ما يجري في مخيم جنين هذه الأيام يدفعنا لاستحضار ما كان يجري في مناطق السلطة بداية تأسيسها وخصوصا في قطاع غزة من مواجهات بين الجماعات المسلحة والسلطة، وإن كان بعض هذه المواجهات يعود لانعدام الثقة بين الطرفين أو بسبب ضعف السلطة إلا أن الخلاف الأكبر كان حول الموقف من اتفاقية أوسلو ومن المقاومة المسلحة، ولو نجحت كل الأطراف في انجاز مصالحة وتحقيق وحدة وطنية ما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم سواء في قطاع غزة من موت وتدمير أو ما يجري في مخيم جنين وبقية مناطق الضفة من مواجهات مسلحة بين نفس الأطراف تقريبا التي كانت بداية تأسيس السلطة.
بالرغم من مرور ثلاثة عقود على قيام السلطة فإن نفس الاتهامات التي كانت توجه للسلطة قبل ثلاثة عقود توجه لها اليوم في مخيم جنين وفي الضفة عموما بالرغم من أن نهج الطرف الثاني وخصوصا حماس والجهاد الإسلامي أوصلنا إلى ما نحن عليه في قطاع غزة والضفة ولم ينجح في خلق بديل وطني لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية التي كانت وما زالت أفضل ما هو موجود من العناوين الفلسطينية بالرغم مما يعتريها من ضعف وحتى فساد وعدم فاعلية.
بالعودة الى ما يجري في مخيمات الضفة وأين يكمن الخلل هل في السلطة وأجهزتها الأمنية؟ أم في المجموعات المسلحة؟ سنعود إلى ما جرى بداية تأسيس السلطة من طرف منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح، فمع أن بعض فصائل منظمة التحرير ومستقلين شاركوا في تأسيس السلطة وانخرطوا في مؤسساتها المدنية والأمنية إلا أن العقيدة السياسية والعسكرية التي سادت السلطة بداية تأسيسها كانت مستمدة من التربية والثقافة الوطنية لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير وهي التي سادت عند أبناء الأجهزة الأمنية من الفدائيين الذين شاركوا في كل معارك الثورة وممن انضموا للسلطة عند تأسيسها في مراهنة أن السلطة نواة الدولة المنشودة، وتم تدريبهم وتثقيفهم وطنياً على أن الخصم هو الجيش الإسرائيلي وأن أبناء فلسطين كلهم سواسية ولا يجوز رفع السلاح في وجههم أو إذلالهم.
هذه الخلفية والتربية الوطنية كانت وراء ما تعرض له أبناء الأجهزة الأمنية من اعتداءات واهانات من طرف جماعات اسلاموية وخصوصاً حركة حماس الذين غسلوا عقول المنتمين لهم وأقنعوهم بأن السلطة عميلة لإسرائيل وحللوا دم أبناء الأجهزة الأمنية وقالوا عنهم إنهم جواسيس وخونة وكفرة، وبثوا الحقد والكراهية حتى داخل الأسرة الواحدة.
بسبب التربية والثقافة والعقيدة العسكرية الوطنية للأجهزة الأمنية سكتوا على حَملة السلاح من الفصائل وعلى ممارساتهم واستعراضاتهم الاستفزازية العسكرية ورفعِهم أعلامهم الحزبية وترديدهم شعاراتهم واناشيدهم الخ وكانت أجهزة السلطة تقف موقف المتفرج خصوصا في قطاع غزة حيث كانت تتمركز الجماعات المسلحة حتى قبل سيطرة حماس عليه، بل وكانت شرطة السلطة تُوقف حركة المرور حتى تنتهي فعالياتهم ومسيراتهم.
لم يكن رجل الأمن يجرؤ على اعتقال مسلح (جهادي) وإلا انهالت الاتهامات من حماس وحركات المقاومة بأن السلطة تنسق مع اسرائيل ضد المقاومة، وحتى عندما يتم توقيف مقاومين حماية لهم حتى لا تقتلهم إسرائيل أيضا كانت السلطة مٌتهمة، وكثير ممن كانت تحتجزهم السلطة عندها مؤقتا، أو ما كانت تسمى سياسة الباب الدوار، كانت إسرائيل تقوم باغتيالهم بعد خروجهم من مراكز السلطة.
لأن السلطة وحركة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري