كيف يؤثر رحيل العمال السوريين في الاقتصاد التركي؟

"ربما لو كان الطيب صالح حياً لكتب عن موسم الهجرة إلى دمشق، كجزء آخر من روايته الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، وهو القائل إن السودان بلد لا تقف عنده القوافل، تالله لو عاش في تركيا كلاجئ سوري لأدرك أن بلاده تقف عندها القوافل وترحل من إسطنبول، وهي، أي إسطنبول، التي تأسر قلب زائرها وتجبره على العودة إليها راغباً، لكن هذا الأسر وتلك الرغبة لم تزرع في قلب لاجئ ربما من حمدانية حلب أجبرته الهجرة على تحمل مرارة صاحب عمل تركي أو "أوستا" كما يلفظ باللغة التركية، ذلك الـ"الأوستا" أدرك صعوبة الطريق الذي مرت به التغريبة السورية فيرى أن السيئ للسوريين في بلاده أفضل لهم من أي شيء سبق، لذلك قرر أن يعطيه أقل من الحد الأدنى للأجور، إذ يؤمن قوت يومه ويعينه على أداء عمله، ضارباً بعرض الحائط أي معايير أخرى للعمل أو حقوق العمال، هذا ما قاله لاجئ سوري يريد العودة إلى وطنه.

سوريون مقيمون في تركيا يحتفلون بالإطاحة ببشار الأسد، في إسطنبول، في 8 ديسمبر 2024 (رويترز)

قد لا يمثل ما كتب أعلاه رأي جميع العمال السوريين في تركيا، فهناك من أصحاب العمل الأتراك من يعامل السوريين كما يعامل أبناءه، ويؤمن لهم جميع حقوق العمال المنصوص عليها في القوانين المحلية، وعلى رغم ذلك يتجه معظم السوريين في تركيا للهجرة المعاكسة، فيعودون إلى وطنهم المنهك، مما قد يترك فراغاً في سوق العمل التركية، ويتسبب في تراجع الإنتاج وخسائر لبعض الشركات المتوسطة والصغيرة، لكنه، في المقابل، يساعد في خفض نسبة البطالة في تركيا وتراجع التضخم.

في هذا التقرير نرصد تأثير عودة العمال السوريين في الاقتصاد التركي.

الأرقام الرسمية

بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة العمل والضمان الاجتماعي في تركيا، كان عدد السوريين الحاصلين على تصريح عمل في تركيا عام 2011 هو 118 شخصاً فحسب، هذا الرقم ارتفع إلى 239 ألفاً بحلول 2023، وهذا العدد يشمل فقط العمال السوريين الحاصلين على تصريح رسمي بالعمل، بينما هناك ما يقارب نصف مليون عامل سوري في السوق التركية يعملون من دون تصريح.

رجل الأعمال التركي مسعود كايا يقول إن عدداً من العمال السوريين في معمل النسيج الذي يملكه في إسطنبول غادروا بالفعل، مشيراً إلى أن "هناك أزمة حقيقية في قطاع النسيج، هذا القطاع يعتمد بصورة أساس على اليد العاملة الأجنبية، والسوريين على وجه الخصوص، إذا أردنا أن نتحدث بموضوعية فإن الأتراك لا يجيدون العمل في هذا القطاع، لأن العمل في مصانع النسيج في غاية الصعوبة، العمال السوريون الذين يعملون لدينا ماهرون ويتقنون عملهم بشكل جيد".

يضيف كايا "الأحد عندما سقط نظام بشار الأسد كانت العطلة الأسبوعية في تركيا، في اليوم الثاني، أحد العمال لم يأت إلى العمل، لقد أدركت على الفور أننا مقبلون على أزمة ستسبب لنا بعض المشكلات، وتحتاج إلى معالجة، ونحن نطلب رسمياً من حكومتنا المساعدة، لأن تعطل قطاع النسيج على سبيل المثال يؤثر في الناتج المحلي لتركيا".

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصلحة مشتركة

على العكس تماماً يقول أحمد بيرات العضو في حزب "الظفر" المعارض في تركيا، إن "عودة العمال السوريين إلى بلدهم ستوفر ملايين فرص العمل للشباب الأتراك، أعتقد أن البطالة ستنخفض بصورة كبيرة للغاية خلال أشهر مع بدء العودة التدرجية للعمال السوريين، بالفعل لديهم هناك بلد مدمر بالكامل، ويحتاج إلى بناء من جديد، لا أعتقد أنهم سيبنون تركيا ويتخلون عن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 26 دقيقة
منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة يورونيوز منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 23 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة