من المتوقع أن تنقرض سيارات الأجرة السوداء في لندن بحلول 2040.. هذا هو التحذير الذي أطلقه سائقو سيارات الأجرة في العاصمة، حيث انخفضت أعدادهم بمقدار الثلث في العقد الماضي.. %62 من سائقي سيارات الأجرة تتجاوز أعمارهم 53 عاماً، وتواجه الصناعة الآن خطر التقاعد المبكر. للتفاصيل | #العالم_بلغة_الأعمال

من المتوقع أن تنقرض سيارات الأجرة السوداء في لندن بحلول عام 2040.. هذا هو التحذير الذي أطلقه سائقو سيارات الأجرة في العاصمة، حيث انخفضت أعدادهم بمقدار الثلث في العقد الماضي.

التحول إلى السيارات الكهربائية، ونقص السائقين الجدد، وصولاً إلى القيود المرورية الصارمة، كل هذا يترك أثره السلبي.

بالعودة إلى عامي 2013 و2014، نجد أن عدد سائقي سيارات الأجرة السوداء في لندن بلغ أعلى مستوى على الإطلاق عند 25,538 سائقاً.. وتشير الأرقام الصادرة في نوفمبر تشرين الثاني 2024 إلى أن العدد يبلغ الآن 16,965 سائقاً، بانخفاض 33.6 في المئة.

تظهر إحصائيات هيئة النقل في لندن أن 62 في المئة من سائقي سيارات الأجرة يتجاوز عمرهم 53 عاماً، وتواجه الصناعة الآن خطر التقاعد المبكر، وفقاً لصحيفة تيلغراف البريطانية.

يقول ستيف ماكنمارا، رئيس رابطة سائقي سيارات الأجرة المرخصين «السبب الرئيسي وراء انخفاض الأعداد هو أننا عملنا في هذه المهنة لسنوات عديدة، حتى أصبحنا نُعتبر أمراً مسلماً به».

ويقول إن لندن تتمتع «بأفضل خدمة سيارات أجرة في العالم»، ولكنها تتعرض لمعاملة غير عادلة بسبب وفرة القيود «المضادة للسيارات» التي جعلت التنقل في المدينة «شبه مستحيل».

الأولوية للدراجات

تنتشر الأحياء ذات حركة المرور المنخفضة الآن في مختلف أنحاء لندن، حيث يتم إغلاق المناطق أمام السيارات كوسيلة لإعطاء الأولوية لركوب الدراجات والمشي، وتتم مراقبة هذه الأحياء من خلال إغلاق الشوارع بالنباتات أو الأعمدة، أو باستخدام الكاميرات، ويواجه السائقون غرامات في حالة القيادة على هذه الأعمدة.

وأعرب العديد من سائقي التاكسي عن قلقهم بشأن التأثير الذي قد يخلفه ذلك على الركاب المحتملين.

ويقولون، على سبيل المثال، إن الرحلة التقليدية من شارع ليفربول إلى جسر لندن يجب أن تكلف نحو 9 أو 10 جنيهات إسترلينية لأنه طريق مستقيم، ولكن لأنهم غيروا شارع بيشوبسجيت بحيث لم يعد يُسمح لهم بالوصول إلى هناك، فأصبحت الرحلة الأكثر تعقيداً على الإطلاق، وتبلغ تكلفتها الآن نحو 15 جنيهاً إسترلينياً، مع إضاعة المزيد من الوقت.

ارتفاع الأسعار

تتمتع سيارات الأجرة السوداء بأسعار ثابتة تحددها هيئة النقل في لندن، وقد تزيد هذه الأسعار بنسبة 7.5 في المئة بدءاً من العام المقبل، ما يرفع السعر الذي يدفعه الركاب، وقد أجرت هيئة النقل مشاورات في الخريف وستتخذ قراراً بشأن التغييرات المحتملة في الأسعار في الأسابيع المقبلة.

ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار في أبريل نيسان المقبل، لتضاف إلى زيادة بنسبة 7.6 في المئة في عام 2023، وارتفاع بنسبة 8.9 في المئة هذا العام.

تقول هيئة النقل في لندن إن الأجرة النموذجية لرحلة لمسافة ميلين في النهار تتراوح بين 11.60 و18.40 جنيه إسترليني.. ويمكن أن تصل تكلفة الرحلة نفسها بعد الساعة 10 مساءً إلى 19.60 جنيه إسترليني.

ورغم هذه الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، فإن الطلب على سيارات الأجرة السوداء لم يتضاءل.

ويواصل سائقو سيارات الأجرة أيضاً معركتهم ضد الوجود المتزايد لسيارات الأجرة الخاصة.

وقال ماكنمارا إن سائقي سيارات الأجرة «عانوا من ضربة كبيرة» عندما ظهرت أوبر على الساحة في عام 2012، حيث تمكنت الأجرة المنخفضة التكلفة من التغلب على سائقي سيارات الأجرة القدامى.

لقد استمرت أعدادهم في التزايد حتى أصبح عدد مركبات الأجرة الشخصية في شوارع لندن ستة أضعاف عدد سيارات الأجرة السوداء.

التقاعد على مضض

إذا استأجر السائق سيارة أجرة، فمن المحتمل أن يدفع نحو 350 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع، أما إذا اشترى سيارة أجرة كاملة، فإن التكلفة تبلغ نحو 80 ألف جنيه إسترليني.

ستٌ من كل عشر سيارات أجرة سوداء اللون في لندن أصبحت الآن خالية من الانبعاثات، وبمجرد شرائها تصبح تكاليف تشغيلها أرخص من الديزل، وقد حققت نجاحاً كبيراً.

ولكن بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة بدوام جزئي، فإن دفع مبلغ ضخم كنفقات أولية -أو دفع رسوم إيجار أعلى- ليس له مغزى مالي كبير.

وكجزء من سياسات هيئة النقل الخضراء، لم يعد يُسمح لسيارات الأجرة التي تعمل بالديزل بالبقاء على الطريق بعد تجاوز عمرها 12 عاماً.

يقول أحد سائقي سيارات الأجرة المخضرمين خارج محطة فيكتوريا «لدي سيارة أجرة قديمة لا تعاني من أي مشكلات على الإطلاق ولكن سيتعين علي التخلص منها لأن عمرها سيكون أكثر من 12 عاماً، ما يعني أنه لا يمكنني تشغيلها».

«أنا في الستينيات من عمري، لذا لا أخطط لإنفاق 80 ألف جنيه إسترليني على سيارة كهربائية.. ليس لدي مشكلة في ذلك، لكنني لن أفعل ذلك»، يقول إن خياره الوحيد هو التقاعد على مضض.

في السابق، كان سائق التاكسي الذي يتخلى عن محرك الديزل الخاص به يمكنه الحصول على ما يصل إلى 10 آلاف جنيه إسترليني كجزء من مخطط إلغاء ترخيص سيارات الأجرة التابع لهيئة النقل في لندن، ولكن لم يعد يتم تقديم دفعة الدعم.

شُح انضمام سائقين جدد

المعرفة هي الاختبار الذي يجب على جميع سائقي سيارات الأجرة اجتيازه لإثبات فهمهم الحقيقي لشبكة الطرق في لندن يتضمن الاختبار حفظ نحو 25 ألف شارع وآلاف المعالم ضمن دائرة نصف قطرها ستة أميال من تشارينغ كروس.

انخفض عدد المتقدمين لخوض الاختبار، الذي تبلغ نسبة النجاح فيه 50 في المئة، بشكل كبير خلال الجائحة.

ووصل عدد المتقدمين إلى أدنى مستوى له عند 174 في عام 2021، لكن الأرقام تعافت منذ ذلك الحين، إذ تقدم 579 متقدماً العام الماضي.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 16 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات