المصريون في 2025.. طموحات حائرة بين «الكومباوند» والإسكان الاجتماعي

في بداية العام الجديد التقت CNN الاقتصادية عدداً من المصريين من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية ليعبِّروا عن آمالهم وتطلعاتهم ومخاوفهم مع دخول مصر عام 2025 بعد سنتين اتسمتا بالمصاعب وارتفاع الأسعار والإنهاك الاقتصادي للكثير من الأسر المصرية وارتفاع الدين الخارجي.

يحتفل سامي بقدوم العام الجديد في عشاء مع الأصدقاء في أحد الأحياء الراقية في ضاحية السادس من أكتوبر إلى الغرب من القاهرة، سامي لا يخفي طموحه في إنهاء التشطيبات الخاصة بمنزل أسرته داخل أحد الكومباوندات (وهي تجمعات سكنية حديثة تؤمن قدراً من الراحة والرفاهية بعيداً عن صخب القاهرة)، قد تتكلف هذه التجهيزات نحو مليوني جنيه، كما يطمح كذلك طبيب الأسنان الثلاثيني في التوسع في إنشاء مركز للاستشارات الطبية يعمل لصالح العديد من الأطباء في كل أنحاء العالم بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الحديثة.

على بعد كيلومترات قليلة وخلف التجمع السكني الراقي يعيش السكان في مساكن الإسكان الاجتماعي المجاورة واقعاً مختلفاً.

أميرة تعمل كذلك في صيدلية وتطمح في أن تعاود إنتاج مستحضرات التجميل التي كانت تنتجها فور تخرجها في كلية الصيدلة، ولكن «في السنوات الماضية أصبح الإنتاج مستحيلاً في ظل ارتفاع الأسعار واختفاء المواد الخام الناتج عن نقص الدولار الأميركي».

عاشت مصر نحو عامين من الاضطرابات الاقتصادية بين مارس آذار 2022 ومارس آذار 2024 كان أبرز مظاهرها شح الدولار الأميركي وميلاد السوق الموازية ومشكلات في الاستيراد تجاوز فيها سعر الدولار خارج المعاملات الرسمية ضعف سعر الدولار في البنوك، وشهد خلالها الجنيه المصري أربع عمليات لتخفيض قيمته كان آخرها في مارس آذار الماضي، حيث قفز سعر الصرف من نحو 31 جنيهاً إلى نحو 50 جنيهاً في البنوك.

تطمح كذلك أميرة في العام الجديد أن تكف «عن التنازلات الاقتصادية خوفاً من أن تمس جودة الطعام الذي نتناوله وجودة تعليم أبنائي».

التقت CNN الاقتصادية كذلك العديد من المصريين والمصريات الذين أعربوا عن آمال بسيطة تدور أغلبها في فلك المتاعب الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

لطيفة التي تبلغ من العمر 51 عاماً والتي لم تعمل أبداً حصلت على دبلوم مهني قبل جامعي عام 1992، لم يساعدها في الحصول على فرصة عمل، تأمل لطيفة في أن تتوقف أسعار الدواء عن الارتفاع، فهي تدفع اليوم «300 جنيه للحصول على الدواء بدلاً من 120 جنيهاً قبل أربعة أشهر» وترجو كذلك أن «يحظى معاش التقاعد الذي أحصل عليه كي يساعدني على مجابهة ارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة»، تتقاسم لطيفة مع أخيها المريض معاش تقاعد عن أبيها المتوفى، يبلغ نصيب لطيفة عن تقاعد والدها الذي خدم في القوات المسلحة المصرية نحو 3000 جنيهاً (نحو 60 دولاراً أميركياً).

لا تتوارى لطفية عن أملها في أن تعود تكلفة المعيشة في مصر إلى ما قبل عام 2011 أو حقبة الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في فبراير شباط من العام نفسه.

تضاعفت تكاليف الحياة في مصر من تلك الفترة، فمبارك وعلى الرغم من حذف المواد الاشتراكية من الدستور المصري بعد استفتاء تم تنظيمه في عام 2005 فإنه ظل على أرض الواقع يتبنى سياسات مبنية على الدعم سواء للخبز أو المواد التموينية أو المحروقات.

أحمد ذو العشرين عاماً والذي يعمل في متجر لبيع مستلزمات البناء كان أول من التقتهم CNN الاقتصادية في بداية العام الجديد، ذكر أحمد جملة ننقلها بالعامية المصرية كما قالها من على الأرض التي كان يتناول عليها وجبة الإفطار مع زملائه، «عايز نبطل نفكر في الفلوس وفي طريقة كسبها طوال اليوم، للأسف ما بقيناش بنعرف نفكر غير في الفلوس».

في النهاية قد تصل تكلفة مشاريع سامي إلى بضعة ملايين الجنيهات وسيتوجب عليه العمل بجد لتوفيرها، أما أميرة فستعمل على تأمين مصاريف تعليم ولديها وربما إذا استقرت الأمور والأسعار قد تعاود نشاطها في تصنيع مستحضرات التجميل محلياً، أما لطيفة فقد تحصل على زيادة خاصة في معاش التقاعد الذي تحصل عليه، أما أحمد فهو يعرف جيداً أنه لن يكف عن التفكير في توفير المال.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعتين
منذ 18 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 16 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
مجلة رواد الأعمال منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 23 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات