديدة"، مشيرة إلى الحاجة الماسة لتعزيز قصص النجاح، وتحفيز الاستثمارات بشكل أكبر.
استثمارات 500Global في المنطقة تعد شركة (500Global) من أكثر شركات رأس المال الاستثماري نشاطًا على مستوى العالم. وقد أدت دورًا رياديًا لتحفيز التحول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يقع المقر الرئيسي للشركة في سان فرانسيسكو، بولاية كاليفورنيا، وتدير أصولًا بقيمة 2.3 مليار دولار حتى مارس/ آذار 2024. كما دعمت أكثر من 5 آلاف مؤسس، يمثلون أكثر من 2900 شركة ناشئة في أكثر من 80 دولة، بما في ذلك شركات بارزة مثل (Canva) و(Grab) و(Reddit) و(Solana) و(Twilio). وقد بدأت الشركة أولى استثماراتها في المنطقة عام 2012، مستشرفة الإمكانات الواعدة في وقت لم تكن فيه المنطقة من الوجهات الرئيسية للمستثمرين الأميركيين.
بحلول عام 2017، أطلقت شركة (500Global) أول صندوق مخصص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (Falcons I) الذي تم ضخ أمواله بالكامل، حيث دعم أكثر من 181 شركة ناشئة في مجال الابتكار.
ومنذ عام 2021، أطلقت (500Global) صندوقي (Sanabil 500 MENA Accelerator) الأول والثاني، الذي يستثمر بشكل رئيسي في الشركات التي تخرجت من برنامج تسريع الأعمال(Sanabil 500 MENA Accelerator Program).
تقول دخان: "نحن نقدم كل شيء، بدءًا من المعسكرات التدريبية للشركات الناشئة في المراحل المبكرة، إلى برامج التسريع، والتمويل الأولي. وتتلخص الفكرة في إنشاء منصة شاملة تدعم الشركات الناشئة في كل مرحلة من مراحل رحلتها". وقد مكّن هذا النهج الشامل الشركة، من إنشاء خط دعم مستدام للشركات الناشئة، من مرحلة التأسيس إلى التوسع.
يوضح جاك لاو، رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: "إن التحدي الأكبر أمام الشركات الناشئة، يكمن في فهم فجوة السوق وكيفية معالجتها. وإذا تمكنت المسرعات من التركيز على هذا الجانب، فإنها ستزيد بشكل كبير من فرص نجاح الشركات الناشئة".
الفجوة في تدفق الصفقات للشركات الناشئة واستجابة لهذا التحدي، مع إدراك الفجوة في تدفق الصفقات إلى الشركات في مراحل مبكرة، قادت دخان إطلاق برنامج (Sanabil Startup Unlocked by 500 Global) وهو معسكر تدريبي مدته 5 أيام يركز على المرحلة الأولى من رحلة المؤسس، حيث يساعد على تحويل الفكرة إلى المنتج الأكثر قيمة في الشركة الناشئة. وقد استقبل البرنامج دفعته الأولى في ديسمبر/ كانون الأول، ويمثل خطوة نحو توسيع مجموعة الشركات الناشئة المحتملة، التي يمكن توجيهها لاحقًا إلى مسرعات وبرامج تمويل تابعة لشركة (500Global).
ومن بين هذه البرامج، يبرز برنامج مسرّع الشركات في مرحلة التأسيس "سنابل" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (Sanabil 500 MENA Seed Accelerator Program) بدعم من شركة سنابل للاستثمار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. ويوفر البرنامج للشركات الناشئة في مرحلتي ما قبل التأسيس والتأسيس، أكثر من 100 ألف دولار من استثمارات الأسهم.
في حين ضمت الدفعة الثامنة من برنامج (Sanabil Accelerator) بدعم من (500Global) نحو 9 شركات واعدة، اختيرت من بين أكثر من 430 شركة من أنحاء المنطقة، منها: شركة (Scooply) السعودية، التي تسهم في تحسين قطاع الأغذية والمشروبات من خلال تدريب العاملين عبر الألعاب الإلكترونية. وشركة (Cultivaet) المصرية، وهي منصة تهدف إلى تطوير الزراعة باستخدام حلول تعتمد على البيانات لزيادة أرباح المزارعين.
بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2024، تخرجت 97 شركة من برنامج تسريع النمو الممتد على مدار 14 أسبوعًا، الذي شمل 8 دفعات، وخُصص لدعم الشركات الناشئة في المنطقة. تؤكد دخان: "التمويل في المراحل اللاحقة من أكبر التحديات، فعندما تنمو الشركات وتتجاوز مرحلة التمويل الأولي من الفئة (A) تقل الخيارات المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يسلط الضوء على فرص أخرى لوسائل التمويل البديلة في مرحلة النمو".
مواجهة تحديات التمويل لمواجهة التحديات المرتبطة بالتمويل في مراحل متقدمة، يوضح جاك لاو، من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أهمية التعاون مع القطاع الحكومي لتعزيز مبادرات مثل: إنشاء صندوق الصناديق الاستثمارية (FoF).
يقول: "يمكن لصندوق الصناديق الاستثمارية أن يسهم في ضخ رؤوس أموال كبيرة في الشركات الناشئة في مراحل متقدمة، التي قد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط