صورة شخصية وحيدة أطلّ خلالها بلحية لم تكن صادمة للسوريين بقدر كافٍ كما حصل منذ نشر صور أعضاء "حكومة الإنقاذ" التي تدير البلاد بعد سقوط نظام الأسد قبل أسبوعين، إذ أظهرت معظمهم بلحى، لكن المفارقة كانت أنها المرة الأولى التي تتولى فيها شخصية ملتحية، هو أنس الخطاب، رئاسة الاستخبارات العامة، إذ إن اللحية في زمن النظام السابق، ناهيك إطلاقها وحلق الشارب، تهمةً تستحق الاستجواب والتوقيف في أقبية أجهزة الأمن وفق مبدأ "الملتحي متهم حتى تثبت براءته".
وبات أنس الخطاب يرأس الهرم الأمني في سوريا اليوم. وعلماً أنه الرجل الخفي، والذراع الأمنية للقائد العام لغرفة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، لا يوجد تسجيل مصور أو صور تجمعه مع الشرع. ويُعد الخطاب شخصية استخباراتية تمكنت من تشكيل جهاز الأمن العام الذي كان له الدور في إعادة استتباب الأمن بعد الفوضى والفلتان الأمني الذي أعقب فرار رئيس النظام السابق بشار الأسد وسفره إلى موسكو.
قدرات استخباراتية
وكان "أبو أحمد حدود"، وهو اللقب الذي يحمله أنس الخطاب المولود في عام 1987 والمتحدر من مدينة جيرود في القلمون بريف دمشق، شغل مناصب رفيعة بتنظيم "جبهة النصرة" منذ نشأته، إذ عُرف عنه أنه الرجل الظل لـ "الجولاني" وتنقل بين مواقع عدة، مثل "أمير الجهاز الأمني والإداري"، ونائب قائد "هيئة تحرير الشام" بعد انضمامه في عام 2012 إلى "جبهة النصرة"، وأظهر قدرات استراتيجية واستخباراتية، حيث برع في تصفية كل الفصائل المتشددة والمنافسة لـ "هيئة تحرير الشام" وتأمين السيطرة على إدلب التي كانت مرتعاً للمجموعات المتشددة وأرضاً خصبة لتحركاتهم، لا سيما تنظيم "حراس الدين" من خلال تنفيذ عمليات دقيقة بغرض تفكيكهم.
إنهاء خطر "داعش"
ولعب "أبو أحمد حدود" وعبر تكتيكات أمنية سريعة وخاطفة دوراً بارزاً في إنهاء خطر تنظيم دولة "داعش" واتباع أسلوب الاختراق، ويرجع له الفضل بعد ذلك باستقرار محافظة إدلب واستتباب الأمن فيها، على رغم انتقادات طاولته من قبل ناشطين حول كثرة السجون التي ما زالت مستمرة حتى بعد سقوط النظام، ومنها سجن يسمى "قاح" في ريف إدلب، شمال غربي سوريا.
ودرس الخطاب الهندسة المعمارية، إلى أن التحق بالفصائل المتشددة في حرب العراق في عام 2008 للقتال ضد الجيش الأميركي، وهذا ما يرجح اعتماد الشرع (الجولاني آنذاك) عليه ونيله الثقة العالية، إذ شارك الشرع أيضاً في المواجهات ضد الأميركيين بالعراق.
في المقابل، اكتمل مشهد الصدمات والمفاجآت التي تلقاها الشارع السوري بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" (تحالف عسكري يضم مجموعات متشددة) إثر تعيين الشرع شخصيات إسلامية في مراكز سياسية وحكومية وعسكرية. ومع ترؤس "أبو أحمد حدود" رئاسة المخابرات ازدادت مخاوف الشارع السوري حيال استئثار الإسلاميين بالسلطات، وخفت لمعان فرحة إسقاط الأسد (2000 - 2024) الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد (1970 - 2000).
على قائمة العقوبات
وأُدرج اسم أنس حسن خطاب على قائمة العقوبات المفروضة على تنظيم "القاعدة"، في 23 سبتمبر (أيلول) 2014. ويعتبر مجلس الأمن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية