تخارجت "مجموعة صافولا" من جميع استثماراتها في إيران بعد استثمارات امتدت لـ20 عام، ويأتي توقيت التخارج متزامن مع اضطرابات متصاعدة في سوق الأغذية في إيران منذ تشديد العقوبات الاقتصادية، أسهمت في تدخل حكومي لتحديد سقوف أسعار وحظر التصدير، ونقص العملة الأجنبية الذي يحد من استيراد الشركات لمستلزمات تسيير عملياتها الإنتاجية.
عقوبات "الضغط الأقصى"
خلال فترة رئاسة ترمب للولايات المتحدة من 2016 إلى 2020، عزز الضغوط على إيران بسبب برنامجها النووي، وفرض عقوبات شاملة على طهران ضمن سياسة "الضغط الأقصى"، أسهمت تلك العقوبات في حرمانها من الحصول على إيراداتها من النفط لتتراكم في حسابات خاصة ما زاد صعوبة حصولها على النقد الأجنبي. وفي ظل تلك الظروف يجد الاقتصاد تحديات في استيراد ما يلزم من مواد خام وغيرها اللازمة لعمليات الإنتاج.
مع عودة ترمب للرئاسة. فرضت الولايات المتحدة، في نهاية 2024، عقوبات جديدة على كل من أفراد وكيانات في إيران وروسيا، وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية، أن العقوبات الجديدة متعلقة بالتدخل الأجنبي في انتخابات 2024. ما يبقي احتمالات تشديد تلك العقوبات.
صافولا أشارت في 2011 إلى المخاطر والتحديات التي تواجه نشاطها، المتمثلة في العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وصعوبة استيراد المواد الخام، وانخفاض العملة الإيرانية مقابل الدولار.
التضخم الجامح
العقوبات أفقدت الريال الإيراني 90% من قيمته، ما فاقم التضخم، الذي سجل 45% بنهاية 2023 وفقا لبيانات البنك الدولي، ما جعل إيران ثامن أعلى دولة في العالم من حيث التضخم. وقد زاد ذلك من مخاطر سعر الصرف على الشركات الأجنبية. وعلى إثر ذلك ووفقًا للمعايير المحاسبية الدولية لإعداد التقارير المالية، ستؤدي الصفقة التخارج إلى إعادة تصنيف احتياطي ترجمة العملات الأجنبية (CTR)، وتأثر التعاملات مع المصالح غير المسيطرة دون تغيير في السيطرة، المتعلقة بالاستثمارات في عمليات إيران، التي تبلغ 1.3 مليار ريال سعودي و251 مليون ريال، على التوالي كما في 30 نوفمبر 2024، وذلك من حقوق الملكية إلى الربح أو الخسارة، ما سينتج عنه خسارة صافية تبلغ نحو 1.6 مليار ريال من الصفقة بحسب بيان الشركة.
حرب أسعار تنتهي بسقوف
دخلت "صافولا" لأول مرة في السوق الايرانية في 2004 ضمن إستراتيجيتها وبرنامجها التوسعي في حينه، حيث استحوذت على 49% من مجموعة بهشهر الصناعية لزيوت الطعام بتكلفة إجمالية بلغت نحو 290 مليون ريال، وتم تغيير اسم الشركة إلى "صافولا بهشهر"، التي كانت تسيطر حينها على 37% من سوق زيوت الطعام في إيران.
سوق الزيوت شهدت حرب أسعار في ذلك العام بعد تكتل الشركات الصناعية الرئيسية في إيران بهدف تقليل التكاليف الإنتاجية وزيادة الربحية، وتمكنت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية