أميركا عاصمة العملات المشفرة حول العالم.. هل يفعلها ترامب؟

يعمل مشروع الرئيس السابق دونالد ترامب لجعل الولايات المتحدة «عاصمة الكريبتو» حول العالم على تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى إدماج العملات المشفرة وتقنيات البلوكشين في النظام الاقتصادي الأميركي بشكل كامل، مع تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، فهل ينجح؟ وما متطلبات النجاح؟

يتطلب نجاح هذا المشروع وضع إطار تنظيمي شفاف يدعم استخدام العملات الرقمية، إذ يمكن أن تلعب القوانين واللوائح الواضحة دوراً محورياً في جذب الاستثمارات وحماية الأسواق من الاحتيال وغسل الأموال، مع توفير بيئة مرنة تشجع الابتكار في هذا المجال.

في هذا السياق، قد يكون إطلاق عملة رقمية للبنك المركزي، مثل الدولار الرقمي، خطوة استراتيجية لتعزيز الشفافية والكفاءة في العمليات المالية، إضافة إلى توفير بديل آمن ومنظم للعملات المستقرة الخاصة، مثل USDT وUSDC، التي قد تشكل مخاطر على الاقتصاد إذا لم تخضع للتنظيم المناسب.

كما يمكن أن يكون لتشجيع الشركات العالمية وتحفيزها على الاستثمار في قطاع العملات المشفرة عبر تقديم إعفاءات ضريبية وتحسين البنية التحتية التقنية أثر إيجابي كبير في تعزيز ريادة الولايات المتحدة في هذا القطاع.

وعلى الجانب الاقتصادي، يتضمن المشروع دمج العملات المشفرة بشكل أعمق في المعاملات الحكومية اليومية، بما في ذلك دفع الضرائب والرسوم، إلى جانب تشجيع استخدامها كوسيلة دفع قانونية، ما قد يسهم في نشر ثقافة التعاملات الرقمية بين المواطنين.

وفي الوقت ذاته، يولي المشروع اهتماماً خاصاً للتعليم والبحث عبر دعم الجامعات لتطوير برامج متخصصة في البلوكشين والعملات المشفرة، ما يعزز كفاءة القوى العاملة في هذا المجال.

على الصعيد الدولي، يسعى المشروع إلى تعزيز التعاون مع الدول الأخرى لوضع معايير دولية للتعامل مع العملات المشفرة، مستفيداً من مكانة الولايات المتحدة كمركز مالي عالمي، لكن التحدي الأكبر يكمن في التنافس مع دول أخرى، مثل الصين التي تسعى هي أيضاً لريادة هذا المجال.

ومع تزايد القلق بشأن المخاطر السيبرانية، يأتي تأمين البنية التحتية الرقمية على رأس الأولويات، حيث يتطلب المشروع استثمارات ضخمة في تطوير حلول لحماية المحافظ الرقمية والشبكات المالية.

إذا نجح مشروع ترامب في تجاوز التحديات المتعلقة بالتنظيم، والتقلبات السعرية للعملات المشفرة، والمنافسة الدولية، فقد تتمكن الولايات المتحدة من قيادة الثورة الرقمية الجديدة وتحقيق فوائد اقتصادية هائلة، ما يجعلها الوجهة الأولى عالمياً للاستثمار في العملات المشفرة وتقنيات البلوكشين.

وتشهد سوق العملات المشفرة تذبذباً مستمراً بسبب التأثير المتداخل للعوامل الاقتصادية والسياسية والتنظيمية، وقد كان للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القادم لتولي السلطة الشهر المقبل، دور في تسليط الضوء على هذا القطاع، إذ أصبحت تصريحاته ذات تأثير قوي على توجهات السوق والمستثمرين، خاصة بعد ارتفاع البيتكوين إلى 108300 دولار في 17 ديسمبر 2024.

قطاعات الدفع التجاري تدعم البيتكوين أعلنت «فيرجن فوياجيز» شركة السفن السياحية المتخصصة في تقديم رحلات بحرية للبالغين فقط عن إمكانية قبول البيتكوين كوسيلة للدفع مقابل الاشتراك في برنامج الشركة السنوي الذي أطلقته حديثاً ويدخل حيز التنفيذ بدءاً من عام 2025.

ووفقاً لمنشور مدونة حديث، سيوفر البرنامج السنوي للشركة رحلات بحرية غير محدودة على مدار العام على أساس أسبقية الحضور، مقابل 120 ألف دولار بالإضافة إلى الضرائب المطبقة على كل رحلة بحرية فردية.

وفتحت «فيرجن فوياجيز» الباب لإمكانية الدفع باستخدام عملة البيتكوين، لكنها لم تُشِرْ بعد إلى أي فرصة للتوسع في تقديم خيارات دفع تشمل العملات المستقرة أو العملات المشفرة المنافسة للبيتكوين.

إعلان

وقال مؤسس مجموعة فيرجن غروب، ريتشارد برانسون في تصريحات نقلها موقع «كوين تيليغراف»، «الآن، يمكن للبحارة القفز على متن أيّ من سفننا، عبر مجموعة لا حصر لها من الوجهات المثيرة لمدة عام كامل.. نحن نقدم فرصاً غير محدودة للمغامرة بطريقة لم يتم القيام بها من قبل في الرحلات البحرية».

وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، استكشفت العديد من المنظمات في صناعة السفر معاملات العملات المشفرة، لكن دخول البيتكوين، أكبر العملات المشفرة قيمة سوقية، والأكثر شعبية في العالم في حجم المعاملات، في النظام البيئي لشركة فيرجن يمكن أن يكون بمثابة شعلة لصناعة السفر.

ويتوقع تقرير لمنصة بينانس أن خطوة مجموعة فيرجن لدعم البيتكوين من خلال مشروع خط الرحلات البحرية الخاص بها، ستجذب انتباه حيتان العملات المشفرة، أولئك الذين لديهم ما يكفي من الأصول الرقمية لتحمل نفقات دفعة واحدة في نطاق الستة أرقام.

ورغم أنها لا تقدم أسلوب حياة اليخوت وسيارات لامبورجيني التي تتبناها بعض الشخصيات المؤثرة المشهورة في عالم العملات المشفرة، فإن تذكرة «فيرجن» السنوية تأتي مع إمكانية الوصول إلى كابينة تطل على البحر مع شرفة خاصة وإضافات مثل خدمة غسيل الملابس والوصول إلى الإنترنت بقيمة 100 دولار لكل رحلة.

ويمكن الاشتراك في البرنامج السنوي في بداية شهر يناير أو فبراير أو مارس أو أبريل، ويكون صالحاً لمدة عام كامل بعد ذلك التاريخ، لكن لا يزال يتعين على حاملي التذاكر دفع الضرائب والرسوم مقابل الرحلات البحرية التي يحجزونها.

علامات فاخرة تدعم الدفع بالبيتكوين بعد الارتفاعات القياسية في أسعار العملات المشفرة، بدأت العلامات التجارية وتجار التجزئة للأزياء الراقية، في إتمام عمليات الشراء لمنتجاتهم من خلال الدفع بالعملات الرقمية، في خطوة تهدف لاستقطاب ثروات مستثمري هذه العملات.

وقامت مؤخراً علامات فاخرة مثل «إل في إم إتش»، و«غوتشي»، و«هابلوت»، و«بالنسياغا»، و«تاغ هوير» السويسرية، من إضافة عروض للدفع بالعملات المشفرة.

كما أن في الأسابيع الأخيرة، أعلن متجر برينتمبس الفرنسي الفاخر أنه يتعاون مع أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، باينانس، وشركة التكنولوجيا المالية الفرنسية «ليزي» لقبول العملات المشفرة بما في ذلك البيتكوين والإيثريوم في متاجره في فرنسا، ليصبح أول متجر أوروبي يفعل ذلك.

وقالت شركة «إس. تي. دوبونت»، صانعة الولاعات والأقلام الفاخرة، إنها تهدف إلى قبول مدفوعات العملات المشفرة في متجرين في باريس قبل العطلات.

وبدأت شركة الرحلات البحرية «فيرجن فوياجيز» هذا الشهر في تقديم أول منتج لها يقبل البيتكوين كخيار للدفع، وهو تصريح سنوي بقيمة 120 ألف دولار لمدة تصل إلى عام من الإبحار على متن الرحلات البحرية الخاصة بها.

لماذا تطور العلامات الفاخرة طرق الدفع؟

لطالما سعت العلامات التجارية الفاخرة إلى جذب المتسوقين من مستثمري التكنولوجيا، ففتحت مراكز التسوق في وادي السيليكون وعرض منتجات مثل حقائب هيرميس وساعات أبل. وتسعى هذه الشركات لتكوين ثروة جديدة تنتج عن ارتفاعات البيتكوين الأخيرة، التي تجاوزت 107 الآف دولار، في الوقت الذي تواجه فيه صناعة السلع الفاخرة أكبر ركود لها منذ سنوات وتبحث عن مصادر جديدة للنمو.

قال المحلل الرئيسي للأصول الرقمية لدى إس آند بي غلوبال ريتنغ، أندرو أونيل، إن تقديم مدفوعات العملات المشفرة يمكن أن يكون وسيلة للشركات لتسويق نفسها على أنها مبتكرة بدلاً من «علامة تجارية قديمة خانقة تبيع فقط للجيل القديم».

أكد كبير العملاء والمسؤول الرقمي لشركة «كيرينغ» الفاخرة -المالكة للعلامتين «هابلوت» و«تاغ هوير»- جريجوري بوتي، على تبني التقنيات الجديدة كمفتاح للوصول إلى العملاء الأصغر سناً والآسيويين.

دعم ترامب للعملات المشفرة يزيد الثقة بها

في السابق، كانت تتزايد التحذيرات من أن العملات المشفرة مثل البيتكوين هي أصول عالية المخاطر، ولها استخدامات محدودة في العالم الحقيقي، وكان التقلب الشديد في الأسعار عائقاً آخر أمام الاعتماد الواسع كوسيلة للدفع.

لكن تعهدات الدعم من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يجلب تنظيماً أكثر ودية للعملة المشفرة غذت ارتفاعات قياسية للعملات، وأشار محللو ستاندرد آند بورز إلى أن ابتكار بلوكتشين في الأسواق المالية يمكن أن يزيد من القدرة على التنبؤ بالعملات المشفرة.

دعم ترامب للبيتكوين دعم ترامب للعملات المشفرة أثار جدلاً واسعاً، حيث اعتبره البعض مؤشراً إيجابياً يعزز ثقة المستثمرين في هذا القطاع، وأبرز ترامب أهمية دور الولايات المتحدة في قيادة الابتكار في مجال العملات الرقمية، مشيراً إلى أن هذا المجال يحمل فرصاً اقتصادية كبيرة، بشرط وجود سياسات تنظيمية مرنة تشجّع الاستثمار والتطوير.

على الرغم من هذا الدعم، فإن تأثيره لا يمكن اعتباره ضماناً لارتفاع الأسعار؛ فالأسواق المشفرة تعتمد على عوامل أخرى مثل العرض والطلب، والتطورات التكنولوجية، والوضع الاقتصادي العام، ومع ذلك فإن التصريحات الإيجابية من شخصيات سياسية بارزة مثل ترامب قد تسهم في خلق زخم قصير الأمد ينعكس على الأسعار.

وبحسب يويا هاسيجاوا، المحلل في بورصة العملات المشفرة اليابانية «بيتبانك»، فإن البيتكوين تواجه ثلاثة عوامل تأثير رئيسية في عام 2025، وهي سياسة التشفير لإدارة ترامب، والسياسة النقدية الفيدرالية، وديون الحكومة الأميركية، ومع تراجع البيتكوين إلى 94000 دولار، فإن العوامل الثلاثة الرئيسية المؤثرة في سوق العملات المشفرة لعام 2025 كالتالي:

أولاً، سيهيمن اتجاه سياسة العملات المشفرة لإدارة ترامب على معنويات السوق.

ومن المتوقع أن تؤثر خطة الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين التي اقترحتها والتقدم المحرز في تعيين المرشحين المؤيدين للعملات المشفرة بشكل مباشر على اتجاهات أسعار العملات المشفرة السائدة بما في ذلك بيتكوين وXrp وDogecoin.

ثانياً، ستستمر السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في التأثير على سوق العملات المشفرة.

وأشار هاسيغاوا إلى أن السياسة النقدية التيسيرية كانت دائماً إيجابية لأسعار البيتكوين، في حين أن العكس سيكون له تأثير سلبي.

وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد خفض بالفعل أسعار الفائدة بإجمالي 100 نقطة أساس هذا العام، بسبب خطة ترامب لفرض تعريفات بنسبة 10%- 20% على جميع السلع المستوردة، مع وصول التعريفات الجمركية على السلع الصينية إلى 60%، فإن هذا قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية، ما يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة نسبياً.

ثالثاً، قد تصبح قضية ديون الحكومة الأميركية محوراً جديداً للسوق، وأكد هاسيغاوا أن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة ستزيد من عبء ديون الحكومة.

إذا أثارت المخاوف بشأن استدامة الديون مخاوف السوق، وإذا تم تنفيذ خطة الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين الأميركية بنجاح، فإن سمة الملاذ الآمن للبيتكوين باعتبارها الذهب الرقمي ستحظى بمزيد من الاهتمام، ما قد يدفع تقييمها إلى الارتفاع.

ترامب يحلم بمخزون استراتيجي ضخم من البيتكوين وبين دعم ترامب للعملات المشفرة وانتقاداته للنهج التنظيمي الصارم الذي تبناه رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية السابق، جاري غينسلر، تبرز أهمية السياسات الحكومية في تشكيل مستقبل هذا القطاع.

التصريحات الداعمة قد تخلق زخماً مؤقتاً للأسعار، لكنها ليست كافية لضمان استدامة النمو.. التحدي الرئيسي يكمن في إيجاد توازن بين الحماية التنظيمية وتشجيع الابتكار، بما يضمن ازدهار قطاع العملات المشفرة ويعزز مكانة الولايات المتحدة كقوة رائدة في هذا المجال.

انتقاد ترامب لرئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات السابق انتقادات ترامب لرئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية السابق، جاري غينسلر، جاءت لتُسلّط الضوء على الاختلاف في الرؤى بينهما بشأن كيفية تنظيم العملات المشفرة.

النهج التنظيمي الصارم:

اتهم ترامب غينسلر بتبنّي سياسات تنظيمية صارمة تعوق الابتكار في قطاع العملات المشفرة، وقد أدّت هذه السياسات إلى دفع شركات ومؤسسات إلى التفكير في نقل أعمالها خارج الولايات المتحدة.

تقييد الابتكار:

أشار ترامب إلى أن اللوائح التي وضعها غينسلر أسهمت في تقييد الابتكار، ما أضر بتنافسية السوق الأميركية مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى.

الحاجة إلى التوازن:

أكد ترامب أهمية إيجاد توازن بين حماية المستثمرين وتشجيع الابتكار، مشيراً إلى أن القوانين الحالية غير ملائمة لتطور قطاع العملات المشفرة وتكنولوجياته المرتبطة مثل البلوكشين.

التشكيك في الدوافع:

أشار ترامب إلى أن غينسلر بالغ في استخدام القوانين القائمة دون تقديم حلول مرنة تتناسب مع طبيعة هذا القطاع المتغير بسرعة.

التأثير في السوق تصريحات ترامب ضد غينسلر لم تكن مجرد انتقادات، بل حملت رسالة واضحة لدعم سياسات تنظيمية أكثر انفتاحاً، ما أثار اهتمام المستثمرين ودفع البعض إلى توقع تغييرات إيجابية محتملة في بيئة العمل داخل الولايات المتحدة.

وكشف ترامب النقاب عن خطته لبناء احتياطي استراتيجي من البيتكوين لأول مرة في خطاب ألقاه في شهر يوليو تموز 2024، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستكون نقطة البداية، لكن لا يزال من غير الواضح ما العملية القانونية التي ستعتمدها إدارته لتنفيذ ذلك.

ماذا يعني الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين؟

عادة يكون الاحتياطي الاستراتيجي للدول عبارة عن مخزون من الموارد الحيوية بما في ذلك السلع والمعادن والعملات التي يمكن إطلاقها في أوقات الأزمات أو انقطاع الإمدادات.

أكثر الدول امتلاكاً للبيتكوين

المثال الأكثر شهرة هو احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، وهو أكبر إمدادات العالم من النفط الخام في حالات الطوارئ، كما تمتلك كندا الاحتياطي الاستراتيجي الوحيد في العالم من شراب القيقب، في حين تمتلك الصين احتياطيات استراتيجية من المعادن والحبوب وحتى منتجات لحم الخنزير.

الترخيص الأميركي لصناديق البيتكوين المتداولة (ETFs): دفعة جديدة لعالم العملات الرقمية حققت العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، تقدماً بارزاً في مجال التمويل التقليدي مع موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في 10 يناير 2024 على 11 صندوقاً متداولاً للبيتكوين (ETFs).

هذا القرار التاريخي شكّل لحظة محورية لدعم شرعية العملات الرقمية وتعزيز الثقة بها بين المستثمرين المؤسسيين.

بداية التداول ودعم السيولة بدأت هذه الصناديق التداول في 11 يناير 2024، ما أتاح للمستثمرين الأفراد والمؤسسات الاستثمار في البيتكوين دون الحاجة لامتلاكها مباشرة.. هذه الخطوة زادت السيولة في السوق، حيث شهدت صناديق مثل «بلاك روك» وصناديق أخرى تدفقاً كبيراً للأموال، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على البيتكوين بشكل ملحوظ.

المزيد من الفرص مع خيارات بورصة نيويورك (NYSE)

في أكتوبر 2024، خطت البيتكوين خطوة إضافية نحو السوق المالية التقليدية بعد أن منحت هيئة SEC موافقة معجلة لبورصة نيويورك لإدراج خيارات تداول مرتبطة بثلاثة من صناديق البيتكوين ETFs.

هذه الخطوة أتاحت للمستثمرين المؤسسيين أدوات إضافية لإدارة المخاطر، مثل التحوط وزيادة تعرضهم للسوق، ما أسهم في جذب سيولة إضافية من المؤسسات الكبرى.

البيتكوين والاستجابة السعرية

بعد ترخيص هذه الصناديق، شهدت البيتكوين ارتفاعات ملحوظة في الأسعار نتيجة زيادة الطلب المؤسسي.

ومع ذلك، لم يكن التأثير طويل الأجل مضموناً، إذ تتأثر الأسعار أيضاً بعوامل خارجية مثل التنظيمات الإضافية، وسياسات الفائدة، وتحركات السوق العالمية.

التوقعات المستقبلية مع دخول كبرى المؤسسات الاستثمارية إلى سوق البيتكوين عبر صناديق ETFs، تزايدت الآمال بأن يصبح الأصل الرقمي جزءاً أساسياً من المحافظ الاستثمارية العالمية.

ومع ذلك، تبقى تحركات السوق عرضة للتقلبات بناءً على عوامل العرض والطلب بالإضافة إلى القرارات التنظيمية المستقبلية.

ويرى المحللون أن الخطوات التنظيمية الأخيرة مثل ترخيص صناديق البيتكوين المتداولة في البورصات تضفي مزيداً من الشرعية على العملات الرقمية، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات المؤسسية.

ومع استمرار التطورات في هذا المجال، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستقود هذه السيولة الإضافية إلى مرحلة جديدة من الازدهار للبيتكوين والعملات الرقمية؟

محطات مهمة منذ تأسيس البيتكوين (2008-2009) 2008: نشر ساتوشي ناكاموتو الورقة البيضاء بعنوان Bitcoin: A Peer-to-Peer Electronic Cash System، موضحاً فكرة نظام مالي رقمي لا مركزي.

2009: إطلاق شبكة البيتكوين وبرمجة أول كتلة (Genesis Block) في 3 يناير 2009، مع مكافأة 50 بيتكوين.

أهم المحطات التاريخية للبيتكوين 2010:

أول معاملة تجارية باستخدام بيتكوين، حيث اشترى مبرمج 2 بيتزا مقابل 10,000 بيتكوين.

إنشاء أول بورصة لتداول البيتكوين (Mt. Gox).

2011:

وصل سعر البيتكوين لأول مرة إلى دولار واحد.

بداية ظهور العملات الرقمية البديلة (Altcoins).

2013:

ارتفاع سعر البيتكوين إلى 1,000 دولار للمرة الأولى.

إغلاق سوق «Silk Road» بعد استخدام البيتكوين فيه.

2017:

تسجيل البيتكوين رقماً قياسياً جديداً حيث وصل إلى نحو 20,000 دولار.

بدأ الانتباه الحكومي العالمي إلى العملات الرقمية.

2020:

البيتكوين يعبر حاجز 30,000 دولار مدفوعاً بزيادة تبني المؤسسات الكبرى.

ظهور استخدامات جديدة مثل التمويل اللامركزي (DeFi) والعملات المستقرة (Stablecoins).

2021:

تجاوز البيتكوين حاجز 60,000 دولار.

اعتماد السلفادور البيتكوين كعملة قانونية.

عمليات التنصيف (Halving): التنصيف هو عملية تقليل مكافأة تعدين البيتكوين إلى النصف كل 210,000 كتلة (تقريباً كل 4 سنوات)، ما يقلل المعروض الجديد ويزيد من ندرة البيتكوين.

أهمية التنصيف- يسهم التنصيف في الحفاظ على محدودية البيتكوين عند سقف 21 مليون وحدة.

يدفع التنصيف بأسعار البيتكوين إلى الارتفاع بسبب انخفاض العرض الجديد وارتفاع الطلب.

يعتبر عنصراً أساسياً في اقتصادات البيتكوين، حيث يعزز قيمة العملة ويضمن استدامة النظام على المدى الطويل.

2012 (التنصيف الأول):

خفض المكافأة من 50 بيتكوين إلى 25 بيتكوين.

السعر قبل التنصيف: نحو 12 دولاراً.

السعر بعد عام: نحو 1,000 دولار.

2016 (التنصيف الثاني):

خفض المكافأة من 25 بيتكوين إلى 12.5 بيتكوين.

السعر قبل التنصيف: نحو 650 دولاراً.

السعر بعد عام: نحو 2,500 دولار.

2020 (التنصيف الثالث):

خفض المكافأة من 12.5 بيتكوين إلى 6.25 بيتكوين.

السعر قبل التنصيف: نحو 9,000 دولار.

السعر بعد عام: نحو 64,000 دولار.

التنصيف الرابع (2024): الأخطر على الإطلاق

يُعد تنصيف البيتكوين حدثاً مهماً يصقل قيمة العملة المشفرة، ويعزز مكانتها كسلعة نادرة في الأسواق العالمية.

وشهد أبريل 2024 التنصيف الرابع للبيتكوين، وهي ظاهرة تحدث بعد كل 210 آلاف كتلة يتم إنشاؤها، (أي كل أربع سنوات تقريباً)، لتهبط مكافأة المعدنين (القائمين على تعدين البيتكوين) إلى النصف من 6.25 بيتكوين إلى 3.125 بيتكوين لكل كتلة.

وكان التنصيف الأخير بعد أن وصلت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 73.80 ألف دولار في مارس آذار، واليوم 23 ديسمبر تبلغ 95 ألف دولار فيما قفزت في 17 ديسمبر 2024 إلى 108.300 دولار.

ويعد التنصيف بمثابة تغيير في تقنية سلسلة الكتل الأساسية للبيتكوين والمصممة لتقليل معدل إنشاء عملات البيتكوين الجديدة تدريجياً، حتى يتم وقفه بشكل كامل عند بلوغ مستوى 21 مليون بيتكوين، وبمجرد الوصول لهذا الحد، لن يتم إنتاج المزيد من هذه العملة المشفرة التي حققت مكاسب بالمليارات للمستثمرين حول العالم.

فعند كتابة الأكواد الخاصة بالعملة المشفرة في بداية إطلاقها، حرص المصمم الأصلي للبيتكوين -والمعروف بالاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو- على وضع حد أقصى لعمليات الإصدار الجديدة حتى لا تقع الأسواق فريسة للتضخم.

وحتى الآن، تم إصدار نحو 20 مليون بيتكوين.

وتم تصميم البلوك تشين الخاص بعملة البيتكوين بحيث يحدث التنصيف في كل مرة تتم فيها إضافة 210 آلاف كتلة إلى السلسلة (كل أربع سنوات تقريباً)، وعند التنصيف، يتم تخفيض كمية البيتكوين المتاحة كمكافآت لعمال المناجم إلى النصف، وهذا يجعل التعدين أقل ربحية ويبطئ إنتاج عملات البيتكوين الجديدة.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 15 ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات