في غمرة تحولات يشهدها العالم بمختلف المجالات، لا سيما الصناعية والتجارية، باتت جودة المنتجات والخدمات هدفًا أساسيًا تسعى إليه الشركات والمؤسسات.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية أدوات الجودة كأحد الركائز الأساسية التي تسهم في تحقيق هذا الهدف المنشود.
أضف إلى ذلك، أن أدوات الجودة لا تقتصر على دورها في تحسين المنتجات والخدمات، بل تتعداه لتشمل جوانب أخرى، مثل: رضا العملاء وزيادة الكفاءة وتقليل التكاليف.
فهي تساعد الشركات على فهم احتياجات العملاء على نحو أفضل وتلبية توقعاتهم؛ ما يعزز من ولائهم للعلامة التجارية.
وكذلك تسهم في تحديد المصادر التي تؤدي إلى الهدر والتبذير، وهو ما يدعم تقليل التكاليف وزيادة الأرباح.
أدوات الجودة
إن أدوات الجودة ليست مجرد مجموعة من النظريات المعقدة، بل أدوات عملية يمكن تطبيقها في مختلف القطاعات والصناعات. فهي تساعد فرق العمل على التعاون بفاعلية وتبادل الأفكار والخبرات. وهو ما يسهم في خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة.
كذلك، تساعد هذه الأدوات على اتخاذ القرارات القائمة على البيانات والأدلة؛ ما يقلل من المخاطر ويحسن من فعالية القرارات المتخذة.
وبينما تتنوع أدوات الجودة وتختلف في طبيعتها وتطبيقها، تتفق جميعًا على هدف واحد وهو تحسين الجودة.
ومن أهم هذه الأدوات: مخططات باريتو، ومخططات إيشيكاوا، ومخططات التحكم، ومخططات التدفق.
كل هذه الأدوات تؤدي دورًا حيويًا في مساعدة الشركات على تحقيق التميز والتفوق في سوق تنافسي.
كما يجب الإشارة إلى أن استخدام أدوات الجودة يتطلب التزامًا قويًا من الإدارة العليا وتدريبًا مستمرًا للموظفين. بالإضافة إلى ثقافة مؤسسية تشجع على التحسين المستمر.
أدوات الجودة السبع الأساسية
لطالما كان الحديث عن الجودة وتحسين العمليات محور اهتمام المؤسسات والشركات على حد سواء. ففي ظل التنافسية الشديدة التي تشهدها الأسواق العالمية، أصبح تحقيق الجودة العالية والمنتجات والخدمات المتميزة ضرورة ملحة لبقاء أي مؤسسة.
وفي هذا السياق، تبرز أدوات الجودة السبع الأساسية كأحد أهم الأدوات التي تساعد على تحليل المشكلات وتحديد الأسباب الجذرية لها. وبالتالي اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لتحسين الأداء.
1. مخطط اشيكاوا:
أحد أهم هذه الأدوات هو مخطط اشيكاوا، المعروف أيضًا باسم مخطط العظام المتصلة. ويستخدم هذا المخطط في تحليل الأسباب الجذرية للمشكلات؛ حيث يتم رسم شكل يشبه العظمة، ويتم تقسيمها إلى فروع تمثل العوامل الرئيسية التي تؤثر على المشكلة، مثل: المواد الخام، والعمالة، والآلات، والبيئة، والقياسات، والطرق. ويساعد هذا المخطط في تحديد الأسباب الجذرية بشكلٍ منهجي. ما يسهل عملية اتخاذ القرارات.
2. مخطط باريتو:
يأتي مخطط باريتو ليكمل دور مخطط اشيكاوا ؛ حيث يركز على تحديد المشكلات الأكثر شيوعًا أو الأهمية.
ويستخدم هذا المخطط مبدأ باريتو الذي ينص على أن 80% من النتائج تأتي جراء 20% من الأسباب. ويتم تمثيل البيانات في مخطط باريتو على شكل أعمدة مرتبة تنازليًا حسب التردد. ما يساعد في تحديد المشكلات التي يجب معالجتها أولًا.
3. مخطط التباين:
من ناحية أخرى، يؤدي مخطط التباين دورًا مهمًا في فهم التوزيع الإحصائي للبيانات. ويعرض هذا المخطط البيانات على شكل أعمدة. حيث يمثل كل عمود فئة معينة، وارتفاع العمود يمثل التردد. كما يساعد مخطط التباين في تحديد المركز والتشتت والانحراف عن التوزيع الطبيعي للبيانات؛ ما يوفر معلومات قيمة حول عملية الإنتاج.
4. مخطط العينون:
كذلك، يستخدم مخطط العينون لتحليل العلاقة بين متغيرين. يمثل هذا المخطط كل نقطة بيانات على الرسم البياني بدائرة؛ حيث يمثل المحور الأفقي متغيرًا واحدًا والمحور الرأسي يمثل متغيرًا آخر. علاوة على ذلك، يساعد مخطط العينون في تحديد وجود علاقة خطية أو غير خطية بين المتغيرين، وكذلك قوة هذه العلاقة.
5. مخطط التحكم:
يأتي مخطط التحكم ليؤدي دورًا حيويًا في مراقبة العمليات وتحديد أي تغييرات غير مرغوب فيها. ويعتمد هذا المخطط على رسم بيانات الجودة على مر الزمن. ما يتيح للمختصين مراقبة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من مجلة رواد الأعمال