بدأت في هذه الأيام بواكير الكمأة "الفقع" في الظهور في عدد من المحافظات شمال الأرطاوية وغرب حفر الباطن. وفور تناقل بداية ظهوره يسارع هواة جنيه ومحبو البر في البحث عنه، والسؤال عن أنواعه وأشكاله، وأماكن ظهوره، وفوائده، ويستفسرون عن كيفية العثور عليه، وعلاقته بعدد من النباتات الأخرى، وطريقة جنيه، وأفضل طريقة لتنظيفه وإعداده للأكل.
"سبق" وثَّقت لقطة اليوم مع بواكير ظهوره، ورصدت في هذا التقرير أهم المعلومات عنه، وقدمت عرضًا شاملاً للمهتمين به؛ لتجيب عن كثير من التساؤلات حوله.
وقت خروجه.. وسبب الاختلاف اختلف المهتمون بجني الفقع في وقت ظهور الفقع بعد هطول أمطار الوسم؛ فمنهم من يؤكد أن ظهوره يكون بعد 36 يومًا شريطة أن تصل غزارة الأمطار إلى حد تصبح فيه المنخفضات مستنقعات لبعض الوقت، وبعض المهتمين يشير إلى أن ظهور الفقع يكون بعد 40 يومًا من هطول أمطار الوسم، فيما يؤكد الكثير من المتابعين أن المدة التي يظهر فيها الفقع بين 60 و70 يومًا ابتداء من أول مطر وسم.
والصحيح أن التباين في حساب مدة ظهور الفقع يرجع للعوامل المؤثرة في خروج الفقع، وهي: تعاقب أمطار الوسم واستمرارها، وطبيعة الأرض بين الليونة والصلابة، والظروف المناخية السائدة عقب المطر بين شدة البرد والدفء النسبي.. فكلما كانت الأرض لينة أو رملية، وكان الجو دافئًا، وتعاقب هطول المطر، قلَّت مدة ظهور الفقع، والعكس صحيح.
"القلفعة".. دليل وبرهان يهتم الهواة بتتبُّع علامات خروج الفقع بعد هطول أمطار الوسم، وينتظرون متى يشق الفقع سطح الأرض، ويسمون تلك التشققات "قلفعة". يقول ابن منظور في "لسان العرب": "القلفعة: قشرة الأرض التي ترتفع عن الكمأة فتدل عليها".
ومن العلامات الدالة على وقت خروج الفقع إذا أزهر الذعلوق، وتحول زهره إلى شوك. وقيل في المثل الشعبي: "إذا شوّك الذعلوق تلقى الفقع نابي فوق"، أي سيبرز الفقع بعد أن (يتشوك) الذعلوق. والذعلوق من الأعشاب الحولية النجيلية القصيرة، وله زهرة صفراء، تظهر في وقت مبكر في فصل الشتاء، وسرعان ما تتحول في مرحلة متقدمة إلى ما يشبه الشوك.
ما هو الفقع؟ وما حجمه؟ وكيف ينمو؟ الفقع في اللغة العربية كلمة فصيحة، من معانيها: "البيضاء الرخوة من الكمأة"، بينما في اللهجة العامية يعني الكمأة بجميع أنواعها "الزبيدي، والخلاسي، والجبا"، وهو فطر بري موسمي، يشبه البطاطس شكلاً، وينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمترًا تحت الأرض، ويستخدم كطعام، وعادة ما يراوح وزن الكمأة بين 30 و300 غرام، ويُعد من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وينمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري.
لماذا سُمي "فستق الأرض" و"نبات الرعد"؟ ينبت الفقع بتأثير هطول أمطار غزيرة في "الوسم"، ويبدأ من 16 أكتوبر إلى 6 ديسمبر، أي حتى دخول المربعانية. وبعض المتابعين يؤكد أن هطول الأمطار في النجم الأول من المربعانية (١٣ يومًا) يُنبت الفقع أيضًا. وثبت أن الفقع لا ينبت إلا بعد تعاقُب وغزارة أمطار الوسم وارتواء الأرض؛ لذا وصف الأجداد الفقع وبعض الفطريات بـ"فسق الأرض"، وهذا يعني عندهم "زيادة الارتواء"، كما وصفوه أيضًا بـ"نبات الرعد"؛ وذلك لكثرة الفقع عقب غزارة أمطار الوسم الرعدية.
أماكن وجوده.. "الفقع حول الرقروق" من علامات الأماكن التي ينبت فيها الفقع وجود نبتة الرقروق؛ لذا جاء في المثل الشعبي: "الفقع حول الإرقة، أو الفقع حول الرقروق". ويُروى هذا المثل أيضًا بقولهم: "الفقع بجنب الرقة". والرقروق، والرقة، والإرقة، والجريد، كلها أسماء عامية في السعودية لذلك العشب الحولي الذي عرَّفه ابن منظور في "لسان العرب" بقوله: "الإجرد: نبت يدل على الكمأة، واحدته.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة سبق