عمان 28 كانون الأول (بترا) - وعد ربابعة - أكد مختصون بالشأن الاقتصادي أن الاقتصاد الوطني استطاع التكيف والصمود في وجه ظروف المنطقة الجيوسياسية، متكئًا على اهتمام ملكي سامي ورؤية اقتصادية واضحة وعابرة للحكومات وجهود من القطاعين العام والخاص.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم السبت إن الاقتصاد الوطني في 2024 تمكن من تحقيق معدلات نمو إيجابية وأظهر أداءً لافتًا بفضل السياسات النقدية الحصيفة للبنك المركزي والإصلاحات الاقتصادية، مما أسهم في بناء احتياطيات قوية من العملات الأجنبية، ونمو الصادرات الوطنية، وانخفاض عجز الميزان التجاري.
وتوقعوا أن يشهد الاقتصاد الوطني تحسنًا تدريجيًا في العام المقبل 2025، وأن تحقق نسب نمو إيجابية، مدعومًا بتحسن الأوضاع الإقليمية واستمرار الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتعزيز القطاعات الإنتاجية.
وشددوا على ضرورة المضي في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، وتمكين وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتسريع تنفيذ المشاريع الكبرى، واستثمار الفرص الناشئة من تطورات المنطقة، وتحسين تنافسية الصادرات الوطنية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وقال وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور محمد أبو حمور، إن عام 2024 كان استثنائيًا بمختلف المقاييس، فقد تعمقت خلاله الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وامتدت آثار العدوان إلى مناطق متعددة في الإقليم، إلا أنه ورغم هذه التطورات، استطاع الاقتصاد الوطني أن يحافظ على منعته واستقراره وأن يحقق معدلات نمو إيجابية.
وأضاف أنه من المتوقع أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي خلال العام كاملاً 2.3 بالمئة، كما حافظ الاقتصاد الوطني على نسب تضخم متدنية تقل عن 2 بالمئة، رغم موجة التضخم الجامح التي شهدتها العديد من دول المنطقة، بفضل قيام البنك المركزي بمواكبة التطورات الإقليمية والعالمية المتعلقة بسعر الفائدة.
وتابع أبو حمور أن السياسات الحصيفة للبنك المركزي الأردني حافظت على استقرار الأسعار وثبات سعر صرف الدينار، واستطاعت أن تبني احتياطيات من العملات الأجنبية تزيد على 20 مليار دولار، وهو ما يكفي لتغطية مستوردات المملكة لأكثر من ثمانية أشهر وتم الحفاظ على متانة الجهاز المصرفي وجاذبية الودائع بالدينار الأردني، وانخفض عجز الميزان التجاري خلال الأشهر العشرة الأولى لعام 2024 بنسبة 5.1 بالمئة، كما ارتفعت حوالات العاملين الأردنيين في الخارج خلال تلك الفترة بما يزيد عن هذه النسبة.
وعلى صعيد آخر، وفي ضوء مرونة وصلابة الاقتصاد الأردني ومواصلة تنفيذ الإصلاحات، أشار أبو حمور إلى أن مؤسسات التصنيف الدولية قامت برفع التصنيف الائتماني للأردن، كما تم مواصلة العمل ببرنامج الإصلاح المالي والاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والانتهاء من المراجعة الثانية بنجاح مع مواصلة تنفيذ الالتزامات المطلوبة وقد تحققت الإنجازات المشار إليها .
وأكد أبو حمور أن عام 2024 شهد مواصلة العمل في مجال الإصلاحات الهادفة إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز قدرة الاقتصاد الأردني على جذب وتحفيز الاستثمارات.
واعتبر أبو حمور أنه يمكن القول إن الاقتصاد الأردني أثبت قدرته على مواجهة الصعوبات والتأقلم معها، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من المهام والجهود التي لا بد من بذلها للمضي قدمًا في مسار النهوض الاقتصادي والتنمية التي تنعكس آثارها على سائر مكونات المجتمع الأردني.
وحول التوقعات للعام 2025، أكد أبو حمور أن مواصلة الإصلاحات خطوة ضرورية للحفاظ على الإنجازات والبناء عليها، والأمل معقود أن يشهد عام 2025 عودة الأوضاع الإقليمية للاستقرار، وهذا سينعكس إيجابًا على مختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة قطاع السياحة كما سيساهم ذلك في زيادة الصادرات الأردنية وتخفيض كلفتها ورفع درجة تنافسيتها.
وذكر أبو حمور أن تقارير الجهات الدولية والتوقعات الرسمية تشير إلى أن الاقتصاد الأردني سينمو خلال عام 2025 بنسبة 2.5 بالمئة بالأسعار الثابتة، وبنسبة 4.9 بالمئة بالأسعار الاسميةمضيفًا أنه مما لا شك فيه أن البنك المركزي الأردني سيواصل الاحتفاظ بمبالغ مناسبة من احتياطيات العملات الأجنبية وسيحافظ على استقرار سعر صرف الدينار ونسبة تضخم متدنية بحدود 2.2 بالمئة.
وأوضح أنه لا بد أن نتفاءل بما يمكن أن يحققه الاقتصاد الوطني خلال العام المقبل، وهذا التفاؤل يستند إلى جدية الحكومة في السير قدمًا بالإصلاحات وبرامج التحديث الشامل مع ضرورة العمل على تمكين القطاع الخاص.
بدورها، قالت وزيرة الاستثمار السابقة خلود السقاف، إن الاقتصاد الوطني أظهر مرونة ملحوظة خلال عام 2024، على الرغم من التحديات السياسية في المنطقة مبينة أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو إلى 2.4 بالمئة في عام 2024، نتيجة تأثير الصراعات الإقليمية على قطاعات السياحة والتجارة والنقل والإنشاءات.
ولفتت إلى أن صندوق النقد الدولي توقع تسارع النمو الاقتصادي إلى 2.9 بالمئة في عام 2025، مشيرًا إلى أن هذا التحسن يعتمد على استقرار الأوضاع الإقليمية واستمرار الإصلاحات الهيكلية التي تعزز مناعة الاقتصاد الوطني مبينة أن الأردن يواصل تنفيذ سياسات تهدف إلى ضبط أوضاع المالية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة الأنباء الأردنية