انتهت. أزمة زيت الزيتون التي عانى منها مطبخي آخذة في الانفراج. بعد عامين متتاليين من تلف المحاصيل، يحصد زارعو الزيتون في
انخفضت أسعار الجملة 55% تقريباً من ذروتها المسجلة خلال فبراير الماضي، ومن المتوقع أن تتبعها الأسعار في متاجر مبيعات التجزئة قريباً.
لكنني لا أتوقع عودة الأسعار المنخفضة التي شهدناها خلال العشرين عاماً الماضية لسببين، أحدهما مؤقت والآخر هيكلي. ولا يوليهما الاهتمام الكافي إلا قليل من الناس.
ولنبدأ بالأخبار الجيدة. بدأ موسم حصاد الزيتون في منطقة الأندلس بإسبانيا، والتي تمثل حوالي ثلث الإنتاج العالمي. عادة ما تبلغ كميات المحصول ذروتها هناك قبل عيد الميلاد مباشرة، ولدينا فكرة واضحة جداً الآن عن الكمية والجودة.
تعافي الإنتاج العالمي
بفضل تحسن المحصول، من المرجح أن تنتج منطقة الأندلس حوالي مليون طن من زيت الزيتون في موسم 2024-2025، بزيادة 77% عن الموسم السابق. وبإضافة بقية مناطق في إسبانيا، إلى جانب المحاصيل الجيدة في اليونان والبرتغال وتونس وقبلهم تركيا، من المتوقع أن يتعافى الإنتاج العالمي ليصل إلى نحو 3.4 مليون طن، بعد أن كان أقل من 2.6 مليون طن خلال موسم 2023-2024. ولا تزال إيطاليا هي البلد الوحيد من بين المنتجين الرئيسيين الذي لم يتعاف، إذ يقتل أحد مسببات الأمراض أشجار الزيتون هناك.
لن ينتهي الحصاد قبل أوائل مارس، لكن السوق لا تنتظر. فبمجرد أن أصبح من الواضح أن المحصول أكبر بكثير من العامين الماضيين، سارع الجميع إلى البيع.
انخفضت تكلفة زيت الزيتون البكر الإسباني الممتاز في سوق الجملة إلى حوالي 4250 دولاراً للطن، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند أكثر من 10 آلاف دولار للطن في فبراير الماضي. وربما ينخفض قريباً سعر لتر زيت الزيتون على أرفف المتاجر إلى حوالي 5 يورو مقارنة مع أكثر من 10 يوروهات حالياً.
انخفاض الأسعار يسبب ارتياحاً كبيراً لسكان جنوب أوروبا، الذين يعتبرون زيت الزيتون جزءاً من أسلوب الحياة، حيث إنه يعطي نكهة للطعام والعادات الاجتماعية التي تطورت على مدى آلاف السنين على سواحل البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لكثير من العائلات في المنطقة، جاء ارتفاع سعره ليجسد معاناتهم مع التضخم المتفشي. كنت أتذمر من تكلفته في كل زيارة أسبوعية للمتجر، وآمل في يوم أفضل.
تزايد معدلات استهلاك الدول
بالنسبة للإسبان، كانت هذه أزمة حقيقية. فنحن نغمر طعامنا بزيت الزيتون بسخاء. وأعني بذلك غمره حقاً: المواطن الإسباني العادي يستهلك حوالي 14 لتراً سنوياً في الأحوال العادية.
وهذا يعني، بالنسبة لأسرة مكونة من 4 أفراد، إنفاق أكثر من 450 يورو (471 دولاراً) سنوياً بمتوسط سعر التجزئة خلال موسم 2023-2024. (يحتل اليونانيون الصدارة من حيث استهلاك زيت الزيتون بأكثر من 20 لتراً للفرد سنوياً. يأتي الإيطاليون بعد الإسبان بفارق ضئيل، بمعدل استهلاك يبلغ حوالي 11 لتراً. أما البريطانيون والأميركيون، فيستهلكون حوالي لتر واحد لكل شخص سنوياً).
وهكذا، انخفاض أسعار الجملة يبعث على ارتياح كبير، وهو خبر من النوع الذي يظهر في نشرات الأخبار.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg