أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، في لقاء مع برنامج "قصارى القول" على شاشة RT، أن العلاقات الأردنية السورية تاريخية مبنية على الاحترام المتبادل بين الشعبين. وفي بداية حلقة "قصارى القول"، وفي قراءة للمواقف الأردنية من السلطات الجديدة في دمشق والتوقعات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد الزميل سلام مسافر أن القضية الأكثر حيوية هي الوضع في سوريا، بلا شك.
وطرح سؤالا على رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، حول تقييم زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى سوريا، تحديدا إلى دمشق، والتي وصفت بأنها مهمة ومبادرة ذات مغزى عميق.
وأكد فيصل الفايز أن العلاقات مع سوريا، علاقات تاريخية مبنية على الاحترام المتبادل بين الشعبين الأردني والسوري، بغض النظر عن الأنظمة القائمة، كما تعود العلاقات إلى عام 1921، في بداية إنشاء إمارة المملكة الأردنية". مشيرا إلى أن "هذه العلاقات تاريخية ومتميزة دائما، فلقد كانت لدينا علاقات حتى اقتصادية وتجارية منذ بداية القرن الماضي مع إخواننا السوريين".
وأوضح أن "زيارة وزير الخارجية إلى سوريا جاءت لبحث العلاقات الثنائية أولا، وإرسال رسائل".
وهنا الحوار كاملا مع رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، قراءة للمواقف الأردنية من السلطات الجديدة في دمشق والتوقعات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
* بالأمس كانت هناك زيارة وُصِفَت بأنها مهمة ومبادرة ذات مغزى عميق. زيارة وزير الخارجية الأردني إلى سوريا، تحديداً إلى دمشق. أولاً، كيف تُقيِّمون هذه الزيارة؟ حيث يرى البعض أنها ربما جاءت متأخرة بعض الشيء؟..
** هذه مهمة في غاية الأهمية، نابعة من المؤتمر الدولي الذي انعقد في العقبة. كان هذا المؤتمر يمثل الإقليم والعالم معا، لذا فإن هذه الوسائل يجب أن تصل إلى الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع. وهذه القرارات التي تم اتخاذها. ينبغي أن نركز على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعدم تقسيم سوريا، وأن يكون هناك نظام ديمقراطي، وأن تُجرى انتخابات في سوريا ويتم وضع دستور جديد، كما يجب أن يكون هذا النظام ممثلا لكل الأطياف السياسية في سوريا، ونحن نعلم جميعا أن المجتمع السوري هو مجتمع فيسفائي يتضمن العديد من الطوائف. هناك مسلمون ومسيحيون، فهذه الرسائل التي وصلت إلى الحكومة السورية الجديدة. وأعتقد أنها كانت زيارة مهمة جدا. أما فيما يتعلق بسبب تأخر الزيارة، فإن سياسة الخارجية بقيادة الملك هي سياسة مبنية على التوازن، وهي سياسة تقوم على التشاور، بمعنى أنه يجب أن نتشاور مع إخواننا في دول الخليج وفي مصر والعراق لتوحيد المواقف، لأنه يجب أن نصغي لإيصال الرسائل. ينبغي أن تكون هذه الرسائل بإجماع عربي. وهذا يعني أن الزيارة لم تتأخر، ولكن بعد التنسيق مع إخواننا وأشقائنا في الدول العربية، وصلت الرسائل.
* لقد تحدثتم عن مؤتمر العقبة، وهناك مخرجات لهذا المؤتمر من ضمنها التأكيد على تنفيذ القرار 2254، حيث إن هناك عددا كبيرا من السوريين.. ورغم أنه لم يظهر هذا الأمر على لسان المسؤولين، إلا أن الإدارة الجديدة تقول إن هذا القرار قد عفى عليه الزمن وأن هناك متغيرات، هل تعتقدون أن المخرجات المتعلقة بالعقبة لا تزال قابلة للتنفيذ؟.
** بالطبع، الفرق الوحيد هو أن النظام لم يعد قائما، نعم لأنه كان الحل الأول. يجب أن يأتي الحل من النظام ويكون هناك تعاون، مثلما دعا أردوغان قبل حوالي سنة عندما دعا بشار الأسد إلى الاجتماع لإيجاد حل للأزمة السورية، لكن النظام لم يلتزم ولم يستجب لذلك. فالنتيجة هي أنه لا يزال القرار ساري المفعول، لأنه يجب أن يكون هناك في سوريا الآن مرحلة من نوع واحد، وللأسف الحكومة تهيمن على الوضع. هو يقول إن هذه مرحلة انتقالية، يعني بعد ثلاثة أشهر سيكون هناك مؤتمر وطني يتمخض عنه أو يفضي إلى ما هو غير معروف حتى الآن، سواء كانت هناك انتخابات لمجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب السوري، أم سيكون هناك دستور جديد يُعتمد قبل ذلك؟.
* يعني أنتم شخصيا، بحكم خبرتكم الطويلة، أعتقد أنه يجب أن تجرى انتخابات لأن مجلس النواب هو الذي يقر الدستور. فكيف يمكن أن تُقرّ الدستور إلا بعد المؤتمر الوطني؟ يجب أن يكون هناك استفتاء على الدستور، ومن ثم انتخابات تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، بحيث يتم تمثيل جميع أطياف المجتمع السوري. ويصل إلى مجلس النواب ممثلون عن كل أطياف الشعب السوري، من مسيحيين ومسلمين. وكل الطوائف العليا والسنة وكل أطياف المجتمع السوري.
** بناء على النسبة السكانية، بلا شك، ليس بسبب وجود طوائف، بل لأن البعض يتخوف من تكرار التجربة الفاشلة في العراق. حيث يتم اختيار القيادات والوزراء على أساس المحاصصة الطائفية. خاصة وأن الأمة السورية هي أمة واحدة، بغض النظر عمن هو الفرد أو من هما الوالدان، وما هو المذهب وما هو الدين. يا سيدي، إن شاء الله يكون أي مجلس نواب قادم ممثلاً لكل أطياف المجتمع. بالنسبة للمجتمع السوري، هل سيكون لدينا نظام رئاسي أم نظام برلماني؟ كل ذلك يعتمد على قرار الشعب السوري. ولكن أعتقد، وهذا رأيي الشخصي، أن النظام الرئاسي هو الأفضل وأن يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب السوري. يعني، حتى لو تم انتخاب رئيس من طائفة معينة، سواء كان سنيا أو علويا أو من أي طائفة أخرى، المهم أن يكون المنتخب من قبل الشعب. لذلك، أرى أن النظام الرئاسي هو الأنسب لسوريا، وهذا هو رأيي الشخصي بلا شك.
* ذكرتم أن أردوغان، وبالمناسبة، روسيا أيضا قد حثت.. بشار الأسد يجب أن يلتقي بأردوغان ويعمل على تطبيع العلاقات مع تركيا، وأن يبدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأيضا ربما تعلمون جيدا أن روسيا منذ البداية وقفت إلى جانب ضرورة إجراء إصلاحات في النظام السياسي. هناك زيارة كانت قد تمت قبل سقوط النظام للوزير الصفدي إلى دمشق. هل كانت أيضا في إطار تقديم النصائح لبشار؟ بالطبع، تم حث بشار الأسد على الالتقاء بأردوغان. ولكن للأسف لم يصغ إلى ذلك، وهذه النتيجة تعكس المخاوف والقلق لدى الأردن من أن الأمور تسير بشكل مختلف؟.
** سوريا جارة لنا، وما يجري فيها سيؤثر حتما على الأردن، لا سمح الله، فإذا سادت الفوضى في سوريا، سيكون لذلك تأثير على الأردن. أما إذا ساد الأمن والاستقرار، فسوف ينعكس ذلك إيجابياً على الأردن.. أعتقد أن سوريا تمثل بالنسبة لنا وضعا خاصا، فهناك بعض الدول البعيدة عن سوريا، بينما جيرانها مثل العراق والأردن سيتأثرون بشكل مباشر. ومن الممكن أن يؤثر الوضع في سوريا على دول أخرى بشكل غير مباشر. لا سمح الله، إذا انتشرت الفوضى في سوريا، سيكون هناك تأثير كبير ليس فقط على جيران سوريا، وإنما على كل المنطقة.
* الآن، تغير النظام وهناك معادلات جيوسياسية جديدة. ما رأيكم في التداعيات الناجمة عن هذا التغيير على المنطقة وعلى الأمن القومي للأردن؟.. ونحن نعلم معضلة المخدرات. ليست بداية العتيا كما يُقال، يجب أن نعود إلى 27، أولا، نعم، ماذا كانت النتيجة؟
** "النتيجة، للأسف، هي تدمير قطاع غزة، حيث سقط 45 ألف شهيد. ويفوق عدد الجرحى المئة ألف، هذا بالإضافة إلى الذين لا يزالون تحت الأنقاض. لقد دُمّر اقتصاد غزة بالكامل. الآن، الوضع في غزة مأساوي، وهذا صحيح. بالطبع، القدرة العسكرية والحماسة الحالية ليست كما كانت في السابق. يعني، هناك مقاومة، ونحن ندعم المقاومة ضد أي احتلال إسرائيلي. لكن الآن، وصلت المقاومة إلى مرحلة لا تشبه المرحلة السابقة، وإذا نظرنا إلى الأمور.. حزب الله، عندما دخل في الحرب مع إسرائيل، أدى إلى احتلال جزء من الجنوب اللبناني، مما تسبب في دمار كبير في تلك المنطقة. ويُعزا ذلك إلى نفوذ حزب الله. كما أن خط الإمداد الرئيسي للأسلحة إلى حزب الله كان يمر عبر سوريا. والآن، تأثير الهيمنة الإيرانية على المنطقة قد تراجع. وللأسف، فإن الهيمنة الحالية هي لإسرائيل". يعني هم يحتلون غزة ويحتلون جزءا من جنوب لبنان، حتى الآن لم يتم استكمال احتلال جنوب لبنان، صحيح؟.. والآن يحتلون أراضي في سوريا. بعلبك وما تبقى من هضبة الجولان، سيصلون إلى منابع الأنهار في سوريا. هذا تطور خطير، يعني ما هي النتيجة؟ هذه هي النتيجة، للأسف.
* الآن، ما رأيكم في قضية المخدرات؟ هل انتهت أم أنه من الممكن أن تستمر بعض الأمور؟..
** هذه شبكة خطيرة من المهربين، لا أستطيع أن أقول إنها انتهت. ولكن بالطبع كانت مدعومة قبل الدولة السورية. النظام السوري هو أكبر منتج على مستوى العالم لحبوب الكبتاجون. سوريا تنتج 80% من الإنتاج العالمي؟ نعم، 80% من الإنتاج العالمي. كانت هذه الشبكة تُدرّ عائدات على الدولة أو على الميليشيات الموجودة، أو على بعض الأشخاص في الدولة السورية. 6 إلى 7 مليارات دولار في السنة. أعتقد أنه إذا سيطرت الحكومة الجديدة على كافة الأراضي السورية، ستنتهي المشكلة. ولكن حتى لو لم تنته، فإن التأثير سيكون أقل بكثير مما كان عليه قبل سقوط النظام.
* في قراءاتكم للتطورات وزيارة الوزير وعلاقاتكم المعروفة مع سوريا، هل تعتقدون أن هذا النظام سيحصل على اعتراف إقليمي قريبا؟
** انظر، الآن كل الدول الغربية أرسلت ممثلين عنها وتواصلوا مع أحمد الشرع. كما أن الدول العربية بدأت أيضًا بإرسال وفود، ولكن المهم هو الأفعال وليس الأقوال.. الحكومة الحالية تتسم بلون واحد. هو يقول إنه ستكون هناك حكومة انتقالية، نعم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم سيكون هناك كما ذكرت قبل قليل مؤتمر وطني. يُفضي ذلك إما إلى انتخابات أو إلى دستور جديد، إن شاء الله. تكون الأفعال. أقوى من الأقوال. لقد واجه الأردن، على مدى هذه السنوات منذ أن اندلعت الانتفاضة في سوريا في عام 2011، وما تلا ذلك من أحداث يمكن وصفها بأنها كانت حروبا أهلية في الحقيقة. فقد وصل أعداد غفيرة من النازحين إلى المملكة، وعانت المملكة من هذا العدد الهائل. كيف سيتم حل قضية النازحين؟ لقد التقينا ببعض النازحين وكنا نسألهم: هل ستعودون؟.
* ليس الجميع مستعدا للعودة من الذين التقينا بهم، باعتبار أن الأوضاع غير مستقرة.
** إن العودة يجب أن تكون طبيعية، حتى الدولة الأوروبية تعي أن العودة يجب أن تكون طبيعية وليست إجبارية. ونحن لا نجبر أحدا على العودة. هناك الآن بضع آلاف قد عادوا إلى سوريا، لكنني سألت بالأمس سيدة سورية تعمل في الأردن وزوجها يعمل أيضا، وقد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم