إليكم - ومن مصادر مؤكدة جدا - تفاصيل كل ما سيحدث فى ربوع مصر فى ذلك اليوم المنتظر الذى ينتظره كل المخلصين فى مصر، وبعض الأقطار
(الشقيقة)، وبعض الدول (الصديقة)، وكل الدول المهتمة - بمناسبة وبدون مناسبة - بالشأن العام المصرى ممن يترقبون جميعا الأحداث الكبرى وما سوف تكون عليه مصر.
(١)
فقبل ذلك اليوم بأيام، سوف تقوم إذاعة (فيفى سى) بتخصيص ساعات بث إضافية لتلك الشابة الحرباء التى تقدم برنامجا معتادا تضبط توقيته بتوقيت مصر. سوف تُلقِى بما تعتقد أنه طعمٌ شهى سوف يلتقطه الجائعون. حيث ستستضيف وجوها كالحة يتحدثون عن توقعاتهم لما سوف يحدث فى مصر ذلك اليوم. وسوف تكون خلفية الشاشة لقطات فيديو تعود لعام ٢٠١٢م لمداعبة الغرائز البهيمية لقطعان البنا ومن والاهم. وسوف تكون الأسئلة الحربائية من عينة.. هل سينتهز المصريون زخم ما يحدث فى دولة س لكى يجددوا آمالنا عفوا أقصد آمالهم فى إحياء ثورتهم؟ هل سيقدم الإخوان أفكارا جديدة جاذبة لفئات الشباب المصرى؟ كيف استعدت الدولة المصرية للتعاطى مع هذا اليوم؟
وسوف يتم تقسيم الشاشة إلى مربعات فسيفسائية من بعض مناطق مصر، والمصريون يملأون الشوارع كعادتهم للإيحاء بأن هناك حركة غير عادية وكأن المصريين كانوا قبل ذلك اليوم فى بيات شتوى لا يذهبون لأعمالهم ولا يمارسون طقوس حياتهم العادية!
سوف يتم فتح ملف المدانين بأحكام قضائية جنائية فى قضايا تحريض على القتل وسوف تعرض صور بعضهم على الشاشة وهم كثو الرؤوس، يطوقون أعناقهم بالكوفيات الثورية، ويقوم المخرج بعمل كلوزات على أعينهم لإظهار العمق الثورى الدفين خلف حبات الدموع المحتبسة!
وسوف تُلقى الأسئلة عن أى ذنب اقترفه هؤلاء الشباب الكيوت غير بعض جمل تحريضية بريئة لقتل ضباط وأسرهم؟
متى يتوقف هذا الظلم والجور فى مصر؟!
كيف يُسجن شابٌ على أحلامه الرومانسية فى رؤية الدماء؟!
يتم حذف كل ما يتعلق بمحمد نفيس أحمد والحكم بسجنه لاتهامه بالتحريض عبر منصة إكس ضد السير كير ستارمر حتى لا يقارن أحدهم بين الموقفين!
سوف يتم إطلاق أوصاف مدغدغة ومهيجة لأنزيمات الثورة، ومنشطة للأنوف مدمنة استنشاق الدخان المنبعث من حرق مطاط الإطارات.. حتى تُغمض الأعين وتتمايل الرؤوس شوقا لتلك الأيام الخوالى، ورنين تكسير أعمدة النور وطلقات الخرطوش، وهدير الجرافات وهى تصطك ببوابات أقسام الشرطة. وتكاد القلوب تُنزع من مكامنها توقا لسماع أنشودة (يالا بينا نخرب مصر.. يالا بينا نولع فيها!)
وتزداد حركات تمايل الأجساد مع همهمات ثورة مخنوقة..لله درك يا شيخ حازم..أين عجلك المذبوح على عتبات مدينة الإنتاج الإعلامى؟
أين أنت يا بيشا لكى ترفع سكينة لوحة الكهرباء فترتع مصر فى الظلام.. ونهيم ليلا لكى نتمتع بالسواد وأهازيج الفوضى والخراب.. أين أنت يا خَولانى لكى تخلصنا وتمنحنا أملا ثوريا بنكهة فطيرة الفصح؟!
لم تتمالك المذيعة الحرباء نفسها واغرورقت عيناها الضيقة بالدموع، بينما تنطفىء الأنوار تدريجيا وتبدأ موسيقى تتر البرنامج التى تثير الشجن الثورة مع نزول عشرات الأسماء.
(٢)
وعلى شاشة عربية ما يكون لقاء السحاب حيث اللا منطق أو العبث فى صورته الأقوى.. الإرهابى السابق بعد تلميعه وتقديمه للشعوب العربية يتحدث عن نفسه!
المذيعة (رشا حمامة) تضيف للمشهد بعض السخونة، وتتجه به وجهة أخرى حين تتغزل فى (حنية) ودفء صوت الإرهابى، وتعترض على الذين يصرون على الاستمرار فى وصفه بهذا اللقب وتدعوهم لمنحه فرصة وتلمع عيناها بلمعة تذكر المشاهدين بتلك الأعين لفتيات شقراوات غربيات وقعن فى هوى أمراء تورابورا فهربن من أسرهن وتمتعن بليالى العشق على خلفية قطع الرؤوس!
درجة غير متوقعة من خلط (المُحن) النسائى العتيق المتدثر بطشة مطبخ الست المصرية الأصيلة بالإعلام بالسياسة، وتضيف لقائمة المصطلحات الهزلية التى تولدت مع أحداث السنوات الاخيرة مصطلحا شبابيا جديدا (الكراش الثورى السياسى!) رأت رشا توجه القناة وتبنيها - مع قنوات أخرى - خطة صنفرة وتهذيب اللحى الجديدة، فقررت أن تضيف لمساتها توددا لصاحب المحل!
توقعت أن يلقى (كراشها) السياسى الثورى النسوى المباغت احتفاء الرعاة، لكن بعد انصرافها تأتيها المهاتفة التى تنتظرها، لكن المهاتفة تلومها - دون خشونة - على مبالغتها التى قد تقلب الأمر تماما وتخرج به عن الخط المرسوم.
.... ليس لهذه الدرجة يا ست رشا.. نحن نرى خيرا وحيدا فى الرجل وزمرته فى أنهم كفونا شر الروافض، لكن أن ينزلق الأمر لمحاولة مناطحتنا وتقديمه كچان سياسى بديل فهذا غير مسموح به..عفوا صاحب السمو فأنا فقط أردت أن أرد الجميل لسموكم.. ثم ضحكت وبلهجة مصرية تعرف أنها محببة لقلبه أضافت..(معلش سموك احنا بس كنا عايزين نخدم.. ما انت دافع بقى!)
يضحك كثيرا..أنتِ ذكية يا ست رشا، وتعلمين محبتنا للروح المصرية ولكلماتكم التى تقتحم القلب مباشرة.. حسنا نحن تفهمنا الأمر ونعتز بوجودك وننتظر منكِ الكثير فى الأشهر القادمة لكن بالله..بالله عليكى بدون مباغتات مثل هذه المرة!
(٣)
أما ما سيحدث فى مصر ذاتها، فقبل هذا اليوم مباشرة سوف تزحف كتلٌ جماهيرية كبرى من القاهرة والإسكندرية وبعض المناطق الشمالية صوب جنوب مصر، وتحديدا الأقصر وأسوان للاستمتاع بطقسهما المشمس الدافىء الجميل، وسوف تزاحم هذه الكتلُ ضيوف مصر من الدول الغربية للوقوف فى رهبة وجلال أمام صالة الأعمدة الأعظم فى العالم بمعابد الكرنك التى تم تشييدها فى ذروة توهج الحضارة المصرية.
وسوف يسترجع المصريون وهم وقوفٌ صوت الست وهى تشدو..وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدى.
وفى الصباح الباكر سوف تغطى سماء الأقصر المسيّرات أو البالونات الطائرة المكتظة بآلاف السائحين وهم يشاهدون فى جلالٍ تلك التلال المملوءة بالرهبة التى تحتضن فى أعماقها الإرث الأعظم لملكات وملوك مصر الذين ملأوا الدنيا حضارة وعلوما وفنونا.
سوف ينتهز طلاب الجامعات فرصة تخفيضات وزارة السياحة والآثار وينظمون مظاهرات شبابية حاشدة اعتراضا على شعارات شريف خيرى (عادل إمام) (لا للتظبيط).. وسوف يقومون بالتظبيط المشروع مع من يتوقون للارتباط بهن.
وسوف نشكو نحن المرشدين السياحيين من صعوبة أداء عملنا وسوف نلعن تعطل وعبثية سيستم بوابات دخول المناطق السياحية نظرا للتكدس غير المسبوق أمام مداخل آثار مصر الخالدة.
(٤)
وسوف يحتفل المصريون بيوم الشرطة المصرية وسوف يقومون بتكريم أبناء وأسر شهدائها، وسوف تقوم حفيدات إيزيس من ضابطات الشرطة المصرية بتنظيم زيارات لمنازل هؤلاء الشهداء. وسوف ترد الشرطة المصرية تحية شعبها بأحسن منها فتقوم الشؤن المعنوية بتنظيم احتفالات كبرى تشارك فيها شعبها فى الاحتفاء بهذا اليوم وهذا الوطن.
وسوف يقوم رجال الشرطة بكامل أزيائهم فى شوارع مصر بتوزيع الورود على شباب مصر الذين سيحرصون على التقاط الصور التذكارية معهم.
وسوف يغطى نسور مصر سماء العاصمة والمحافظات باستعراضات جوية ترسم فى السماء وجه الوطن واسمه وعلمه.
وسوف يكتظ كل بيت مصرى به تلاميذ وطلاب بالحركة، وسوف تُظهر ربات البيوت مهاراتهن فى (التدبير والتدبيق) لشراء مستلزمات التيرم الثانى حسب الميزانية وسوف يتجهن لمعارض أهلا فى كفور ونجوع مصر.
وسوف تكتظ المقاهى بالشباب لمتابعة مباريات كرة القدم خاصة إذا ما صدف ذلك اليوم مباراة كبرى للمنتخب أو للغريمين التقليديين المصريين.
وسوف يكون اليوم مناسبة أو موسم رائج لصناع وبائعى أعلام مصر بمختلف زركشاتها. سوف تحتفل مصر بنصرها وسوف تكتسى بأبهى حللها.
(٥)
يجىء يوم الخامس والعشرين، فتبدأ القنوات الصهيو عربية فى تخصيص ساعات بثها للشأن المصرى وينتشر مراسلوها فى الشوارع المصرية وعلى المقاهى.
المذيعة (خنفساء الخرفانى) تطل بوجهها المضىء بتقوى حجابها، وتقوم بعمل مداخلات مع الرمز الثورى المصرى الأشهر (محمدين مشتاق بهلوانى) بمعطفه الشتوى وكوفيته الحمراء.. كيف ترى طريق خروج مصر من هذا النفق؟.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية