بعد حروب وثورات، دول عدة تمكنت أن تنهض من جديد بإعادة توزيع الثروات، وإذا كان معظمها لا يتمتع بموارد طبيعية، فهل تلحق سورية بقطار المعجزات الاقتصادية، مع امتلاكها احتياطيات نفط وغاز وفوسفات، وسياحة سجلت أرباحا 8.4 مليار دولار في 2010؟.

فوجئت الأم بطفلها يركض نحو البيت ويشير بيديه إلى الناحية الأخرى، وقبل أن تسأله عن السبب رأت بعينيها الشاحنات الكبيرة محملة بالبضائع فزاد اندهاشها، وركضت هي الأخرى ناحية السيارات، في تلك اللحظة كان كل أهالي قرية نصيب بدرعا السورية يفعلون الشيء نفسه، وما هي إلا دقائق حتى تأكد الجميع أن الحلم الذي انتظروه طويلًا قد تحقق، فأخيرًا تم فتح معبر جابر الحدودي مع الأردن، وتلك البضائع هي بشائر الخير التي يعتمد عليها السكان في تجارتهم منذ أن كان المعبر بوابة لقوافل نجد والحجاز منذ عقود طويلة.

فتح معبر جابر الحدودي جاء بعد أيام قليلة من سقوط بشار الأسد وإلغاء الجهات السورية لأي رسوم على البضائع، ما دفع السلطات الأردنية إلى التأكيد أن الحركة التجارية ستزداد خلال الفترة المقبلة مع تدفق مئات الحاويات، لكن هذا لم يكن إلا أول الغيث، فخلال 10 أيام فقط من تحرير دمشق أعلن مصرف سورية المركزي إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي مع إضافة خدمات الدفع الإلكتروني، كما قفزت الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة تصل إلى 45% مسجلة استقرار نسبي، إضافة إلى تشغيل جزئي للمطارات الجوية وهو ما يعني ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد السوري.

رغم ذلك، فإن تكلفة إعادة سورية كما كانت قبل 2011 وصلت 900 مليار دولار وفق تقديرات الجامعة العربية عام 2023، وإن كان هذا الرقم الضخم يجعل من عودة دمشق أمر صعب للغاية، لكن الوقائع تشير إلى أن كثيرًا من الدول تعرضت لمصير مشابه وتمكنت من النهوض مجددًا، بل وبعض الدول تمكنت من أن تكون في مصاف الدول المتقدمة بعد تدمير كامل.

أبرز الأمثلة على ذلك، دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي وصل حجم خسائرها المادية 4.7 تريليون دولار، وكانت ألمانيا في مقدمة الدول المنهارة تمامًا بعد أن خسرت الحرب، ولكي تنهض اعتمدت أولًا على خطة مارشال التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال 1947 لإعادة إعمار دول أوروبا، وبموجب تلك الخطة تم إسقاط نصف ديون ألمانيا، كما حصلت على معونات من دول كثيرة.

بالتوازي مع ذلك، وضعت ألمانيا خطة قاسية لنهضتها شملت تحديد حصة غذائية لكل فرد لا تزيد على 1500 سعرة حرارية في اليوم إلى جانب ضبط الأسعار والخدمات، كما سمحت لاقتصاديين مثل والتر أوكن ولودفينغ إيرهارت أن ينفذوا أفكارهم التي وضعت نظام استثماري قوي أسهم في نمو الدولة التي احتلت عام 1989 المرتبة الثالثة في أقوى اقتصادات العالم بعد اليابان وأمريكا، وظلت محافظة على مكانتها، إذ تعد الأقوى أوروبيا باقتصاد بلغت قيمته 4.46 تريليون دولار، حسب إحصاءات البنك الدولي في 2024.

أما اليابان التي خسرت هي الأخرى الحرب العالمية الثانية لكنها لم تنعم بمعونات "مارشال"، فاعتمدت على خطة مختلفة تجسدت في إلغاء بعض القوانين مثل.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاقتصادية

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 22 دقيقة
منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 14 ساعة