«لا دور لنا في إسقاط نظام بشار الأسد»؛ هذه هي الرواية الأمريكية الرسمية، وقد دعم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، هذه الرواية، في نفس اليوم الذي كانت تقتحم فيه فصائل المعارضة السوريّة المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» العاصمة دمشق، بقوله: «هذه ليست معركتنا، لندع الأمور تجري دون أن نتدخل». فهل حقاً لم تتدخل أو تتورط أمريكا في تغيير النظام في سوريا؟
في البرنامج الحواري لـ«تاكر كارلسون» على (منصة X)، بتاريخ (17 ديسمبر/ كانون الأول 2024)، أوضح جيفري ساكس، الخبير الاقتصادي الأمريكي والأستاذ ومدير مركز التطوير بجامعة كولومبيا، أنّ إسقاط نظام الأسد في سوريا كان تتويجاً لجهد طويل الأمد بذلته الولايات المتحدة (وإسرائيل) لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وقد بدأ هذا الجهد بوثيقة «الانفصال النظيف Clean Break» بُعيد أحداث 11 سبتمبر 2001. وهذه الوثيقة -التي ذكرها ويسلي كلارك، القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا (يوليو/تموز 1997 مايو 2000)، في مذكراته- تفيد بأنّ الولايات المتحدة (بالتحالف أو التآمر مع إسرائيل) سوف تخوض 7 حروب في غضون 5 سنوات، لتغيير نظم حكم سبع دولٍ أوسطية، وهي: لبنان وسوريا والعراق وإيران وليبيا والصومال والسودان، وكان غزو العراق عام 2003 أول تلك الحروب.
وكان من المفترض، كما يسترجع ساكس، أن يتم شن حربٍ لتغيير النظام في سوريا بعد حرب العراق مباشرةً، ولكن المقاومة العراقية والتورط الأمريكي في احتلال العراق أعاق تنفيذ ذلك، وبعد تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو عسكرياً لإسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011، وبُعيد اندلاع الاحتجاجات السلمية التي سرعان ما تحولت إلى مواجهات مسلحة بين فصائل مسلحة وقوات الأمن والجيش في سوريا، أكّد الرئيس باراك أوباما، في ربيع عام 2011، أن بشّار الأسد يجب أن يرحل، ووقع أوباما على أمر تنفيذي، يسمى عملية «خشب الجميز» (Operation Timber Sycamore)، يتضمن أن تعمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) مع تركيا وآخرين للإطاحة بالنظام السوري.
ورسم ساكس أهم ملامح العملية الأمريكية لتغيير النظام السوري، التي استغرقت 13 عاماً، وتكلفت نحو مليار دولار و100 قتيل أمريكي.
أولاً: تم تصوير المظاهرات الاحتجاجية في سوريا على أنها انتفاضة محلية أو ثورة شعبية، وتم نعت المحتجين بأنّهم «مقاتلون في سبيل الحرية».
ثانياً: تم شن حرب معلوماتية وحملة دعائية لدفع الأمريكيين إلى كراهية الأسد؛ لأنه في كل عملية لتغيير النظام لا بدّ من تصوير الخصم بأنه أسوأ شرير منذ ظهور هتلر أو يجسد هتلر نفسه، وإذا لم يتم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية