يموتون برداً وجوعاً - كتب د. صلاح جرّار

د. صلاح جرّار أن يكون الجوع أو العطش أو الحرّ الشديد أو البرد الشديد أو الاختناق بالأدخنة أو الحرْق أو انعدام الدواء سبباً في وفاة شخصٍ واحدٍ في أيّ مكان من العالم فتلك مصيبة عظيمة لا تتحملها المشاعر الإنسانية ولا تطيق تصوّرها، أمّا أن يكون المتوفّى برداً أو جوعاً أو عطشاً أو حرقاً طفلاً فالمصيبة أعظم ووقعها في النفس الإنسانية أشدّ وأبلغ، وأمّا أن يكون هذا الطفل المتوفّى رضيعاً، فذلك ممّا يتفطر له القلب وتبكي له العيون دماً، ومع ذلك فإنّ المرء الذي يسمع ذلك أو يشاهده ويحزن له حزناً بالغاً وربّما يعلق في ذاكرته ومخيّلته ?لى الأبد سوف يعزّي نفسه بكون هذه الواقعة قضاءً وقدراً، ولا سيّما إذا كانت الوفاة على هذه الصورة ناجمة عن خللٍ فنيّ أو عارضٍ طارئ أو زلزال أو عاصفةٍ أو غير ذلك ممّا ليس للإنسان يدٌ فيه.

ولكن عندما تكون وفاة الأطفال الرضّع جوعاً وبرداً وحرقاً وقنْصاً إعداماً متعمّداً ومقصوداً ومخططاً له من جيش عديم الأخلاق والضمير والإنسانية مدجّج بكلّ وسائل القتل والإجرام الحديثة، فتلك مصيبة لا يستوعبها عقل إنسان ولا يتحمّل تصوّرها ولا تطيق احتمالها نفس بشرية مهما بلغ صاحبها من القسوة والشرّ والعدوانيّة، فقد مات عددٌ غير قليل من الأطفال الرضّع في غزّة بسبب قيام الجيش الصهيوني الحاقد وبروح إجرامية ودوافع انتقامية وحشية بحرمانهم من كلّ أسباب الدفء وأسباب الحياة من ماء وطعام وحليب ولباس ودواء، ولاحقهم في أما?ن نزوحهم بالقنابل والصواريخ والمدافع والحرائق، ولنا أن نتخيّل كل واحدٍ من هؤلاء الأطفال الرضع الذين عجز آباؤهم عن توفير أي وسيلة لإطعامهم أو إلباسهم أو علاجهم أو حمايتهم، لنا أن نتصوّر كلّ واحدٍ منهم وهو يتضوّر جوعاً ويبحث عن ضرع والدته وهو يتلمظ دون جدوى ثم يداهمه البرد الشديد حتّى يتجمّد الدم الطاهر في عروقه ويتحوّل جسده الغضّ إلى قطعة جليد ثم يلفظ أنفاسه فهل بعد هذه المصيبة مصيبة؟! وهل بعد هذه الجريمة جريمة؟! إنْ لم تكن هذه صورة من صور الإبادة التي يرتكبها الصهاينة وشاهداً صارخاً عليها فما هو تعريف الإب?دة بعد ذلك؟!

وممّا يزيد المصيبة بشاعةً ومرارة أن تحاول الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول أوروبا والدول المسمّاة بالعظمى زوراً وبهتاناً إقناع العالم بأنّ هذه الجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرأي الأردنية

منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
خبرني منذ 7 ساعات
خبرني منذ 11 ساعة
خبرني منذ 8 ساعات
خبرني منذ 6 ساعات
خبرني منذ 8 ساعات
خبرني منذ 18 ساعة
خبرني منذ 4 ساعات
قناة المملكة منذ 15 ساعة