شهد العام الماضي افتتاح ثاني أطول ناطحة سحاب في العالم، وإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، والإعلان عن عدد لا يحصى من المشاريع العملاقة، وفي الوقت نفسه تزايد إدراك مجتمع العمارة لقيمة المساعي البسيطة في القطاع، حيث مُنحت جائزة بريتزكر، وهي الجائزة الأكثر شهرة في مجال العمارة، بشكلٍ غير متوقع، لرائد الإسكان الياباني ريكين ياماموتو، في حين تم اختيار مدرسة صغيرة في ضواحي أستراليا كأفضل مبنى جديد في مهرجان العمارة العالمي.
ومن المتوقع أن يكون 2025 عاماً يحتفي بمشاريع البنية التحتية الكبرى والإنجازات الهندسية، ولكن هذا لا يمنع أن التصميمات الأصغر حجماً ولكنها تتمتّع بمنظر جذاب وكفاءة معمارية وبيئية قد تجد نفسها أيضاً في دائرة الضوء العالمية.
من المباني الخشبية المبتكرة إلى أحد أكبر المطارات الجديدة، إليك 11 مشروعاً سيتم افتتاحها في الأشهر الـ12 المقبلة.
سوق السمك الجديد «سيدني»
يزداد ثالث أكبر سوق للأسماك في العالم اتساعاً، وبعد أكثر من ثماني سنوات من إعلان حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، نقل سوق الأسماك التاريخي في سيدني، الذي يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن التاسع عشر، سيتم افتتاح المبنى الجديد المكون من أربعة طوابق على مساحة 3.6 هكتار.
تم تصميم المنشأة من أجل تجربة (متعددة الحواس) لسوق الأسماك، ويحقق المشروع التوازن بين التجربة السياحية الفريدة وكفاءة عمل سوق جملة الأسماك، حيث تم إخفاء العمليات اللوجستية في الطابق السفلي، بينما تحتوي الطوابق العليا على قاعة سوق للزوار وقاعة مزاد على الصيد الطازج فور وصوله بالقوارب العائمة، هذا بالإضافة إلى تجديد جزء من الميناء والمتاجر والمطاعم والمتنزه والحديقة الحضرية.
الحلقة الكبرى «أوساكا»
تخطط مدينة أوساكا، ثاني أكبر مدن اليابان، لاستقبال ما يُقدّر بنحو 28 مليون زائر إلى إكسبو 2025، الذي سيشهد قيام نحو 40 دولة ببناء أجنحة مخصصة في الموقع.
القطعة المركزية في الاحتفالية هي الحلقة الكبرى (جراند رينغ)، وهو هيكل خشبي دائري يبلغ محيطه أكثر من 1.2 ميل، ليكون من بين أكبر المباني الخشبية في العالم.
باستخدام خشب الأرز والسرو المحليين وكذلك الصنوبر الاسكتلندي، تجمع رؤية المهندس المعماري الياباني بين أساليب البناء الحديثة والفواصل الخشبية المستخدمة تقليدياً في المعابد والأضرحة اليابانية.
مبنى الحياة والعقل «أكسفورد»
ترتبط جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة ارتباطاً وثيقاً بالهندسة المعمارية القوطية، لكنها تهتم أيضاً بالعقارات المعاصرة المنتشرة في أنحاء المدينة كافة، أحدثها مبنى علوم الحياة الجديد بمساحة 270 ألف قدم مربع، وهو أكبر مشروع بناء تم تنفيذه على الإطلاق في تاريخ المؤسسة الذي يمتد لقرون.
تعكس مبادئ تصميم مبنى الحياة والعقل مبدأً أكاديمياً وهو: أن توحيد أقسام علم النفس التجريبي وعلوم النبات وعلم الحيوان تحت سقف واحد سيشجّع على المزيد من التعاون والمشاركة بينها.
في الداخل تستوعب مساحات المختبر المرنة احتياجات التخصصات المختلفة بينما توفّر الساحة العامة فرصة للتفاعلات غير الرسمية.
وعلى الرغم من الكثير من اللمسات الحديثة، فإن التراث المعماري للجامعة حاضر في المشروع من خلال الواجهات الحجرية.
المدرسة الكندية «تشولولا»
غالباً ما يتم الاحتفاء بالعمارة العضوية لاندماجها في المناظر الطبيعية، ما يترك أقل قدر ممكن من الأثر على المناطق المحيطة، ربما لا يوجد مثال أفضل بين الافتتاحات الجديدة لهذا العام على هذه المدرسة من المدرسة الكندية في تشولولا بالمكسيك.
ألهمت تضاريس المنطقة مصممي الحرم الدراسي، وتم الاعتماد على الهرم الأثري وبركان بوبكاتيبيتل كخلفية درامية لمبنى المدرسة، وتم تصميم المدرسة على شكل سبعة هياكل دائرية على شكل تلال متداخلة، كما يوفّر سطح أرضية المشروع مساحات خضراء للطلاب لاستكشافها.
مطار تيكو الدولي «بنوم بنه»
تستبدل كمبوديا مطار العاصمة بنوم بنه الدولي بمطار قادر على التعامل مع ستة أضعاف عدد الزوار الحاليين، وكجزء من محاولة البلاد الطموحة لتعزيز أعداد السائحين والتحول إلى مركز طيران إقليمي، ستقوم برفع القدرة الأولية لمطار تيكو الدولي الجديد من 13 مليون مسافر سنوياً إلى 30 مليوناً، كما أن خطط توليد الطاقة من خلال مزرعة شمسية مجاورة تجعله من بين أهم المباني الصديقة للبيئة في العالم.
عبر تصميم كمبودي تراثي سيتم دعم السقف الرئيسي للمحطة بسلسلة من «الأشجار» الخشبية الهيكلية، كما سترتفع الأشجار الحقيقية أيضاً من خلال فراغ مركزي كبير، بينما سيصل الركاب إلى بواباتهم عبر ممرين على شكل جناحين.
محطة ساوث «بوسطن»
تنتهي أعمال التوسعة الكبرى لمحطة ساوث في بوسطن، وهي أكثر مراكز النقل البري ازدحاماً في نيو إنغلاند، هذا العام.
تمت زيادة سعة المحطة للحافلات والسكك الحديدية بنسبة 50 في المئة و70 في المئة على التوالي، وإقامة ناطحة سحاب شاهقة من 51 طابقاً، مع ذلك تم احترام مبنى المحطة الأصلي الذي يعود إلى عصر النهضة، وهو مُدرج في السجل الوطني الأميركي للأماكن التاريخية.
معهد جوته «داكار»
أول إفريقي على الإطلاق يفوز بجائزة بريتزكر، وهي الجائزة التي يُطلق عليها «نوبل العمارة»، فرانسيس كيري، يستغل نجاحه وشهرته العالمية من أجل إحداث تحول في منظومة العمارة في قارته الأم.
يعتبر المهندس المعماري البوركينابي بطلاً عالمياً في تخصص التصميم «العامي»، الذي يعتمد على مواد وتقنيات البناء المحلية التقليدية، ما يزيد ارتباط المواطنين بالمباني.
تم تصميم منحنيات مبنى معهد جوته في داكار، الذي تبلغ مساحته 18.3 ألف قدم مربع، لتعكس البيئة المحيطة، حيث تم بناؤه من الطوب المحلي، وتم ترتيبه في تشكيلات شبكية توفر تهوية طبيعية.
أوربان جلين «هانغتشو»
المصمم أولي شيرين الذي صمم مقر تلفزيون الصين المركزي في بكين، والذي أصبح المبنى المعاصر الأكثر شهرة في الصين، يُطلق هذا العام برج أوربان جلين، وهو زوج من الأبراج تحتوي على ما يقرب من 900 ألف قدم مربع من المكاتب والغرف الفندقية ومساحات الترفيه في مدينة هانغتشو شرق البلاد.
اقتباساً من شكل التلال المحيطة بهانغتشو من ثلاث جهات، يبدو شكل زوج الأبراج كتدفق مياه يندفع إلى وادٍ.
مترو الرياض
تتألف الشبكة الواسعة لمترو الرياض من ستة خطوط، ومن المقرر أن تغير هذه الخطوط أسلوب الحياة في المدينة، بسعة يومية تبلغ 3.6 مليون راكب.
أصبحت محطات المترو متعة بصرية بفضل دعوة شركة زها حديد للهندسة المعمارية والشركة الألمانية جيربر أركيتكتن لتصميم بعض المحطات البالغ عددها 85 محطة.
في حين تم افتتاح المشروع في نوفمبر، ودخلت العديد من الخطوط حيز التشغيل الشهر الماضي، فلن يكتمل المشروع حتى العام الجديد، ولعل المحطة الأكثر شهرة التي لم تُفتتح بعد هي محطة قصر الحكم التي صممتها شركة سنوهيتا النرويجية الشهيرة، حيث توفر مظلتها المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ الظل على أن تنقل الضوء الطبيعي إلى الداخل.
مركز سكاي بارك للأعمال «لوكسمبورغ»
تستمر أوروبا في دعم البناء الخشبي، وتستعد لوكسمبورغ لاستقبال أحد أكبر المباني الخشبية الهجينة في القارة حتى الآن: مركز سكاي بارك للأعمال.
تم بناؤه على مساحة تزيد على 844 ألف قدم مربعة، باستخدام أكثر من 542 ألف قدم مكعب من الأخشاب، بينما تتكون الواجهة النحاسية من 80 في المئة من المعدن المعاد تدويره.
يبدو هيكل المركز بحوافه المستديرة الناعمة كخطين متقاطعين متعرجين على طول الموقع، وتخلق تقاطعاتهما المتنوعة سلسلة من الأفنية والشرفات الخضراء، حيث لا تبعد أي نقطة في المبنى أكثر من 50 متراً عن شرفة خضراء.
جسر دانجيانج «تايبيه»
تم الإعلان عن جسر دانجيانج في تايوان عام 2015، العام الذي سبق وفاة المصممة الأسطورية، زها حديد، ما يعني أنه سيكون من بين آخر المشاريع التي أشرفت عليها شخصياً.
يبلغ طول الجسر 3018 قدماً، وسيربط بين أربعة طرق سريعة رئيسية فوق مصب نهر تامسوي، الذي يتدفق عبر العاصمة التايوانية تايبيه.
ويتميز شكل الجسر بالضيق بشكل مدهش، حيث يتم دعم الهيكل بالكامل بواسطة صاري واحد فقط من الخرسانة، ويقول وصف الشركة للمشروع إنه «يقلل» من «التأثير البصري» للجسر على محيطه.
وسيصبح أطول جسر معلق ذي صاري واحد في العالم عندما يتم افتتاحه هذا العام.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
