شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان... ماذا بعد ال60 يوما؟

مرت 30 يوماً على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وتبقت 30 أخرى على انقضاء المهلة المحددة لتنفيذ بنود الاتفاق وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية وتراجع "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني. لكن حتى اللحظة لا شيء يوحي بأنه بعد شهر من الآن ستفي إسرائيل بالتزاماتها بالانسحاب، فخروقها المستمرة للاتفاق والإحراج الذي تسببه لـ"حزب الله" الممتنع حتى الساعة عن الرد قد تعيد البلدين إلى دوامة العنف والتصعيد أو تحيي أقله سيناريو "المقاومة" في القرى الحدودية لتحريرها من الاحتلال.

على مدى الشهر الماضي لم تنكفئ إسرائيل عن متابعة عملياتها العسكرية في القرى الحدودية جنوب لبنان كطيرحرفا وكفركلا ويارون والوزاني ومارون الراس وغيرها عشرات البلدات، إذ نفذت تفجيرات ضخمة لنسف المنازل وعمليات تمشيط بالنيران وجرفت الطرقات وأقامت السواتر الترابية. وفيما أعلنت مرات عدة استهداف عناصر لـ"حزب الله"، لم يسلم المدنيون من عملياتها، إذ خطف جنودها عدداً من المواطنين في الجنوب قبل أن يعاد تسليم معظمهم لقوات "يونيفيل" والجيش اللبناني، عدا عن منع أهالي عشرات القرى من العودة إليها بحجة استمرار العمليات فيها.

أكثر من ذلك توغلت القوات الإسرائيلية في أراض لم تدخلها طوال فترة الاشتباكات العسكرية، على غرار دخولها أمس الخميس إلى القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير، مما استدعى ردوداً منددة في لبنان وضغوطاً على اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، مما أسفر أخيراً عن انسحاب القوات الإسرائيلية مساءً من هذه المناطق ودخول الجيش اللبناني إليها.

ولم تكتف إسرائيل بتحركاتها العسكرية في الجنوب، بل نفذت عدداً من الضربات شمال الليطاني شملت استهداف "مخازن لـ حزب الله " في بلدتي البيسارية قرب صيدا وطاريا في البقاع، وآخرها اليوم الجمعة ضربات على مواقع في جرود قوسيا بالبقاع، استهدفت حسب الجيش الإسرائيلي "بنى تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية التي استخدمت لنقل وسائل قتالية عبر سوريا إلى حزب الله ".

وعلى رغم دعوات لبنان وقوات "يونيفيل" الأممية للتسريع بالانسحاب من الجنوب، تتذرع إسرائيل بتفكيك البنى التحتية لـ"حزب الله" التي تشكل خطراً عليها، وقد أعلنت مصادرة آلاف القطع العسكرية للحزب خلال عملياتها في القرى الحدودية زاعمة أنها وجدت "في المناطق المدنية داخل البيوت ومحاذاتها وتحتها"، ومؤكدة أنها ستمنع "حزب الله" من إعادة تسليح نفسه وبناء قدراته.

كل ذلك يضع اتفاق وقف إطلاق النار على المحك وسط تساؤلات عدة: ما مصير الاتفاق بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً؟ هل تلتزم إسرائيل الانسحاب أم نعود إلى الحرب؟ وما الهدف الإسرائيلي من استمرار العمليات ولمَ يمتنع "حزب الله" حتى الآن عن الرد؟

الجيش اللبناني يقوم بدوره

تزامناً مع الخروق الإسرائيلية والانسحاب البطيء من الجنوب خرجت تسريبات في وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في القرى اللبنانية الحدودية، في حال لم يتمكن الجيش اللبناني من بسط سيطرته الكاملة على الجنوب خلال المهلة المحددة، وفق ما جاء في صحيفة "هآرتس". وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ينشئ بنية تحتية عسكرية في عدد من المواقع على طول المنطقة الحدودية، بعضها يقع خلف السياج الحدودي داخل الأراضي اللبنانية في نقاط يعدها "حساسة".

في المقابل، لم يرد "حزب الله" حتى اللحظة على الخروق الإسرائيلية، بل اكتفى نوابه ووزراؤه بتحميل الحكومة اللبنانية والجيش مسؤولية التعاطي مع هذه الانتهاكات التي يتخذونها مبرراً لبقاء سلاح الحزب واستمرار "المقاومة"، وفق ما جاء على لسان وزير العمل مصطفى بيرم الذي علق على التوغل الإسرائيلي في وادي الحجير أمس قائلاً على "إكس"، "عبرة تاريخية... واستنتاج حتمي بأن الخيار والحل الوحيد... فقط وفقط المقاومة وفشل ذريع لكل الحلول الأخرى".

وسط هذه التطورات يجد الجيش اللبناني نفسه أمام تحديات كبيرة للإمساك بالأمن في الجنوب وبسط سيطرته عليه بوجه الانتهاكات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، تقول مصادر مقربة من قيادة الجيش اللبناني إنه منذ اليوم الأول لدخول الاتفاق حيز التنفيذ بدأت قواته باستعادة المراكز والتموضع في القرى التي لا توجد فيها قوات إسرائيلية، وعملت على فتح الطرقات وإزالة الركام والردم وضبط أي سلاح غير شرعي يعثر عليه. وتضيف المصادر أن الجيش اللبناني لا يعلن عن كل ما يقوم به عمداً حتى لا يثير أي حساسية، مؤكدة أنه يقوم بعمله كما يجب من دون أي عائق أو رفض.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 9 دقائق
منذ 8 ساعات
منذ 24 دقيقة
منذ 41 دقيقة
منذ 56 دقيقة
منذ 24 دقيقة
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
بي بي سي عربي منذ 18 ساعة