هاجس "الاختطاف" لا يفارق فوهة البنادق الإسرائيلية

في إطار السباق المحموم بين مركبات الائتلاف الحكومي لعرقلة صفقة تبادل الأسرى المرتقبة مع "حماس" التي يجري الحديث عنها برخم منذ أسابيع، تتهم المعارضة وعائلات الرهائن الإسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته التي يهدد وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب منها وإسقاطها في حال القبول بإنهاء تام للحرب.

وعلى رغم أن استطلاعاً للرأي أجرته القناة "13" الإسرائيلية قبل أيام أظهر أن 65 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب مقابل صفقة لتبادل الأسرى، خرج سموتريتش في تصريحات أثارت غضب عائلات الرهائن في قطاع غزة، عندما قال لها في إحدى التظاهرات إنه "لا يستطيع أن يعدها بإعادة أبنائها أحياء"، مما اعتبروه استهتاراً جديداً بحياتهم، خصوصاً أنه سبق أن أكد لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن "صفقة التبادل المطروحة حالياً لا تخدم أمن إسرائيل" وأن "مواصلة الضغط على حماس وسحقها سيعيدان المحتجزين".

وبين من يعتبر من الإسرائيليين أن الصفقات مكسباً "للإرهاب" ومساساً "بقوة الردع الإسرائيلية" ومن يعتبرها طوق نجاة لاستعادة من بقي من المحتجزين، يرى كثيرون أن إحدى الصعوبات التي تواجهها المفاوضات حول تبادل الأسرى إزاء العجز عن تبني توجهات ومعايير واضحة، هي عدم وجود إطار مرجعي أو قانوني يمكن الاستناد إليه، وأنها باتت تخضع للاعتبارات السياسية والشخصية النابعة من أولويات وثقافة رئيس الحكومة وقادة الدولة والثمن الذي سيوضع على الطاولة، بخاصة مع ارتفاع أعداد القتلى الأسرى داخل القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 الذين تزعم حركة "حماس" أن عددهم زاد على 50 أسيراً إسرائيلياً.

"بروتوكول هانيبال"

في خضم الضغط الشعبي على المستوى السياسي الإسرائيلي لاستعادة الأسرى لدى "حماس" بأي ثمن وبذل كل جهد ممكن، اتهم تقرير سابق للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، الجيش الإسرائيلي باستخدام "بروتوكول هانيبال" مرات عدة خلال الهجمات في غزة لمنع مسلحي "حماس" من اختطاف الإسرائيليين، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى مقتلهم، وهو بروتوكول عسكري إسرائيلي يتيح تنفيذ هجمات يمكن أن تهدد حياة الجنود الإسرائيليين لمنع احتجازهم أحياء.

واستخلصت اللجنة نتائجها من مقابلات أجراها محققو الأمم المتحدة عن بعد مع الناجين والشهود وصور بالأقمار الاصطناعية وسجلات الطب الشرعي ومعلومات من مصادر مفتوحة، أكدت أن امرأة تبلغ من العمر 68 سنة وتوأمين يبلغان من العمر 12 سنة من بين 14 مدنياً إسرائيلياً "قتلوا على الأرجح نتيجة نيران قوات الأمن الإسرائيلية" في السابع من أكتوبر، كما وثقوا تصريحاً لأحد أفراد طاقم دبابة إسرائيلية أكد في التاريخ نفسه أنه طبق "بروتوكول هانيبال" في "إطلاق النار على مركبة اشتبهوا في أنها تنقل جنوداً مختطفين".

وأشارت اللجنة في تقريرها إلى وجود ادعاءات تحدثت عن مزاعم "إطلاق مروحيات تابعة لإسرائيل النار على سيارات مدنية في موقع احتفال نوفا في السابع من أكتوبر عام 2023، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين"، إذ تأكد وجود ما لا يقل عن ثماني طائرات هليكوبتر إسرائيلية حينها في الأجواء، ولكن لم يتم تأكيد ما إذا كانت أطلقت النار على مدنيين من عدمه.

وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من جانبها في يوليو (تموز) الماضي أن الجيش الإسرائيلي أصدر أمراً بتفعيل "بروتوكول هانيبال" في السابع من أكتوبر عام 2023، بعد ساعات قليلة على الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ضربة جوية صدرت عند معبر "إيرز"، وفي وقت لاحق هاجم الجيش الإسرائيلي أيضاً معسكر "ريعيم" وبؤرة" ناحال عوز" الاستيطانية ومنطقة الجدار التي اختبأ فيها مدنيون إسرائيليون.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع في الجيش تأكيده أنه في ذلك اليوم تم تفعيل "بروتوكول هانيبال" وأن الجميع تلقى تعليمات عند الساعة 11:22 في السابع من أكتوبر على شبكة الاتصالات التابعة لفرقة غزة، جاء فيها "لا يجوز لأي مركبة العودة لقطاع غزة"، وألمحت الصحيفة إلى أن تطبيق "بروتوكول هانيبال" الخاص بمنع اختطاف حركة "حماس" مزيداً من الأسرى الإسرائيليين العسكريين والمدنيين" زاد من عدد قتلى الجيش الإسرائيلي آنذاك.

ووفقاً للصحيفة، فإن تطوير هذا البروتوكول كان عام 1986 بعد محاولة "حزب الله" اختطاف جنديين إسرائيليين في جنوب لبنان، إلا أن تقريراً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل "أكد أن الجيش الإسرائيلي أوقف العمل كلياً بهذا البروتوكول عام 2016 الذي يسمح باستخدام "القوة المفرطة" بهدف "منع وقوع أي جندي إسرائيلي في الأسر"، بما في ذلك تعريض حياة "الجندي ذاته للخطر" لمنع اعتقاله أو اختطافه وكان يستهدف من خلاله الحد "من عمليات تبادل الأسرى غير المتوازنة بين إسرائيل" والجهات الأخرى التي تختطف جنودها.

شكوك ومزاعم

الحكومة الإسرائيلية من جهتها رفضت تقرير الأمم المتحدة الذي يتهمها باستخدام "بروتوكول هانيبال" في حرب غزة، ووصفت اللجنة التي أعدته بأنها "منحازة وملوثة بأجندة واضحة معادية لإسرائيل"، فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن التقرير "مليء بالاتهامات الكاذبة والتشهير ضد جنود الجيش الإسرائيلي".

وعلى رغم ذلك، ظلت الشكوك تساور ذوي الأسرى الإسرائيليين من استخدام الجيش "بروتوكول هانيبال"، بل زادت بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مطلع العام الماضي لقطات مصورة لجنود من لواء "ناحال" أثناء تنفيذ عملية على نفق على مشارف جباليا، واستدعوا تدخلاً جوياً واستخدموا غازات سامة في محاولة لاغتيال أحد قادة "حماس" اشتبهوا في وجوده داخل النفق، ليتم الإعلان في ما بعد عن العثور على جثث ثلاثة إسرائيليين أسرى داخل النفق، مما دفع الجيش إلى الإبقاء على جثثهم شهراً كاملاً للكشف عن سبب الوفاة.

وما قطع الشك باليقين بالنسبة إلى كثير من الإسرائيليين، ما أظهرته صور كاميرات مراقبة سربت بعيد السابع من أكتوبر من مستوطنة "بئيري" تظهر إطلاق دبابات إسرائيلية النار على منازل للاشتباه في وجود مسلحين فلسطينيين فيها، ليتبين لاحقاً أن العملية أسفرت عن مقتل مسلحين ومستوطنين في آن معاً.

ولفت تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن النسخة الأصلية لـ"برتوكول هانيبال" صاغها القادة الإسرائيليون يوسي بيليد، قائد المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي والعقيد غابي أشكينازي والعقيد يعقوب عميدورو من دون استشارة خبراء قانونيين حينها.

ويحدد البروتوكول تدابير تتبع عندما "يكون جندي معرضاً لخطر الاختطاف في أراضٍ معادية، وأن تكون الأولوية لإنقاذ الجنود الأسرى من خاطفيهم، حتى لو كان ذلك بالمخاطرة بإيذاء هؤلاء الجنود".

وعلى رغم أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أكدت أن جزءاً من نص البروتوكول يقول حرفياً إنه "أثناء عملية الاختطاف، تكون المهمة الرئيسة هي إنقاذ جنودنا من الخاطفين حتى على حساب إيذاء جنودنا أو إصابتهم، ويجب إطلاق النار من الأسلحة الخفيفة"، إلا أن المسؤول أيضاً عن وضع الميثاق الأخلاقي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 19 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 20 ساعة
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات