تحظى السجائر الإلكترونية التي تستخدم مرة واحدة بشعبية كبيرة بين الشباب بسبب مجموعة مذهلة من النكهات، بما في ذلك التفاح والبطيخ والكولا، ولكن خلال هذا الأسبوع سينتهي تداولها في بلجيكا، التي أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحظرها، في محاولة لحماية صحة الشباب كجزء من خطة أوروبية لمكافحة التبغ.
يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق هدف (جيل خالٍ من التبغ) بحلول عام 2040، وتقليل نسبة المدخنين في الكتلة المكونة من 27 دولة، من نحو 25 في المئة الآن إلى أقل من خمسة في المئة من الإجمالي.
وتخطط بعض دول الاتحاد الأوروبي لتحقيق هذا الهدف قبل الموعد المُحدد.
غالباً ما يتم الترويج للسجائر الإلكترونية على أنها أقل ضرراً من تدخين منتجات التبغ التقليدية، وتجذب المستخدمين الأصغر سناً بتغليفها الملون وتنوع النكهات اللذيذة، وميزة تجنب رائحة الدخان الكريهة على الأصابع.
ولكن السجائر الإلكترونية لا تزال تحتوي على النيكوتين، الذي يسبب الإدمان، ويخشى المنتقدون أن يكون القرار الجديد بمثابة بداية لحظر منتجات التبغ الأكثر تقليدية.
وقالت نورا ميلارد، المتحدثة باسم التحالف من أجل مجتمع خال من التبغ في بلجيكا المشكلة هي أن الشباب يبدؤون باستخدام السجائر الإلكترونية دون أن يعرفوا دائماً محتوى النيكوتين فيها، والنيكوتين يسبب الإدمان.
تفتخر بلجيكا بأنها استجابت بسرعة للمخاطر التي تشكّلها السجائر الإلكترونية التي تُستخدم مرة واحدة، والتي دخلت السوق منذ أكثر من خمس سنوات.
في عام 2021 قدمت الحكومة الفيدرالية اقتراحاً إلى المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لحظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم مرة واحدة.
وقد منحت المفوضية التي يجب أن تعطي موافقتها على أي حظر مبيعات، الضوء الأخضر لبلجيكا في مارس 2024، ما مهّد الطريق لقانون وطني يدخل حيز التنفيذ.
وحصلت فرنسا على موافقة الاتحاد الأوروبي على حظر مماثل.
بمجرد سن القانون الفرنسي، سيحظر إنتاج وبيع وعرض السجائر الإلكترونية مجاناً، مع غرامة قدرها 100 ألف يورو (104 آلاف دولار) لأي انتهاكات.
كارثة بيئية
تقول السلطات الصحية في فرنسا وبلجيكا إن استهلاك النيكوتين ضار بشكلٍ خاص بدماغ المراهقين ويمكن أن يشجّع على استخدام العقاقير الأخرى.
وجدت دراسة أجراها الاتحاد الأوروبي عام 2023 أن غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية يفضّلون السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة الشحن، ولكن الإصدارات التي تُستخدم مرة واحدة كانت شائعة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً.
إن السجائر الإلكترونية التي تستخدم مرة واحدة سهلة الاستخدام ويتم الإعلان عنها في كل مكان على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها جذابة لتكلفتها المنخفضة.
بسعر خمسة أو ستة يورو يمكن شراء سيجارة إلكترونية للاستخدام مرة واحدة، وهو نصف سعر علبة سجائر عادية تحتوي على 20 سيجارة، أما عن مدة الاستخدام فتسمح السيجارة الإلكترونية الواحدة بنفث الدخان 9 آلاف مرة، أي ما يعادل أكثر من 300 سيجارة، وفقاً للخبراء.
ونفدت السجائر الإلكترونية التي تُستخدم مرة واحدة من العديد من متاجر التبغ في بروكسل.
وقال أحد المستخدمين الشباب، إلياس راتبي، لوكالة فرانس برس، «لا أفهم لماذا يتم حظر السجائر الإلكترونية وليس التبغ، وهو خطير أيضاً»، بينما رحّب آخرون بالحظر، قال يونا بوجناك في وسط بروكسل «أعتقد أنه من الجيد التوقف عن بيعها، هناك الكثير من الشباب الذين يبدؤون بتدخينها دون التفكير في العواقب».
ويشير المعارضون أيضاً إلى «الكارثة البيئية» التي تسببها السجائر الإلكترونية التي تُستخدم مرة واحدة، حيث يتم التخلص من السيجارة البلاستيكية وبطارية الليثيوم الخاصة بها عادةً في غضون خمسة أيام من الشراء، على النقيض من ذلك يصل متوسط عمر السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة الشحن لمدة ستة أو سبعة أشهر تقريباً.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية