أبرزها زراعة كلية خنزير للإنسان وتحليل دم يشخّص «ألزهايمر»... أهم الإنجازات التي شهدها مجال الطب في عام 2024

في نهاية كل عام نستعرض أهم الأحداث الطبية التي أثّرت بالإيجاب في المنظومة الصحية في العالم كله سواء باكتشاف طرق جديدة للعلاج والتشخيص أو الوقاية من الأمراض، خصوصاً مع التقدم التكنولوجي الكبير والمتسارع. كما نتعرف أيضاً على أهم التوصيات الطبية الجديدة المبنيّة على حقائق علمية للحفاظ على الصحة العامة، وكذلك نُلقي الضوء على الأبحاث المهمة التي تمهد لعلاج كثير من الأمراض وتساعد الملايين من المرضى. وإليكم نظرة على أهم تلك الأحداث.

صمامات قلب وكُلى مطوَّرة

صمامات للقلب تستمر في النمو: في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية «Journal of the American Medical Association» دراسة عن أول عملية من نوعها يمكن اعتبارها بمثابة زرع قلب بشكل جزئي لطفل صغير ولد بعيوب خلقية في القلب. وعلى الرغم من أن العملية أُجريت في ربيع عام 2022 فإن الأطباء انتظروا فترة كافية لنشر الدراسة حتى يمكن الحكم على نجاح الجراحة.

وقال الباحثون إن الصمامات والشرايين الجديدة التي زُرعت تستمر في النمو مع الطفل وبذلك لا يحتاج في المستقبل إلى تغييرها مرة أخرى. والمعروف أن الصمامات البديلة العادية لا تنمو أو تصلح نفسها ولذلك مع نمو الطفل فإنه يحتاج عادةً إلى إجراء جراحة مرة أخرى.

كما وجدت الدراسة أن الإجراء يتطلب نحو رُبع كمية الأدوية المثبطة للمناعة مقارنةً بزراعة القلب الكاملة مما يُنقذ المرضى من الآثار الجانبية الضارة التي تتفاقم بمرور الزمن. وأوضحوا أن الابتكار مهَّد الطريق لما يمكن تسميتها زراعة قلب الدومينو domino heart transplant حيث يكون القلب الواحد قادراً على إنقاذ حياتين. وفي أثناء عملية زرع قلب الدومينو يتلقى المريض الذي لديه صمامات سليمة ولكنه بحاجة إلى عضلة قلب أقوى عملية زرع قلب كاملة ثم يجري التبرع بصماماته السليمة لمريض آخر محتاج.

زراعة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً في إنسان: شهد شهر مارس (آذار) من هذا العام قيام العلماء بإجراء طبي هو الأول من نوعه، إذ زرع أطباء من كُلية الطب بجامعة هارفارد في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً «genetically edited pig kidney» في رجل يبلغ من العمر 62 عاماً يعاني من تلف الكُلية بسبب مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، وهما السببان الأكثر شيوعاً لمرض الكُلى المزمن والفشل الكُلوي.

وكان المريض قد أجرى سابقاً عملية زرع كُلية بشرية بالفعل لكنها أُصيبت بالفشل الكامل بعد خمس سنوات فقط مما أعاده إلى إجراء غسيل كُلى مرة أخرى، وتطلب زيارات منتظمة للمستشفى للتعامل مع مضاعفات غسيل الكُلى. ولكن هذا العام جرى إجراء عملية الزرع من الخنزير والتي استغرقت أربع ساعات. وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على قابلية العضو المزروع حديثاً للصمود لفترة طويلة من دون أن يرفضه الجسم أو يُسبِّب مضاعفات للمريض، فإن مجرد نجاح العملية وعدم رفض الجسم للكُلية (حتى الآن) يُعد إنجازاً علمياً كبيراً بفضل التقدم التقني في مجال الهندسة الوراثية. وهذه العملية تمنح أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من الفشل الكُلوي في مراحله النهائية ويحتاجون إلى زراعة الكُلى.

تحليل دم لرصد ألزهايمر

تحليل للدم يُشخص مرض ألزهايمر: في هذا العام طوّر علماء من السويد والولايات المتحدة اختباراً للدم يشخِّص مرض ألزهايمر بدقة تصل إلى 90 في المائة. ومن المتوقع أن يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مطلع العام المقبل. وقال العلماء إن اختبار الدم يمكن أن يكون بنفس كفاءة فحص السائل النخاعي cerebrospinal fluid test (الطريقة الحالية حاصلة على موافقة الإدارة بالفعل لتشخيص المرض) من دون الحاجة إلى التعرض لعملية البذل النخاعي.

ومن المتوقع أن يكون هذا التحليل وسيلة التشخيص الأساسية في المستقبل خصوصاً أنه أقل تكلفة من الأشعة المقطعية على المخ وأسهل من البذل النخاعي. وأوضح الباحثون أن التحليل الجديد يسهم في تحديد الأشخاص في المراحل المبكرة من المرض باستخدام تقنية شديدة الحساسية لقياس مستويات بروتينات ألزهايمر في الدم، وبذلك يمكن الحد من تدهور الحالة قدر الإمكان.

وتشير النتائج الأولية إلى قدرة التحليل على رصد المرض حتى عند هؤلاء الذين يعانون من أعراض خفيفة. وأضاف الباحثون أن الاختبار قادر على رصد البروتينات الخاصة بالمرض قبل بداية ظهور الأعراض. وفي الوقت الحالي أصبح تحديد الأشخاص المصابين بالمرض مهماً جداً لأن الأدوية المتاحة قادرة على إبطاء تقدم المرض، وهناك أدوية واعدة أخرى في طور الإعداد.

لقاحان في تطعيم واحد

لقاح لـ«كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة: أوضحت شركة «مودرنا» الأميركية أن تجارب المرحلة الثالثة من اللقاح المركَّب «combo RNA vaccine» الجديد الذي يمكنه الحماية من «كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة كانت مبشِّرة للغاية. وقد يصبح اللقاح متاحاً في وقت مبكر من العام المقبل، إذ أظهر اللقاح استجابةً مناعيةً أفضل من اللقاحات الفردية لكل مرض في أثناء التجارب التي استهدفت كبار السن بشكل أساسي.

وكانت النتائج من 8000 متطوع جيدة جداً، وهؤلاء المتطوعون جميعهم كانوا فوق سن الخمسين ونصفهم فوق سن 64. وقالت الشركة إنها ركزت على كبار السن في المراحل الأولى من طرح اللقاح لأنهم الأقل مناعة والأكثر احتياجاً. ومن المرجح أن يستمر تقديم لقاحات الكوفيد لهم باستمرار كنوع من الوقاية، لكنها تخطط في النهاية لتقديم اللقاح الجديد للشباب أيضاً.

وقال العلماء إن توفير الحماية من مرضين معاً بوخزة حقنة واحدة يُشجع الفئات الأكثر عرضة للإصابة على تناول اللقاح وإنتاج الأجسام المضادة الواقية من الفيروسات، خصوصاً أن النتائج تشير إلى أنه يفعل ذلك بنفس فاعلية لقاحات الإنفلونزا وكوفيد المنفصلة وربما يكون ذلك لأنه صُمِّم لمحاربة الفيروسات التنفسية الأكثر حداثة المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي تغيِّر باستمرار من تركيبتها الجينية.

علاج وقائي لحساسية الطعام

علاج وقائي لحساسية الطعام: على الرغم من أن حساسية الطعام تبدو عَرَضاً بسيطاً نسبياً مقارنةً بالأمراض الخطيرة، فإنّه خلافاً للتصور العام يمكن أن تؤدي حساسية الطعام إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة في بعض الأحيان إذا لم يجرِ إسعاف المريض على الفور، وذلك بسبب حدوث صدمة (anaphylactic shock) للجسم خصوصاً في الأطفال الصغار، وهم الفئة الأكثر معاناة من حساسية الطعام.

وتظهر الحساسية عندما يتعامل الجسم مع طعام معين كما لو كان عدوى شديدة الخطورة تستلزم إطلاق تفاعل مناعي قوي لحماية الجسم. وعلى وجه التقريب هناك شخص من كل عشرة يعاني من حساسية الطعام، والعلاج الحالي سواء للحالات البسيطة أو المهدّدة للحياة يكون بعد التعرض للطعام المسبِّب للحساسية ولكن لا يوجد علاج وقائي، بل إن هناك طرقاً للعلاج المناعي عن طريق الفم لتدريب الجهاز المناعي عن طريق زيادة جرعات الأطعمة المسببة للحساسية (allergen) تدريجياً، لكنَّ هذا يستغرق شهوراً طويلة.

وفي هذا العام وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأميركية على عقار «أوماليزوماب omalizumab» للحماية من حساسية الطعام عن طريق الحقن كل أسبوعين. وكان الدواء يُستخدم لعلاج حالات الربو الشعبي الشديدة، وتَبيَّن أنه فعَّال في علاج حساسية الطعام أيضاً. ويمكن استخدامه في الأطفال بدايةً من عمر سنة.

جائزة نوبل للطب: مُنحت جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء هذا العام للعالمين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري روفكون، لعملهما على اكتشاف جزيء الحمض النووي (microRNA) في الخلية وأسهم بحثهما في معرفة الكيفية التي تعمل بها الشفرة الجينية وتؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الخلايا داخل جسم الإنسان، وهو ما يمكن اعتباره انتصاراً علمياً كبيراً، وذلك من خلال التحكم في نوعية البروتينات التي تصنعها كل خلية.

وحتى يمكن فهم أهمية هذا الاكتشاف، قال الباحثان إن الشفرات الجينية التي تتكون من البروتين مرتَّبَة بتسلسل معين وتحمل معلومات مخزَّنة داخل الكروموسومات تشبه نظام تشغيل أو (الكتالوغ لكل الخلايا في الجسم «instruction manual» وكل خلية في الجسم تحتوي على نفس الكروموسومات ونفس الجينات ونفس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 20 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة